الحروب الإعلامية التي تستخدم فيها المعلومات الكاذبة هي إحدى الأسلحة التي تستخدمها أنظمة "الإسلام السياسي"
يبدو أن الإعلام التركي الذي يعاني من طموحات رئيسه أردوغان ويخلق له المشكلات والأزمات مع دول العالم المختلفة، قد استهوته لعبة الإعلام القطري وإعلام تيار "الإخوان المسلمين" الإرهابي في الإساءة إلى دولة الإمارات بعد فشلهم في التأثير على الموقف السعودي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وذلك بإطلاق الأكاذيب والخرافات الإعلامية على أنها اعتقلت إماراتيين اثنين بتهمة التجسس عليها وأن واحداً منهما تشك فيه الأجهزة الأمنية التركية أن له علاقة بمقتل خاشقجي.
أعتقد أنه بعد كل هذه الروايات الإعلامية، ينبغي على من ينظرون إلى النظام التركي بإعجاب وأنه نموذج يحتذى ويرون فيه الدولة القائد للعالم الإسلامي أن يشعروا بالحزن على ما وصل إليه إعلامهم الرسمي الذي يديره نظام أردوغان، كنتيجة طبيعية لحالة الإفلاس السياسي بسبب تصرفات أردوغان ونقل دولته من دولة خالية من المشكلات إلى دولة معزولة بلا حلفاء إلا نظام الحمدين والملالي في إيران، المعزولين من الأساس في المجتمع الدولي.
كما أن عليهم أن يشعروا أيضا بالخجل لأن اللغة التي يتبعها إعلامها لا يليق بدولة يفترض منها أن تكون رائدة في الإقليم أو للعالم الإسلامي لأنها تتبع إعلام "صبياني" متمثلة في "قناة الجزيرة" التي لم تصدق ما نشره الإعلام التركي عن دولة الإمارات حتى بدأت بالترويج له.
إن الحروب الإعلامية التي تستخدم فيها المعلومات الكاذبة هي إحدى الأسلحة التي تستخدمها الأنظمة والتيارات التي تمثل "الإسلام السياسي" التي نعاني منها في تسويق أوهام وأكاذيب لأهداف غير حقيقية سوى إثارة الفوضى أو إحياء نفسها. ومع ذلك يمكن اعتبارها إحدى النقاط الإيجابية التي تفضح هذه الأنظمة التي عاشت على الحيل
ومع أن هذه المعلومات لم يكن لها أي صدى في وسائل الإعلام التي تتصف بالموضوعية، وأعتقد أن السبب يعود في ذلك إلى إدراك الرأي العام بمصداقية النظاميين الذين يعيشان تضييقا سياسيا وإعلاميا في المنطقة، ولأن الوسط السياسي بشكل عام لم يعد يهتم إلى حيلهم وتدليسهم الإعلامي، لهذا تجاهلت دولة الإمارات الخبر بالكامل كون الهدف الأساسي لهذه الإثارة الفاشلة بعيدا عن الحقيقية.
وللعلم، فإن دولة الإمارات تقف على أرضية صلبة في ممارسة علاقتها الدولية ومع الرأي العام سواء مع دول الجوار أو غيرها من دول العالم، وبالتالي هي ليست بحاجة إلى أحد ليرد على هذه الأكاذيب حتى الأقلام الإماراتية، وتناولها هو فقط من أجل التوضيح.
كما أن الإمارات هي دولة تضع الإنسان في صدارة أولوياتها واهتماماتها أياً كان هذا الشعب بما فيه الإنسان التركي أو القطري والإيراني، وبالتالي ليس لديها من الوقت الكافي لأن تعطي اعتباراً لأكاذيب أنظمة أفلست داخلياً وخارجياً وتبحث عمن ينتشلها ولو "بقشة" وهنا يكون تجاهل ألاعيبهم أفضل طريقة للرد.
النقطة الخطيرة التي ينبغي على المنظمات الإعلامية الوقوف عليها، هي مهاترات هذين النظامين، تحت بند الحرية الإعلامية، فالخطورة أنهم يؤسسون لإعلام يستند على هدم قيم هذه المهنة الأخلاقية التي يطلق عليها السلطة الرابعة والقيم المعرفية باعتبار أن نشر المعرفة هو أحد أدوار الإعلام.
وهذه الانتهاكات في الإعلام لا تقل خطورة في التأثير عن اليمين المتطرف أو الإرهاب الذي يسعى لتخريب النظام الدولي. وهنا، لا بد من تدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الثقافية والإعلامية الدولية، لأن الاستمرار في هذا النهج ربما يسمح بالجيل الجديد فهم أن "إعلام جوزيف جوبلز" - نسبة إلى وزير إعلام هتلر القائم على الكذب والخديعة- هو الإعلام الحقيقي.
إن الحروب الإعلامية التي تستخدم فيها المعلومات الكاذبة هي إحدى الأسلحة التي تستخدمها الأنظمة والتيارات التي تمثل "الإسلام السياسي" التي نعاني منها في تسويق أوهام وأكاذيب لأهداف غير حقيقية سوى إثارة الفوضى أو إحياء نفسها. ومع ذلك يمكن اعتبارها إحدى النقاط الإيجابية التي تفضح هذه الأنظمة التي عاشت على الحيل والتدليس الإعلامي. كما تبين أن مسألة خطف عقول الناس لم تعد مجدية.
يخطأ كل من يعتقد أن المساس بدولة الإمارات والنيل منها سيعيد له بعض من القدر أو الاحترام الذي فقده بسبب التضليل والخداع؛ لأن الأمر سيتحول إلى ورطة مع الرأي العام العالمي الذي يشيد بجهود الإمارات الإنسانية وقيمها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة