خبيران مصريان: الإخوان الإرهابية ماتت "إكلينيكيا"
الفساد يضرب تنظيم الإخوان الإرهابي، والانشقاقات تتصاعد، بسبب سرقة القيادات لأموال التبرعات.
قال خبيران مصريان لـ"العين الإخبارية": إن تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر مات إكلينيكيا، وهو ما عززه تصاعد اتهامات الفساد المالي التي ظهرت مؤخرا ضد قيادات الجماعة، والتي سيكون تأثيرها السلبي الأكبر على الجزء المتبقي من الجمهور المتعاطف معها".
وفضح عضو مجلس شورى الإخوان الهارب بسام أمير، فساد قيادات الإخوان الإرهابية في تركيا مؤخرا، في مقطع صوتي متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لم ينكره، وفضح فيه حصول الأمين العام للجماعة الإرهابية محمود حسين، والمتحدث باسمها إبراهيم منير، ومسؤول الإخوان في أفريقيا محمد البحيري، من دون وجه حق، على مبانٍ وسيارات واختلاس أموال باهظة.
وجاء في المقطع الصوتي أن محمود حسين اعترف في أحد الاجتماعات التنظيمية لمجلس شورى الجماعة، بشراء شقق في تركيا من أموال التبرعات التي يحصلون عليها، وقام بتسجيلها باسمه وشراء سيارة بقيمة 100 ألف يورو.
وزاد الأمر بإعلان بسام عصيانه على الجماعة وقياداتها، وأنهم ليسوا محل اعتبار عنده، وأنه لا يمكن أن يظل تحت قيادة تمد يدها على أموال الناس، ولا أحد يحاسبها، وأنه لا يشرفه العمل تحت هذه القيادة.
وتابع في التسجيل الصوتي: "تألمت كثيرا أن يكون الصمت موقف الجماعة (الإخوان الإرهابية) أمام اعتراف صريح بسرقة أموال الغير، وطلاب الجماعة يذوقون الذل في تركيا من أجل ٢٠٠ ليرة، ويتجرعون المرارة على مدار ٦ أشهر حتى ينهوا إجراءات توثيقهم من أجل ملاليم، وهو وأعوانه ينعمون بالملايين والسيارات الفارهة، وبأى وجه نواجه الإخوة وهم يرون هذه الفتنة".
موت إكلينيكي
وقال الدكتور عمرو الشوبكي المحلل السياسي والخبير المصري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن اتهامات الفساد المالي التي كشفها القيادي الإخواني بسام أمير، موجهة في الأساس لتنظيم في وضع شديد الضعف والوهن، والتأثير السلبي للشهادة بالنسبة للجماعة سيكون على الجزء المتبقي من الجمهور المتعاطف معها؛ لأن التنظيم في حالة موت إكلينيكي.
ولفت الشوبكي لـ"العين الإخبارية"، إلى أن أزمة الإخوان الإرهابية الكبيرة أنها لم تعد موجودة بالمعنى التنظيمي كما كانت في العهود السابقة، ووصلت لأضعف حالاتها، بعد أن فقدت قدرتها على السيطرة.
"الموت الإكلينيكي لتنظيم الإخوان دفعها بقوة للاعتماد حاليا على كيانات موازية تردد روايتها، كبديل للتنظيم، وتتمثل في جمعيات حقوقية لا تنتمي تنظيميا للجماعة، إضافة إلى قطاع من الرأي العام ما زال يتعاطف مع روايتهم"، وفقا للخبير بمركز الأهرام.
وتوقع الشوبكي تكرار شهادات أخرى من قيادات التنظيم الإخواني الإرهابي حول وقائع الفساد المالي داخل الجماعة "خاصة ونحن إزاء جماعة منغلقة وترفض تقنين وضعها ومراقبتها".
ثراء مفاجئ لشخصيات إخوانية
"تسريبات عضو مجلس شورى جماعة الإخوان الإرهابية تعكس استمرار وعمق الأزمة الداخلية لها، بعد فشلهم في تجربة الحكم بمصر"، هذا ما أكده الدكتور محمد جمعة الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وقال جمعة لـ"العين الإخبارية": إن ما كشف عنه القيادي الإخواني ليس بجديد، حيث إن قيادات وسيطة عديدة همست بأشياء من هذا القبيل ولم يتم التحقيق فيها، وتابع: "محمود حسين كان من أكثر العناصر التي أغرت محمود عزت (القائم بأعمال المرشد) لاستخدام سلطاته من أجل بقاء الأوضاع كما هي، وقمع أي عملية مأسسة للشؤون المالية والإدارية داخل الجماعة، وعدم خضوع أموال التبرعات لأي رقابة أو نظام محاسبي، واستمرار ما يشبه السلطة الأبوية.
وأوضح: "هذا يفسر الغناء الفاحش المفاجئ لشخصيات إخوانية في الخارج، حيث إن المعمول به أنه لا رقابة إطلاقا في الأمور المالية".
ورغم حدوث "انشقاق فردي" على تنظيم الإخوان لعضو بمجلس شورى الجماعة، رأى جمعة أن تاريخ التنظيم المصري لم يشهد انشقاقات كبيرة، وخروج مجاميع كبيرة من قواعد الجماعة.
سلطة أبوية
واستطرد: "تاريخ التنظيم (الإرهابي) لم يشهد انشقاقات جماعية؛ لأن الفساد في الداخل أعمق بكثير، ونمط التربية داخل الجماعة تكرس لفكرة السمع والطاعة وعدم الانتقاد وعدم المحاسبة وتكريس السلطة الأبوية داخل التنظيم".
"تربية الإخوان أقرب إلى القطيع، حيث تعمل على تكريس وتنميط شخصية تخشى الانتقاد والتعبير عن الرأي بحرية، ولديها الشجاعة على محاسبة قيادتها، بل إن الكثير من قواعد الجماعة منفصلون عن المجتمع، ويعتمدون على الجماعة في مصادر دخلهم وعملهم" يؤكد جمعة.
وذكر الخبير السياسي المصري أن تاريخ الانتخابات الداخلية التي أجرتها جماعة الإخوان بمصر، يكشف كيف كانت العملية الانتخابية صورية وتخضع لعمليات نصب وتزوير داخلية.
انفصال عن الواقع
واستمرارا لنهجها، نفت جماعة الإخوان الإرهابية، في بيان أصدرته أمس تحت عنوان (تجديد الثقة في القيادة والصف)، اتهامات بمخالفات مالية طالت قيادات بالجماعة، وزعمت عدم صحة مضمون ما ورد بالتسجيل المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي بصوت بسام، وقالت: إن التسجيل "أثار حالة من اللغط واللبس داخل الجماعة".
وجددت الجماعة الإرهابية ثقتتها بالقيادات، ضد ما زعمت بأنه مخططات تستهدفها، وهنا يرى الدكتور عمرو الشوبكي أن "البيان يعكس حجم الكارثة التي وصلت لها الجماعة الإرهابية، وعدم قدرتها على مراجعة الأخطاء، وأنها تعيش في حالة انفصال عن الواقع".
وهو الرأي الذي وافقه فيه الدكتور محمد جمعة، قائلا: إن "بيان الإخوان يعكس نمط تفكير وعقلية من يديرون أمور الجماعة، وعدم قدرتها على مجرد فتح تحقيق بشفافية حول عمليات فساد مالي طالت قيادات التنظيم الهاربة في تركيا".
وعلى خلفية الكشف عن تسريبات عضو مجلس شورى الجماعة، أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بيانا منذ يومين، أكد خلاله أن الحقائق عن جماعة الإخوان الإرهابية تنكشف يوما بعد يوم لتؤكد زيف ادعائهم بأنها جماعة تعمل لصالح الدين.