مدارس المعارف التركية.. رداء أردوغان التعليمي لـ"أخونة" السودانيين
خبراء تربويون قالوا إن أنقرة تحاول الالتفاف على الثورة السودانية عبر تحريك أذرعها ومؤسساتها التعليمية التي نمت في عهد البشير.
لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متشبثاً بـ"أوهام" التغلغل في السودان حتى بعد الإطاحة بحكم حليفه الإخواني عمر البشير، وذلك عبر المدارس التي أسسها في الخرطوم.
وقال خبراء تربويون، إن أنقرة تحاول الالتفاف على الثورة السودانية عبر تحريك أذرعها ومؤسساتها التعليمية التي نمت في عهد البشير فيما يعرف بسلسلة مدارس مؤسسة وقف المعارف؛ تحقيقاً لأهداف أردوغان بتخريج آلاف السودانيين المشبعين بأفكاره المتطرفة.
وكشف أولياء أمور تلاميذ "المعارف التركية" بالخرطوم أن إدارة المدرسة أصبحت تمارس إرهاباً واضحاً ضد أبنائهم؛ إذ تلقنهم أفكاراً إخوانية وتفرضها عليهم في دراستهم.
وأكد عدد من آباء الطلاب أن مدير سلسلة مدارس البنات والبنين التركية، كمال أقلمة، ينشر أفكارا إخوانية لا يمكن السكوت عليها وتمريرها لأنها تمس السيادة الوطنية وتتغول في الأعراف والتقاليد السودانية.
وذكر أحمد شعبان والد طالب سوداني بمدرسة المعارف التركية أنه اكتشف من خلال الحديث مع ابنه أن الإدارة لا تزال تقوم بتدجين الطلاب والتلاميذ لصالح الأفكار الإخوانية المتطرفة لإنتاج أجيال جديدة مؤيدة وتابعة للتنظيم الإرهابي، كما تقوم بتدريسهم مواد تمجد حكم أردوغان.
ولفت إلى أن المدرسة تلقن التلاميذ أفكارا متطرفة ليصبحوا "كيزانا" كبارا بعد تعليمهم وفقا للمنهج، منبهاً إلى أن الإدارة تهمل بشكل واضح العملية التعليمية والتربوية لصالح السياسة.
ونبه إلى أن مدير المدرسة التركية منع الطلاب من الاحتفال بعيد ثورة ديسمبر/كانون الأول، الأسبوع الماضي، ووجه المعلمين بمنعهم من أي مظاهر لها.
ووصفت شادية عبدالسلام والدة تلميذة بالمدرسة أيضاً سلوك الإدارة بأنه "مريب"، محذرة من عمليات غسل لأدمغة الطلاب وممارسة إرهاب بدنياً وفكرياً عليهم.
وتابعت، أنها علمت من ابنتها أن إدارة المدرسة تعرض فيديوهات مصورة سنويا على الطلاب، تطلعهم فيها على ما قامت به حكومة أردوغان من إحباط للانقلاب المزعوم في 2016، باعتباره كان سيجهض أحلام المسلمين ورغبتهم في حكم الرئيس التركي للعالم.
وحذرت من تبعية المدرسة لوزارة المعارف التركية وبعض المعلمين الإخوان الذين تم تعيينهم بتزكية خاصة من النظام السابق.
من جانبه، كشف أحد الآباء لـ"العين الإخبارية" أنه قبل عدة أسابيع أحضرت إدارة مدرسة المعارف التركية فريقاً طبياً من إسطنبول لإجراء كشف على التلاميذ دون الرجوع لأولياء أمورهم واستشارتهم.
كما صنفت المدرسة الطلاب بـ"طريقة عنصرية" بعد أن خلعت ملابسهم في الفناء، ما شكل صدمة لآباء وأسر التلاميذ من هذه الممارسات المريبة، وفقاً لوالد أحد التلاميذ.
ويطالب عدد من أولياء الأمور في السودان وزارتي التعليم والخارجية بإغلاق المدارس التركية في بلادهم ومحاسبة المعلمين الإخوان.
ووقعت أنقرة والخرطوم عدداً من البروتوكولات واتفاق شراكة وتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي عام 2015، فيما أعلنت مؤسسات تعليمية تركية تقديم 150 منحة دراسية للسودان.
وأجاز حزب المؤتمر الوطني المحلول إنشاء وقف معارف، داخل البرلمان في عام 2016، فيما توجد بالخرطوم 5 مدارس، وبيتان للطلبة تديرهما مؤسسة معارف بعد أن قامت حكومة البشير بتسليمها كافة المدارس التابعة للداعية فتح الله غولن بالخرطوم.