حالتان مداريتان خلال شهرين.. ظاهرة مناخية غير مسبوقة في بحر العرب
وفق السجلات المناخية المُتوفرة، فإن آخر نظام مداري تشكل في بحر العرب خلال شهر أغسطس / آب كان عام 1983، وأثر حينها بشكلٍ مُباشر على أجواء سلطنة عمان.
ولكن المنطقة خلال هذا الصيف، كانت على موعد، ليس فقط مع حالة مدارية تشكلت شمال بحر العرب خلال أغسطس الجاري لتعيد ذكريات ما قبل 40 عاما، ولكن الأكثر غرابة كان، في تشكل حالتين مداريتين خلال شهري يوليو وأغسطس، وهو أمر غير مسبوق في السجلات المناخية الحديثة.
ويعتمد تصنيف الحالات المدارية حسب سرعة الرياح السطحية حول المركز (بحسب مقياس سفير - سمبسون)، ويصل التصنيف إلى عاصفة مدارية حين تصل سرعة الرياح السطحية حول المركز ٣٤ عقدة على الأقل، ويصل التصنيف إلى إعصار مداري إذا بلغت سرعة الرياح السطحية حول المركز ٦٤ عقدة على الأقل.
وفي محاولتهم لتفسير الحالتين المدارتين، يقول المختصون في مركز طقس العرب، وهو موقع متخصص في متابعة مناخ المنطقة العربية، أن النمط العام للغلاف الجوي شهد تغيُراً ملحوظاً في المنطقة خلال صيف هذا العام.
وأوضح المختصون أن التغير تمثل في تزحزح التيار النفاث الاستوائي "الشرقي" من جنوب شبه القارة الهندية نحو شمالها، وأتاح ذلك الفُرصة لولوج وامتداد منخفضات "المونسون" باتجاه شمال بحر العرب، كما أن لهذا التزحزح في منظومة الرياح النفاثة في طبقات الجو العليا، كما ذكر آنفاً، عظيم الأثر أيضا في تدفق بخار الماء ذو الخصائص الاستوائية وبشكل استثنائي من شمال غرب المحيط الهادئ مروراً بشمال الهند نحو المنطقة.
وأضاف المُختصون أن هذا الانحراف الواضح لمحور مُنخفض المونسون نحو شمال بحر العرب، أوجد منطقة ضغط مُنخفض عمِلّت كحاضنة لنشوء إضطراب مداري كان قادراً على التطور لمنخفض مداري لأسباب عده، أهمها الاحترار الحاصل في سطح مياه القسم الشمالي لبحر العرب، إلا أن هذه المنخفضات المدارية لم تستطع التطور لأكثر من ذلك وأن تحظى بمسمى من قِبل المركز الإقليمي بسبب رياح المونسون التي تكتسح أجواء بحر العرب.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز