حزب الشعب الجمهوري يعلن عن تنظيم حملة انتخابية غير مرئية، تركز على الزيارات للمنازل بين ساعات الإفطار والسحور طيلة شهر رمضان.
كشفت جانان قفطانجي أوغلو، رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري في مدينة إسطنبول، الأحد، عن تفاصيل الحملة الانتخابية للحزب، لمواجهة مراوغات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات البلدية لإسطنبول.
وقالت قفطانجي، في تصريحات أدلت بها، الأحد، لصحيفة "سوزجو"، إن حزبها سيدير حملة انتخابية غير مرئية، مشيرة إلى أنه لن يتم تنظيم لقاءات جماهيرية كبيرة، بينما ستكون هناك زيارات للمنازل بين ساعات الإفطار والسحور طيلة شهر رمضان.
- مقر حزب الشعب بإسطنبول.. خلية نحل لاستعادة "النصر المسروق"
- إبطال اقتراع إسطنبول.. نحو تكريس حكم الفرد
وأكدت رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، أنه "لن يكون هناك اختلاف كبير في استراتيجية الدعاية، ولكن ستكون هناك اختلافات في الموضوعات والنقاط التي سيتم تناولها"، حتى موعد جولة إعادة انتخابات رئاسة البلدية المقررة في 23 يونيو/حزيران المقبل.
وتابعت قفطانجي قائلة "الحملة الانتخابية الجديدة لأكرم إمام أوغلو ستكون بصفته مرشحاً لجميع سكان إسطنبول، وليس مرشح تحالف الأمة فقط، كما كان في الانتخابات التي جرت يوم 31 مارس/آذار الماضي".
وأضافت "(الشعب الجمهوري) سيركز في حملته الجديدة على مسألة الظلم الذي تعرض له مرشحنا، كما سنخبر الناخبين أن سكان إسطنبول هم الضحية الحقيقية التي تعرضت للظلم".
واستطردت "سيكون خطابنا محلياً مرة أخرى، وسنجري لقاءات فردية كما فعلنا قبل انتخابات 31 مارس/آذار. ولن نقوم بعقد اجتماعات كبيرة. لن تكون هناك تجمعات كبيرة".
ولفتت في ذات السياق إلى أن "الحزب أعد خريطة بيانات حديثة وفقاً لنتائج انتخابات 31 مارس الماضي في 39 قضاء في إسطنبول. وأنهم سيتواصلون مع الناخبين الذين لم يصوتوا لإمام أوغلو".
قفطانجي أوغلو ذكرت كذلك أنهم يعتزمون "تحديد في كل شارع الأحزاب التي صوت لها هؤلاء الأشخاص وإجراء زيارات منزلية لهم ولقاءات خاصة بهم، كما أن الأذرع النسائية بالحزب والمتطوعين بدأوا في الزيارات المنزلية، وسنحصل على نتائج من خلال أعمال الحملة غير المرئية".
وشددت كذلك على أهمية دور مرشحي الشعب الجمهوري الذين لم يفوزوا برئاسة بلديات الأقضية في انتخابات 31 مارس، ودورهم على الساحة خلال الحملة الانتخابية الجديدة.
وحول توقف وكالة الأناضول للأنباء عن بث البيانات خلال ليلة الانتخابات، قالت المعارضة التركية "أرادوا التلاعب في الصناديق في هذه الليلة، وأفسدنا لعبتهم بحماية أصوات سكان إسطنبول".
وتابعت "أوقفت وكالة الأناضول بث البيانات لمدة ساعة ونصف، في الوقت الذي أظهرت فيه البيانات تقدم أكرم إمام أوغلو على منافسه، فهي مؤسسة رسمية أُنشأت بضرائب الدولة والشعب، وعليها أن تشرح كيف أصبحت أداة موجهة في العملية الانتخابية".
وتتهم المعارضة التركية وكالة الأناضول، بعدم الحيادية أثناء تغطية عملية إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، بعدما أوقفت خدمة رصد الأصوات التي تقدمها لمتابعيها بحجة توقف تدفق المعلومات من اللجان، وذلك عندما أوشكت أعمال الفرز على الانتهاء بفارق كبير بين إمام أوغلو، مرشح الشعب الجمهوري، وبن علي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية.
وعقب انقطاع دام نحو 13 ساعة، نشرت الوكالة التركية نتائج الانتخابات في اليوم التالي، ما دفع المعارضة إلى اتهامها بعدم الحيادية، وأنها تعمل لصالح النظام الحاكم.
وفي وقت سابق، أعلن إمام أوغلو نيته تأسيس مركز إخباري ليكون بديلاً للأناضول في تغطية جولة الإعادة من انتخابات إسطنبول.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، فاز بالأغلبية في الانتخابات البلدية الأخيرة، لكنه خسر أهم وأكبر المدن التركية وعلى رأسها إسطنبول، التي فاز بها المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، الأمر الذي مَثّل هزيمة معنوية كبيرة له لما لها من رمزية كبيرة في البلاد، إذ كانت المحطة التي أوصلت أردوغان للرئاسة.
وعقب انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج الأولية، بدأ حزب أردوغان في تقديم سلسلة من الطعون والاعتراضات التي رفض بعضها وقبل البعض الآخر، ومنها قبول طلب العدالة والتنمية الخاص بإعادة انتخابات رئاسة البلدية الكبرى.
وعلى إثر ذلك، قررت اللجنة العليا للانتخابات يوم 6 مايو/أيار الجاري، إعادة التصويت بإسطنبول في 23 يونيو/حزيران المقبل، بزعم وقوع مخالفات تصويتية كبيرة، وسط صدمة كبيرة من الأتراك والمهتمين بالشأن التركي الذين أجمعوا على عدم قانونية القرار، وأنه جاء نتيجة ضغوط النظام الحاكم.