الليرة التركية إلى قاع جديد.. عملة بلا مصداقية فات أوان إنقاذها
فقد البنك المركزي التركي استقلاليته فتلاشت مصداقية الليرة وسقطت سقوطا حرا بينما يبدو أوان إنقاذها قد فات.
واليوم الجمعة، هوت الليرة إلى قاع قياسي جديد فخسرت 0.1% من قيمتها مسجلة 9.2250 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، وهو أدنى سعر للعملة التركية على الإطلاق.
- مع لعنة "نظرية أردوغان".. إلى أين تتجه الليرة التركية؟
- بعد انهيار الليرة التركية.. رسالة "مؤلمة" من المعارضة لأردوغان
وبهذا تكون الليرة التركية قد خسرت نحو 20% من قيمتها خلال عام 2021.
عملة بلا مصداقية
وقالت سيلفا دميرالب، مديرة منتدى البحوث الاقتصادية بجامعة كوج والخبيرة الاقتصادية السابقة في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي "التبديلات المتكررة لأعضاء لجنة صنع القرار بالبنك المركزي تؤكد رسالة مفادها بأن البنك المركزي التركي ليس مستقلا ويخضع لضغوط سياسية هائلة".
وأمس الخميس، أقال الرئيس رجب طيب أردوغان بقرار منفرد وفوقي، ثلاثة من صانعي السياسات بالبنك المركزي.
والمطرودون من المركزي كانوا يعارضون خفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 18% الشهر الماضي.
وقد اعُتبرت إقالتهم تمهيدا لمزيد من تيسير السياسات النقدية في أقرب وقت ممكن من الأسبوع المقبل.
ويثير هذا الأمر قلق المستثمرين بشأن احتمالات تطبيق المزيد من إجراءات التيسير النقدي رغم ارتفاع التضخم.
فات أوان الإنقاذ
وأضافت دميرالب أن "الافتقار إلى المصداقية يثير توتر الأسواق، ليس فقط لأن هذا يعني أنه من المرجح أن تبتعد عن هدفها فيما يتعلق بالتضخم، ولكن أيضا لأنه حتى لو رفع البنك أسعار الفائدة، سيكون من الصعب للغاية أن تكون الزيادة فعالة في هذه المرحلة".
واعتبر محللون هذه الخطوة دليلا جديدا على التدخل السياسي من جانب أردوغان الذي سبق أن وصف نفسه بأنه عدو لأسعار الفائدة وكثيرا ما يحث على التحفيز النقدي.
وخفض البنك المركزي التركي الشهر الماضي سعر الفائدة الرئيسي إلى 18% من 19%، على الرغم من ارتفاع التضخم السنوي إلى حوالي 20%.
وينظر الاقتصاديون بشكل عام إلى ارتفاع أسعار الفائدة على أنه أداة مالية لكبح للتضخم، لكن أردوغان قال مرارا عكس ذلك، بأن ارتفاع معدل الفائدة يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
خيانة المركزي
وكان مرسوم إقالة صناع السياسات في المركزي قد فتح باب هجوم واسع من جانب أحزاب المعارضة التركية، وأيضا من قبل اقتصاديين، على أردوغان ونخبته.
وقال كمال كليتشدار أوغلو زعيم "حزب الشعب الجمهوري": "أردوغان ورئيس البنك المركزي يتكاتفان ويفقران شعبنا. من الواضح أن هذه قسوة على الأمة".
وتابع: "اسمحوا لي أيضا أن أقول إن مسؤولية رئيس البنك المركزي في هذه الخيانة تتزايد يوما بعد يوم".
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز