محمد بن زايد يتصدر ترند تويتر في عُمان.. "حياك بوخالد في دار بن طارق"
رسائل ترحيب مفعمة بأصدق معاني المحبة والسعادة، وجهها مغردون عمانيون، ترحيبا بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لبلادهم.
وتصدر هاشتاج حمل اسم "#محمد_بن_زايد" ترند الأعلى تغريدا في موقع "تويتر" بسلطنة عمان، عقب إعلان ديوان البلاط السُّلطاني، مساء الأحد، قيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بزيارة دولة إلى سلطنة عُمان، الثلاثاء، تستمر يومين.
واحتفى مغردون عمانيون ومن بينهم إعلاميون وباحثون في مجال التاريخ بزيارة ضيف السلطنة الكبير، معتبرين أن تلك الزيارة تتوج العلاقات التاريخية الراسخة وتجسد محبة عميقة دائمة بين البلدين.
رسائل ودلالات
ويبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الثلاثاء، "زيارة دولة" لسلطنة عمان، تتوج العلاقات المتنامية بين البلدين.
الزيارة التي تستمر يومين تأتي تلبية لدعوة من السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان.
قيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة دولة إلى سلطنة عمان، التي تعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية، يحمل رسائل ودلالات حول قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين التي تستمد جذورها من التاريخ المشترك وحسن الجوار وعمق صلات المودة ووشائج القربى التي تجمع بين شعبي البلدين.
وتعد تلك هي أول "زيارة دولة" يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة عربية وخليجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وتعكس الزيارة حرص البلدين الشقيقين المشترك على التشاور المستمر فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها ودفعها إلى الأمام على المستويات كافة.
كما تجسد تلك الزيارة حرص قيادة البلدين على التواصل والتشاور، وبحث التحديات المختلفة من أجل بناء موقف متسق تجاهها يخدم مصلحة البلدين من ناحية، ويصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها من ناحية أخرى، ويدعم التضامن الخليجي والعربي أيضا.
ويعد اللقاء المرتقب بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأخيه سلطان عمان هيثم بن طارق هو الثاني خلال 4 شهور بعد اللقاء الذي جمعهما خلال زيارة سلطان عمان إلى الإمارات مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي بوفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل.
كما تعد تلك ثاني زيارة دولة يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد توليه مقاليد الحكم بعد زيارة دولة قام بها لفرنسا في يوليو/تموز الماضي، وحظي خلالها بحفاوة استثنائية وترحيب كبير.
وتعد "زيارة الدولة" التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لسلطنة عمان أعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، حيث تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى السلطنة قيادة وشعبا.
و"زيارة الدولة" لا تتم إلا بدعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة لنظيره رئيس الدولة الزائر، فيكون فيها ضيفه شخصيا ويسكن في أحد مقار إقامته الرسمية طوال فترة الزيارة.
ترحيب واسع
وعقب الإعلان عن الزيارة، فاض موقع "تويتر" في سلطنة عمان بتغريدات تحمل معاني الأخوة والمحبة التي تربط البلدين.
وأطلق مغردون عدة هاشتاجات ترحيبا بالزيارة، من بينها هاشتاجات تحمل اسم القائدين من قبيل "محمد بن زايد" و"هيثم بن طارق"، و"الإمارات وعمان قلب واحد"، و"الإمارات_عمان".
وتفاعلا مع الهاشتاجات، نشرت الباحثة في التاريخ والكاتبة العمانية هدى الزدجالية صورا للقاءات جمعت قادة البلدين في مواقف عدة، وغردت قائلة "#الإمارات_وعمان_قلب_واحد.. علاقات تاريخية راسخة وروابط مشتركة عميقة.. زيارة دولة للشيخ #محمد_بن_زايد".
بدوره قال الإعلامي العماني خميس البلوشي: "أهلاً بالشيخ #محمد_بن_زايد في أرض السلاطين، وفي ضيافة مولانا السلطان المعظم #هيثم_بن_طارق.. السلطنة والإمارات علاقات تاريخية راسخة ومحبة عميقة دائمة".
بدوره غرد أبوعبدالله السعدي عن أهمية العلاقات بين البلدين قائلا: "سلطنة عمان ودولة الإمارات تاريخ عريق من أواصر الأخوة وعمق العلاقة وحسن الجوار وتلاحم الشعوب ووحدة المصير. حفظ الله قائدي الشعبين وحفظ بهما أوطانهما وشعوبهما ووفقهما لما فيه الخير والصلاح ورقي وأمن وأمان واستقرار وتماسك بلديهما والأمة الإسلامية جمعا".
المغردة حليمة نشرت صورة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكتبت حروفا مفعمة بمشاعر المحبة للقيادة الإماراتية، وتوقعت بتحقيق نتائج مذهلة للزيارة.
وقالت في هذا الصدد: "نِعمُ الله ليست محصورة بالصحة والمال بعضها تأتي على هيئة أشخاص؛ أهلاً وسهلاً بالشيخ #محمد_بن_زايد. نَهج المحبةِ والتآخي وحُسن الجوار مبادئ وقيم ثابتة راسخة عند سلاطيننا لا تتغير بتغير المصالح. التقاء الحَكِمْين على مستوى 'دولة' في أرضِ الخيرِ والعطاء نتائجها حتماً مُذهلة".
ترحيبا بالزيارة غرد أيضا عدنان العبري قائلا: "علاقة عُمان والإمارات علاقة أخويه راسخة.. أهلا وسهلا بضيف السلطنة الشيخ محمد بن زايد".
مرحبا أيضا بالزيارة قال عبدالله المقدم: "حياك بوخالد في دار بن طارق".
احتفاء واسع
ونشر مغردون عمانيون مقاطع فيديو لاستعدادات السلطنة لاستقبال ضيفها الكبير.
وفي هذا الصدد، قال محمد السناني "عمان على قدم وساق لاستقبال ضيف عمان الكبير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. بروفات الاستقبال #محمد_بن_زايد".
بدوره نشر مغرد يحمل اسم "أركان" مقطع فيديو لتزيين العاصمة العمانية مسقط بأعلام الإمارات ترحيبا بزيارة رئيس الإمارات، وغرد قائلا:"مسقط تتزين بالعلم الإماراتي.. ابتهاجاً بزيارة الشيخ #محمد_بن_زايد إلى عُمان".
ترحيبا بالزيارة غرد "مسلم مقدم" قائلا: "أهلاً وسهلا ومرحبا بضيف السلطنة الشيخ #محمد_بن_زايد زيارة كريمة من قائد دولة جارة تربطها بعُمان علاقات تاريخية وروابط أسرية وتاريخ مشترك. #عمان_والامارات_قلب_واحد".
في السياق نفسه، قال أحمد بن سعيد الفارسي "أسس مشتركة وراسخة تؤطِّرها روابط تاريخية وثقافية واجتماعية منذ القدم".
علاقات تاريخية
وتتوج تلك الزيارة العلاقات التاريخية بين البلدين، التي أسسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عمل مع سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار من المبادئ والأهداف المشتركة.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على التأسيس لعلاقات قوية وراسخة مع سلطنة عُمان، وكان لدى السلطان الراحل قابوس بن سعيد الرغبة نفسها في أن تكون العلاقات الإماراتية-العُمانية نموذجاً يُحتذى به على الصعيدين الخليجي والعربي، بل الدولي أيضاً.
وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
كما تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
مستقبل زاهر
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الراحل، وسلطان عمان هيثم بن طارق.وتأتي زيارة الدولة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان لتؤكد حرصه على اتباع نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تنمية العلاقات مع سلطنة عُمان الشقيقة.
زيارة تحمل رسالة هامة مفادها بأن العلاقات الإماراتية-العُمانية لن تظل قوية فحسب، بل ينتظرها مستقبل زاهر، ستمضي خلاله إلى آفاق أرحب على مختلف الأصعدة، تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأخيه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان.
وتعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عمان على مستوى العالم، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عمان من العالم فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية.
وقد بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في عام 2021 أكثر من 46 مليار درهم بنمو 9% عن 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%. وفي المقابل تعد سلطنة عُمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي لدولة الإمارات وتستحوذ على 20% من إجمالي تجارتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى صعيد الاستثمار تعد دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عمان، وتسهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان، وبلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات المتبادلة بين البلدين 15 مليار درهم تشمل كافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية تقريباً.
وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً.
aXA6IDMuMTI5LjY5LjEzNCA= جزيرة ام اند امز