جريمته الغناء بالكردية.. سلطات أردوغان تحقق مع جندي تركي
"محو كل ما هو كردي من الوجود".. هذا كل ما تتمناه سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي لا تكف عن محو كل ما عداها.
فحتى الفنون لم تسلم من بطش أردوغان، حيث فتحت السلطات التركية تحقيقا ضد جندي بالجيش قام بالغناء باللغة الكردية خلال خدمته العسكرية، عقب انتشار مقطع فيديو على "تويتر" وهو يقوم بالغناء.
- بعد الدعوة لحظره.. حزب كردي يرد على حليف أردوغان
- محكمة تركية ترفض الإفراج عن قيادية كردية معتقلة منذ 4 سنوات
ووفق ما ذكرته صحيفة "زمان" التركية المعارضة، فوجهت السلطات التركية للجندي تهمة تسريب معلومات سرية، للجندي "إف.بي"، عقب أدائه الأغنية الكردية الشهيرة Nazê Nergîza Hewşê للمطرب الكردي محمود بارزاني.
الأغنية حققت مشاهدات عالية جدا، وتم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن هذا الفيديو تسبب في فتح تحقيق مع الجندي الذي يسكن في بلدة “سيلوبي” بولاية شيرناق التركية ذات الأغلبية الكردية.
التهمة الموجهة إلى “إف.بي” هي "تسريب معلومات سرية إلى الخارج”.
ويقول مراقبون إن السبب الفعلي للتحقيق مع الجندي هو الغناء بالكردية، إذ تضع الحكومة قيودا على استخدام اللغة الكردية.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، هدد جهاز الاستخبارات التركي، أحد المطربين الأكراد بـ"ما لا يحمد عقباه" إذا تمادى في تأدية الأغاني الكردية في الأعراس والحفلات الموسيقية المختلفة.
واستدعت المخابرات التركية حينها الفنان الكردي المعروف، جسيم باش بوغا، لقيادة قوات الدرك بولاية، بيتليس،بسبب غنائه بالكردية في عرس بقضاء "تاتفوان" بالولاية نفسه.
وتم اقتياد هذا الفنان إلى فرع الاستخبارات بقيادة الدرك، والتقاه شخص عرف نفسه على أنه رئيس ذلك الفرع، حذّره من الغناء بالكردية ثانية.
وتعتبر الحكومة التركية، حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الممثل في البرلمان التركي بـ65 نائبًا، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية.
وتقوم السلطات التركية بين الحين والآخر بالعديد من الممارسات للضغط على الحزب، وأعضائه، وشملت هذه الممارسات إقالة رؤساء بلديات منتخبين تابعين له من مناصبهم تحت ذريعة "الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح والدعاية له"، في إشارة للحزب ذاته.
ويحكم رؤساء بلديات من حزب الشعوب الديمقراطي كثيرا من المدن في محافظات جنوب شرقي تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد، في حين يصف الحزب إجراءات نظام أردوغان بأنها مخطط حكومي ممنهج للنيل من صفوفه.
كما تشهد تلك المحافظات، انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني، حيث تشن السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة بها تستهدف الأكراد؛ بزعم دعمهم للحزب المذكور، ما يدفعهم للتظاهر بين الحين والآخر رفضا للقمع.