في ذكرى اكتشاف مقبرته.. حل لغز بازلاء الملك توت (خاص)
لم يرتبط اسم اللورد كارنارفون، الاستقراطي الإنجليزي باكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون فقط، لكنه ارتبط أيضا بنوع من البازلاء العجيبة، تحمل اسم الملك الفرعوني.
وظل سلوك البازلاء الغريب أثناء الطهي يحير العلماء، إلى أن مكنت التقنيات الحديثة فريق بحثي ياباني من حل لغزها.
ويقول الفريق الياباني من جامعة "توكوشيما بونري" في دراسته المنشورة بدورية "فوود كميستري أدفانسيس"، إن "هناك العديد من الروايات لأسباب تسمية تلك البازلاء العجيبة التي يتحول لونها أثناء الطهي من الأخضر إلى البني المحمر، لكن أكثر الروايات شيوعا، هي تلك التي تتحدث عن أنها زُرعت لأول مره في حديقة اللورد كارنارفون في إنجلترا، مما أدى إلى ارتباطها باسم الملك الفرعوني الذي مول كارنارفون بعثة اكتشاف مقبرته".
وبينما يمر اليوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني (102 عاما) على اكتشاف المقبرة التي ساهمت في حل كثير من الألغاز التاريخية، فإن من المفارقات المثيرة للاهتمام، أن يتزامن ذلك مع إعلان فريق جامعة "توكوشيما بونري" اليابانية عن توصلهم إلى السر الذي يجعل البازلاء التي تحمل اسم الملك توت، تتحول من اللون الأخضر إلى البني المحمر.
ومن خلال تسخين البازلاء وتطبيق تقنيات مثل مطياف الكتلة والكروماتوغرافيا السائلة، حدد الفريق البحثي الياباني تفاعلات كيميائية محددة ترتبط بتغير اللون، حيث وجدوا أن المادة الأولية للصبغة البنية المحمرة كانت مركبا ثنائي الترابط يسمى (إيبيجالوكاتشين)، وهو نوع من الفلافونويد، المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة.
ويقول الفريق البحثي في دراسته، إنه "عندما تم تسخين البازلاء، يخضع هذا المركب الأولي لتفاعل كيميائي أدى إلى تكوين مركب جديد بكتلة 608، وهو شكل مؤكسد منزوع الهيدروجين من ثنائي الترابط، وهذا التغيير في البنية هو ما يؤدي إلى اللون البني المحمر".
واختبر الباحثون هذه الآلية بشكل أكبر من خلال تصنيع ثنائي ترابط مماثل في المختبر وتسخينه، مما أكد حدوث نفس التحول الكيميائي، وهذا يشير إلى أن تغير اللون كان بسبب أكسدة ثنائي ترابط مركب (إبيجالوكاتشين).
ووفق ما ذكره الباحثون في دراستهم، فإن نتائجهم تمثل أول تفسير معروف لتغير اللون في بازلاء توت عنخ آمون.
وأوضحوا أن "هذا الاكتشاف يضيف إلى فهم الخصائص الوظيفية لبازلاء توت عنخ آمون، والتي تتمتع أيضا بفوائد مضادة للأكسدة، مما يجعلها متفوقة على أصناف البازلاء الشائعة من حيث الفوائد الصحية".
وبدوره، يثني كاتب علم المصريات بسام الشماع على هذا الاكتشاف، والذي ربما يضيف في تقديره سببا جديدا لتسمية البازلاء باسم توت عنخ آمون.
ويقول الشماع لـ"العين الإخبارية" إن "المصري القديم استخدم الأصباغ الطبيعية لإنشاء الألوان النابضة بالحياة التي شوهدت في منسوجاتهم وفنونهم وغيرها من التحف، وقد تكون قدرة هذه البازلاء على التحول عند التسخين من الأخضر إلى اللون البني المحمر، سببا لتسميتها باسم الملك توت".