صحيفة فرنسية: تركيا تتوغل في أفريقيا تحت ستار المساعدات الإنسانية
أنقرة تحشد وكلاء لها عبر 20 مكتباً في أنحاء القارة تحت غطاء المساعدات الإنسانية لإخفاء نواياها الخبيثة في نهب الدول الفقيرة
حذّرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، الأربعاء، من التوغل التركي في الدول الأفريقية، موضحة أن أنقرة تتخفى تحت ستار المساعدات الإنسانية لإحياء طموحات سياسية خبيثة في القارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن "تركيا تحشد وكلاء لها عبر 20 مكتبا في أنحاء القارة أدت إلى تطور تواجدها في السنوات الأخيرة، زاعمة أن وجودها في القارة السمراء عادلاً أكثر من الدول الغربية، وأقل صرامة من الدول الأخرى التي تستثمر في أفريقيا، إلا أنه في حقيقة الأمر توغل له نوايا استعمارية قديمة".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن تركيا تروج عبر أذرعها الإعلامية التنديد بالقوى الاستعمارية السابقة، والزعم بأن هذه الدول تأتي لأفريقيا لاستنزافها، وهو ما تفعله تركيا بالضبط مع أفريقيا باستغلال الموارد الطبيعية والثروات الأفريقية، مدللة على ذلك بما فعلته أنقرة مع السودان والصومال.
ووفقا لـ"ليبراسيون" فإن "النظام التركي لا يتردد في تعزيز علاقاته مع الأنظمة الاستبدادية في القارة لضمان ولائهم".
كما اعتبرت الصحيفة أن "تركيا لا تزال من الدول الحاضنة للإرهاب في المنطقة التي تستقبل التنظيمات المتطرفة وتأوي عناصرها وتمول الإرهاب".
سواكن.. مخاوف أفريقية من استغلالها عسكرياً
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الدول، خاصة في القرن الأفريقي، أعربت عن قلقها من تهديد أمنها الإقليمي، بعدما حصلت أنقرة على عقد إيجار لجزيرة سواكن السودانية المطلة على البحر الأحمر، لمدة 99 سنة في ديسمبر/كانون الأول 2017".
وكانت هذه الجزيرة الاستراتيجية تحت ظل الحكم العثماني في القرن الـ19، إذ كان ميناء خروج الحجاج الأفارقة إلى مكة حتى أوائل القرن العشرين.
وذكرت الصحيفة أنه "بموجب الاتفاق الذي بلغ قيمته 4 مليارات دولار دفعتها قطر، بدلاً عن تركيا التي تمر بأزمة اقتصادية، تقوم أنقرة بتطوير الميناء واستغلاله؛ الأمر الذي أثار قلق ومخاوف دول المنطقة من التهديدات التركية في هذا الموقع الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، خشية من استغلال هذا الموقع عسكريا".
وأكدت أنه "على الرغم من وقوف أنقرة وراء الصين وفرنسا في حجم الاستثمارات مع أفريقيا، إلا أنها تظهر كأحد الفاعلين في أفريقيا عبر العقود التجارية وقناع المساعدات الإنسانية".