سلاحف اليمن مهددة بالانقراض.. صيد جائر وتغيرات مناخية وبيئة تتدهور
يهدد الصيد الجائر للسلاحف في الشواطئ اليمنية إلى جانب التغيرات المناخية بزيادة خطورة انقراضها، وهي من أهم الكائنات البحرية في البلاد.
ويعد الصيد الجائر أحد أبرز التهديدات التي تواجه السلاحف في اليمن، وهو صيد غير مشروع لأغراض التجارة، الذي يؤدي إلى نقص حاد في أعدادها.
سواحل اليمن واحدة من أهم المناطق التي تتكاثر فيها أماكن تعشيش السلاحف وإنتاجها، إذ توفر تضاريسها ملاءمة كبيرة لإنتاج بيض السلاحف وفقسها.
مخاطر تهدد بانقراض السلاحف
يقول أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة، واستشاري دولي للتغيرات المناخية والتقييم البيئي في اليمن، الدكتور عبدالقادر الخراز، إن السلاحف في اليمن تعاني من مخاطر عديدة تتعلق بالصيد الجائر، والتلوث البيئي، لافتا إلى أن هذه المخاطر تؤثر في انقراض السلاحف باليمن،
ويضيف "الخراز" لـ"العين الإخبارية"، أن السلاحف تعاني من تبعات التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد، من حيث ارتفاع درجات الحرارة، وتغيرات في المواقيت نفسها للتيارات البحرية وسرعتها واتجاهاتها.
كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر، والتلوث البيئي والأعاصير والفيضانات، تسهم في نفوق السلاحف بالمناطق الساحلية.
تغير المناخ وتحديد الجنس
ويحذّر الخراز من أن بعض أنواع السلاحف البحرية تواجه خطر الانقراض بسبب تغير المناخ.
يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على جنس السلاحف، إذ يزيد من فرص تكوين ونمو إناث السلاحف على حساب الذكور، التي تحتاج إلى مناخ بارد.
يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى اضطرابات في أنماط التكاثر ونمو الأعشاش، ما يؤثر على تفقيس البيض ونجاح نمو صغار السلاحف.
وأظهرت دراسات محلية أجريت في بعض مناطق اليمن الساحلية، أن الاحترار المناخي أدى إلى زيادة نسبة إناث السلاحف إلى أكثر من 90% مقارنة بالذكور.
وتشكل هذه الزيادة تهديدًا خطيرًا لبقاء السلاحف على المدى الطويل.
وأكدت دراسة علمية أن درجة الحرارة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد جنس السلاحف، إذ تنتج درجات الحرارة المنخفضة (27.7 درجة مئوية) صغارًا ذكورًا، بينما تنتج درجات الحرارة المرتفعة (31 درجة مئوية) صغارًا إناثًا.
يُعدّ تغير المناخ تحديًا كبيرًا للتنوع البيولوجي، ويجب على جميع الجهات المعنية التعاون لحماية السلاحف البحرية من الانقراض.
المليشيات تضاعف التلوث
وتعد السلاحف البحرية من أهم الأنواع الحيوانية في المحيطات والبحار والسواحل، إذ تعتبر ذات أهمية كبيرة في النظام البيئي اليمني.
وبحسب الدكتور الخراز، فإن تلوث البيئة، كما هو حاصل اليوم نتيجة عسكرة مليشيات الحوثي للبحر الأحمر، واستهدافها للسفن التجارية التي تحمل مواد كيميائية، والسفن التي تحمل النفط، يتسبب بتهديدات للسلاحف في السواحل والمياه البحرية اليمنية.
ويشير الخراز إلى أن التلوث البيئي والنفايات التي يتم إلقاؤها في البحر، وتغير خصائص المياه، جميعها تنعكس على حياة السلاحف ومناطق تكاثرها، كما أن هناك نفايات تأتي من البر، كالصرف الصحي، والنفايات البلاستيكية، ومخلفات المصانع والمعامل، وهذا التلوث ينعكس سلباً على السلاحف، وأعشاشها، ومواقع تكاثرها، مما يؤثر على بقاءها.
أنواع مهددة بالانقراض
بحسب الهيئة العامة لحماية البيئة في عدن، فإن هناك 5 أنواع من السلاحف البحرية تعيش في البيئة البحرية اليمنية، وهي السلحفاة الخضراء، والسلحفاة صقرية المنقار، بالإضافة إلى السلحفاة كبيرة الرأس، والسلحفاة الزيتونية، والجلدية.
وأشارت الهيئة العامة إلى أن جميع هذه الأنواع تعد مصنفة كأحياء مهددة بالانقراض لدى الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، واتفاقية التجارة العالمية لأصناف الحيوان والتبات البرية المهددة بالانقراض؛ وذلك لما تشهده من تناقص حاد في أعدادها على مستوى العالم.
وتتطلب إجراءات حماية السلاحف جهوداً كبيرة وكثيفة، وليس فقط الجهود الحكومية، وإنما يتطلب جهودا مشتركة مع المنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدني، والناشطين، كما يقول عبدالقادر الخراز.
وتابع: "يجب تنفيذ إجراءات لمكافحة الصيد غير المشروع، والتقليل من التلوث البيئي، بالإضافة إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على السلاحف ومواطنها، ويجب أن تكون هناك مراقبة وحماية للمواقع المهمة لتكاثر السلاحف، وتوفير بيئة آمنة لها في الشواطئ والبحار اليمنية".
وسبق أن نفذت الحكومية اليمنية حملة توعوية في العاصمة المؤقتة عدن ، خلال السنوات الماضية، لمكافحة الصيد غير المشروع للسلاحف.
وعملت هذه الحملة على توعية المطاعم التي تبيع لحوم السلاحف، وللنقاط الأمنية حتى تضبط دخول صيادي السلاحف إلى المدينة وبيعها، وتوعية لسكان المناطق القريبة من أماكن تواجد السلاحف، لتقوم بحمايتها من الصيادين.
وبحسب تقرير سابق لشركة "أولتارا اليمن" الاستشارية، فإن الشواطئ اليمنية تعد واحدة من أهم المناطق العالمية لتعشيش السلاحف البحرية.
وأوضح التقرير أن اليمن يتمتع بانتشار واسع لأماكن تعشيش السلاحف البحرية في السواحل الجنوبية والشرقية من البلاد، منها محميات "شرمة، وجثمون، وجزيرة ميون، وخور عدن، ورأس عمران، وعرقة، والنشيمة، وبئر علي، وسيحوت، وخلفوت، وجزر أرخبيل سقطرى".
وتتم عملية تعشيش السلاحف بشكل دوري كل عام، ويبدأ ذلك عادة في فصل الربيع، إذ تبحث السلاحف عن الشواطئ الرملية الهادئة والمظلمة لبدء عملية التعشيش.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز