أن تسقط ديكتاتورية الإخوان التي تشبثت بالحكم ثلاثين عاما ليس بالشيء اليسير ولا السهل، ولا بالأمر الهين والبسيط؛ لأن الضريبة والثمن كانا غالييْن على السودانيين
أن تسقط ديكتاتورية الإخوان التي تشبثت بالحكم ثلاثين عاما ليس بالشيء اليسير ولا السهل، ولا بالأمر الهين والبسيط؛ لأن الضريبة والثمن كانا غالييْن على السودانيين بتضحيات وشهداء سالت دماؤهم على الأرض واختلطت دماؤهم بماء النيلين. كما أن عزيمة الثوار كانت أقوى من جبروت "الكيزان" فأسقطت الإنقاذ بكل بطشها وسلطتها، ودهاء ومكر قادتها.
هذا الشهر تمر علينا ذكرى الثورة السودانية في عامها الأول في ١٩ ديسمبر ٢٠١٩، لتعيد للأذهان مشهد الشهداء وأبطال التروس وشهداء الثورة منذ انطلاقها. خروج المسيرات والمواكب في كل ربوع السودان احتفاءً بهذه الذكرى العطرة من تاريخ الثورة الشعبية، هو دليل على وعي ونضوج الثورة السودانية، وأن الثورة في مسارها الصحيح
الثورة الشعبية السودانية لم تكن وليدة اللحظة بل انطلاقة منذ عام ٢٠١٣، حتى جاء يوم ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ ليعلن عن الشرارة الفعلية للثورة السودانية من "عطبرة" مدينة الحديد والنار ومن ثم تبعتها باقي المدن لتشتعل النار على نظام "الإنقاذ"، وحسب رواياتهم وما صوره لهم عقلهم الباطن إنها تحركات صغيرة يمكن أن يتم إخمادها سريعاً والسيطرة عليها من قبل كتائبهم الأمنية وقتها، ليخرج الرئيس المخلوع قبل الثورة بأيام بخطاب خالي المعاني مهترئ الكلمات لا يسمن ولا يغني من جوع، بل زاد وعمق الهفوات الكثيرة لنظام الظلم، سعى من خلاله إلى التقليل من الاحتجاجات التي انطلقت في كل بقاع السودان، ووصفها بأنها ضائقة معيشية، لم يدرك وقتها أن نظامه شارف على السقوط، وأن مملكته في طريقها للاندثار، محتميا بكتائب ظله.
لكن هيهات له أن يصمد أمام طوفان الغضب الشعبي الذي تملّك كل السودانيين وخرجوا للشوارع في يوم الخميس ١١ أبريل ٢٠١٩ ليعلنوا عن هذا الغضب، ويطلقوا العنان لحرمان ثلاثين عاما، ويتوجهوا إلى مقر اعتصام الثوار أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، ليسطروا ملحمة تضامنية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، ويسطرها في دفاتر الكفاح والبسالة، حيث اتفق الجميع على مبدأ واحد هو إسقاط نظام الإخوان إلى الأبد.
هذا الشهر تمر علينا ذكرى الثورة السودانية في عامها الأول في ١٩ ديسمبر ٢٠١٩، لتعيد للأذهان مشهد الشهداء وأبطال التروس وشهداء الثورة منذ انطلاقها. خروج المسيرات والمواكب في كل ربوع السوان احتفاءً بهذه الذكرى العطرة من تاريخ الثورة الشعبية، هو دليل على وعي ونضوج الثورة السودانية، وأن الثورة في مسارها الصحيح بتكاتف أبناء السودان واتحادهم على كلمة واحدة لا "كيزان بعد اليوم".
كما أن إعلان الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية عن أن الاحتفالات بالثورة سوف تستمر حتى نهاية العام في كل المدن لهو دافع للشعب للالتفاف حول حكومته الانتقالية ودعمها في قادم الأيام لتحقيق أجندتها السياسية والاقتصادية والمجتمعية بما يحقق مصالح الشعب السوداني.
الشباب والشابات في السودان أصبحوا واعين لحقوقهم وواجباتهم، حيث إن مبادرة شباب الثورة بتحريك قطارين من "الخرطوم" إلى "عطبرة" فيه وفاء وعرفان لمن أطلقوا الشرارة الأولى لهذه الثورة ومن سيروا القطارات والمواكب لمناصرة الثوار في الخرطوم عندما دعت الحاجة وفي وهج النهار.
امتلأت القطارات بمئات من الثوار والثائرات مع قادة تجمع المهنيين السودانيين الذين كانوا في طليعة الحراك الثوري وأعضاء قوى الحرية والتغيير. هذا التلاحم والتكاتف الشعبي لم يشهد له السودان مثيلا منذ الاستقلال، ويوضح بما لا يجعل مجالًا للشك أن الثورة في مسارها الصحيح، وأن التآلف والمحبة والإخاء هي مفاتيح تحقيق الوئام في السودان ودافع لإرساء شعار الثورة السودانية "حرية سلام وعدالة".
كما أن القرارات والتوجيهات الأخيرة لمجلس السيادة والحكومة الانتقالية كان لها أثر كبير في إعادة الثورة إلى مسارها الصحيح، وتحقيق جزء من تطلعات الشعب السوداني الذي يطمع أن يحل السلام على كل ربوع السودان، وأن ينعم بالخير والعطاء لوطن المليون ميل مربع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة