توت عنخ آمون.. جولة عالمية للملك الذهبي ومحطات زاخرة بالزوار
في أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الآثار المصرية بدء أعمال ترميم وتعقيم تابوت الملك توت عنخ آمون بمركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير
كان عام 2019 حافلا بالنسبة للفرعون الذهبي توت عنخ آمون، الموجود الآن بمعرضه في العاصمة البريطانية لندن، وسيظل هناك حتى مايو/أيار 2022، ضمن جولة عالمية تشمل 10 مدن، قبل عودته للاستقرار بالمتحف المصري الكبير بشكل نهائي.
- "توت عنخ آمون" يصل لندن.. و1.42 مليون زائر في باريس
- تابوت "توت عنخ آمون".. أيقونة المتحف المصري الكبير
ترميم
في أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الآثار المصرية بدء أعمال ترميم وتعقيم تابوت الملك توت عنخ آمون بمركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير؛ تمهيدا لعرضه في افتتاح المتحف المقرر نهاية 2020.
وقال خالد العناني، وزير الآثار المصري، إن عملية نقل التابوت المذهب للملك توت عنخ آمون خارج مقبرته أجريت لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922، مشيرا إلى أن عملية النقل إلى مركز ترميم الآثار بالمتحف الكبير جاءت بهدف إنقاذ التابوت الخشبي من التلف وعرضه ضمن افتتاح المتحف الكبير المقرر نهاية العام المقبل.
وأوضح العناني في تصريحات في وقت سابق، أنه تم إنجاز أكثر من 90% من أعمال وإنشاءات المتحف المصري الكبير بمحافظة الجيزة، إضافة لنقل أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تخص الملك توت عنخ آمون من بينها التابوت المذهب والعجلات الحربية.
وقال الطيب عباس، مدير الشؤون الأثرية بالمتحف الكبير، إن أعمال ترميم التابوت تستمر نحو 8 أشهر، وبدأت بعد نقله في يوليو/تموز الماضي، بعزل التابوت 7 أيام قبل دخوله مرحلة التعقيم التي تستمر 3 أسابيع متواصلة وتسبق مرحلة الترميم الأخيرة.
ويعد تابوت توت عنخ آمون واحدا من القطع الأثرية النادرة التي تزين صالة عرض المتحف الكبير، ضمن 4266 قطعة أثرية من مجموعة توت عنخ آمون المقرر عرضها بالمتحف الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة غربي القاهرة.
وتعود قصة اكتشاف تابوت توت عنخ آمون إلى عام 1924، أي بعد عامين فقط من اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الـ18 والأخير الذي يحمل لقب الملك لهذه الأسرة.
جولة عالمية
بدأ الفرعون الصغير جولة عالمية قبل عودته للاستقرار نهائيا في مصر، كانت المحطة الأولى لهذه الجولة في لوس أنجلوس العام الماضي، ثم انتقل لمعرضه في باريس في مارس/آذار الماضي، والآن يوجد في لندن قبل اتجاهه إلى سيدني.
كان معرض باريس مدويا؛ إذ تمكن الفرعون الصغير بوجوده في قاعة "Grande Halle de La Villette" من تحطيم الأرقام القياسية من حيث الأكثر زيارة في تاريخ تنظيم المعارض الثقافية بفرنسا، باستقباله نحو 1.42 مليون زائر، حسبما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
أما بالنسبة لقلب العاصمة البريطانية لندن، فقبل افتتاح معرض توت عنخ آمون، أعدت الصحفية راتشيل كامبل تقريرا مطولا منشورا بصحيفة "تايمز" البريطانية استعرضت فيه ذكرياتها عن الفرعون الذهبي ومعرض مقتنيات مقبرته في البلاد.
وأشارت كامبل إلى أنه عام 1972، عندما كانت بعمر 9 أعوام، وقعت في حب مصري وسيم توفي منذ أكثر من 3 آلاف سنة، وكان هذا هو العام الذي جاءت فيه كنوز توت عنخ آمون إلى المتحف البريطاني.
وقالت كامبل في تغطيتها للمعرض إنه عندما جاءت مقتنيات الفرعون الصغير إلى المتحف، ذهبت لمشاهدة المعرض، وكان التلاميذ من مختلف أنحاء البلاد يصطفون لمشاهدة مقتنيات الملك الأثرية، ثم عرضت المجموعة الأثرية ثانية في لندن بعد 35 عاما، حين استضافت قاعة "أو تو" المجموعة الكاملة في عام 2007.
وأشارت إلى أن معرض كنوز الفرعون الذهبي بصالة عرض "ساشتي" في لندن، ستكون هي الفرصة الأخيرة لمشاهدة تلك المقتنيات الثمينة، موضحة أنه بحسب طارق العوضي مدير المتحف المصري الكبير في القاهرة، سيتم عرض أكثر من 150 قطعة أثرية أصلية من مقبرة توت عنخ آمون، بينها 60 على الأقل لم تغادر مصر أبدا من قبل، ما يجعل هذا المعرض أكبر بثلاث مرات عن المعرض الأول.
وقال خالد العناني، وزير الآثار المصري، خلال الافتتاح أول نوفمبر/تشرين الثاني، إن الإحصائيات الأولى التي أجرتها الشركة المنظمة للمعرض تشير إلى بيع نحو 285 ألف تذكرة، وهو رقم يفوق التذاكر التي تم بيعها في المحطة الثانية لمعرض الملك بالعاصمة الفرنسية باريس.
وتعود قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1922، بعد عثور عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، في منطقة وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر جنوب مصر، على المقبرة بالصدفة البحتة أثناء عمله في حفر بمدخل النفق المؤدي لمقبرة الملك رمسيس الرابع.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز