عقيلة صالح: أردوغان استغل سيطرة الإرهابيين على طرابلس للتدخل بليبيا
رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب أكد أن إعلان تركيا استعدادها لإرسال قوات لدعم السراج غير مقبول وتدخل سافر في شؤون ليبيا الداخلية
قال رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب عقيلة صالح إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغل الانقسامات في ليبيا إلى جانب سيطرة الإرهابيين على طرابلس للتدخل في شؤون ليبيا الداخلية.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن صالح قوله، خلال مؤتمره الصحفي المشترك، السبت، مع نظيره القبرصي ديمتريس سيلوريس، إن التحركات التركية تزيد من حدة التوتر وتعمل على زعزعة استقرار المنطقة ككل.
ووفقا لوكالة الأنباء القبرصية، فقد قال رئيس البرلمان الليبي إن فايز السراج غير مخول بالتوقيع على أي اتفاقات بمفرده لأنه وفقا للاتفاق على عمل الحكومة الليبية، فإنه يجب أن يوافق 9 أعضاء بالمجلس الرئاسي إلى جانب موافقة البرلمان.
وأضاف أن إعلان تركيا استعدادها لإرسال قوات إلى ليبيا غير مقبول وتدخل سافر في شؤوننا الداخلية.
وتابع رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب أن أردوغان "أرسل في الماضي مركبات وعربات مدرعة وأنواعا مختلفة من الأسلحة وأعلن مؤخرا أنه سيرسل قوات للقتال في ليبيا".
وأوضح أن هدف أردوغان هو استفزاز الدول في شرق البحر المتوسط والتدخل في المناطق الاقتصادية الخالصة في هذه الدول دون الوضع في الاعتبار الحقوق السيادية برا وبحرا.
كما أكد صالح ونظيره القبرصي إدانتهما اتفاقية الحدود البحرية التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الليبية التي لم يصدق عليها البرلمان الليبي، باعتبارها "انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتخلو من أي أساس قانوني".
وذكرت الوكالة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار، خلال زيارة مفاجئة إلى تونس في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى أن بلاده ستدرس إرسال جنود إلى ليبيا حال تلقيها طلبا من حكومة الوفاق برئاسة فايز سراج.
وقعت تركيا الشهر الماضي مذكرتي تفاهم مع حكومة السراج، زاعمة أنه بموجبهما تحصل على حقوق اقتصادية في منطقة واسعة من شرق البحر المتوسط، وهو ما لقي تنديدا من اليونان وقبرص ومصر باعتبار الاتفاقية غير ملزمة قانونا، لأنها تنتهك حدودها البحرية.
واعتبر البرلمان الليبي هاتين المذكرتين "خيانة عظمى"، وحسب بيان سابق للبرلمان قدم عدد من النواب مذكرة قانونية ببطلان التفاهمات، معلنا إحالتها للقضاء المختص لوقف تنفيذ المذكرتين.
ولدى سؤاله عن إمكانية القيام بعمل عسكري تركي محتمل في ليبيا لدعم قوات السراج، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إنه حاول منع أي محاولة لحل الصراع في ليبيا عسكريا.
وقالت الأسوشيتد برس إن كونتي، الذي ناقش الأزمة الليبية مع أردوغان في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، أكد للصحفيين السبت أن "الحرب بالوكالة في ليبيا" ستؤدي إلى مزيد من "تفتيت البلاد بدلا من توحيدها".
وأشارت إلى أن كونتي دعا إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل سياسي، وقال إن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قد يعود قريبا إلى ليبيا لدفع عزم إيطاليا على العمل من أجل "وقف الأعمال العدائية".
وكان رئيس الوزراء الإيطالي قد أكد في آخر مؤتمر صحفي هذا العام رفضه أي تصعيد عسكري.
ويخوض الجيش الليبي عملية عسكرية منذ أبريل/نيسان الماضي بهدف تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات التي تسيطر عليها منذ سنوات، فيما تحظى المليشيات بدعم كبير من حكومة السراج وجماعة الإخوان الإرهابية.
وطالبت تركيا مليشيات سورية مسلحة موالية لها برفع قوائم أسماء 200 مسلح لنقلهم إلى ليبيا.
وصرح أردوغان بأنه يتوقع تمرير البرلمان تفويضا بإرسال جنود إلى ليبيا يومي 8 و9 يناير/كانون الثاني المقبل، مستندا إلى اتفاقية دفاع مشترك وصفت بـ"غير القانونية" وقعت خلال الفترة الماضية بين أنقرة وطرابلس، وأخرى بحرية أثارت حفيظة اليونان مدت خلالها تركيا منطقتها المائية الاقتصادية، وجعلت لها حدودا بحرية مع ليبيا.