"ادعوا لي أجد مكانًا يؤويني"، بهذه الكلمات فاجأ القيادي الإخواني وجدي غنيم متابعيه وعناصر التنظيم الإرهابي، برفض تركيا منحه إقامة قانونية.
وغنيم محكوم عليه بالإعدام في مصر ومطلوب تسليمه لتنفيذ الحكم؛ إذ قضت محكمة مصرية في أبريل/نيسان 2017 بالإعدام شنقاً بحقه وبعض المتهمين معه بتهمة تأسيس خلية أطلق عليها "خلية وجدي غنيم" لارتكاب أعمال إرهابية وتفجيرات في مصر.
حالة من القلق سرت في أوساط الإخوان المطلوبين وتحديدا بين الشباب الذين لا تربطهم صلات مباشرة مع السلطات التركية، بعد رفض إعطاء الإخواني وجدي غنيم الجنسية التركية، بحسب مراقبين أكدوا أنهم (شباب الإخوان) لا يستبعدون تسليمهم للقاهرة في أيّ وقت، في ظل التقارب التركي المصري، والخطوات المنتظرة في اتجاه تطبيع العلاقات الكامل بين البلدين.
خيبة إخوانية
وخيبت خطوة رفض منح الجنسية للإخواني غنيم آمال قادة الإخوان الذين بعثوا مبكرا رسائل تهنئة، في نفس يوم فوز أردوغان، بحسب مراقبين أكدوا أن هذا التطور يشير إلى تصفية ملف الإخوان في تركيا بالتدريج، فالمنطقة تشهد إعادة تشكيل على أساس المصالح وليس منها الانتماءات الأيديولوجية، وهو ما قد يقصي الإخوان من المشهد.
تلك التطورات حولت فرحة أتباع تنظيم الإخوان المبالغ فيها والخطب العصماء إلى إحباط؛ فالمؤشرات الأولية وكذلك الأيام المقبلة، ستجعلهم متسمرين في أماكنهم يحاولون فهم ما يحدث، بحسب الكاتب الصحفي محمد الحمادي، الذي قال إن أول المهنئين بالفوز كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وكذلك العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وأوضح الحمادي، في مقال له بـ"العين الإخبارية"، أن العديد من التحليلات والقراءات الإخوانية للمشهد الحالي في تركيا ولنتائج فوز أردوغان تبدو بعيدة عن الواقع كونها تعكس أماني الإخوان، مشيرًا إلى أن قادة الإخوان باتوا غير مدركين أن قواعد اللعبة تغيرت وأن هناك مصالح أكبر من أحلامهم ومن الأوهام.
تصحيح المسار
وأشار إلى أن ما قام به أردوغان من مصالحات لم يكن مناورة سياسية ودبلوماسية من أجل الفوز في الانتخابات -كما يود أن يعتبرها البعض- وإنما تلك الخطوات جاءت لتصحيح مسار خاطئ ورهان خاسر استمر لأكثر من عقد من الزمان دفع ثمنه بالدرجة الأولى الشعب التركي والاقتصاد التركي.
في السياق نفسه، قال الباحث في الإسلام السياسي منير أديب، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن خيبة أمل الإخوان وصدمتهم جاءتا نتيجة رفع سقف توقعاتهم بعد فوز أردوغان، بينما يتضح أنه رعايته لهذه الجماعة ستتراجع، ولكن ليس إلى حد القطيعة.
ويقول الباحث في الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن سياسة تركيا في رعاية الإخوان ستتغير بشكل جذري في المرحلة القادمة، ولن تبقى ملاذا آمنا لهم كما كان من قبل، والسبب في ذلك يعود للإخوان أنفسهم.
وأوضح عبدالمنعم، أن "الجماعة أخفقت في تقديم أي عون حتى الآن لتركيا وحزب العدالة والتنمية، وأصبح وجودها عبئا كبيرا يتحمله الأتراك سواء مؤيدي أردوغان أو معارضيه".