أسلوب الأبوة من النوع C يجذب ملايين المشاهدات على «تيك توك»

أسلوب الأبوة من النوع «C» يبرز على منصات التواصل كنموذج يجمع بين النظام والمرونة في تربية الأطفال اليومية.

تشهد منصات التواصل الاجتماعي اهتمامًا ملحوظًا بأسلوب الأبوة من النوع «C»، وهو نمط تربوي يجمع بين التنظيم والمرونة، ويعبر عن طبيعة الحياة اليومية للآباء في العصر الحالي. وقد اشتهرت بهذا الأسلوب منشئة المحتوى على «تيك توك» أشلي سيرات، التي قدمت نموذجًا يعكس توازنًا بين المسؤوليات الأسرية والفوضى الطبيعية المرتبطة بتنشئة الأطفال، بدءًا من غسل شوكة واحدة للعشاء وصولًا إلى تنظيم حفلة عيد ميلاد لطفلها أثناء الشعور بالإرهاق. وحقق الفيديو الخاص بها انتشارًا واسعًا، متجاوزًا 4.5 مليون مشاهدة.

رؤية متخصصة: تربية واقعية بعيدة عن المثالية الصارمة

توضح معالجة الزواج والأسرة شيريل غروسكوف لموقع ABC أن هذا النهج «مقصود وليس عشوائيًا»، مشيرة إلى أن الأبوة من النوع «C» تقوم على اختيار الأولويات والتواصل مع الأطفال وفق نمط يتماشى مع الواقع، بعيدًا عن المثالية التربوية الصارمة. وتؤكد غروسكوف أن هذا الأسلوب لا يرتبط بالإرهاق النفسي؛ إذ إن الآباء من النوع «C» قادرون على الاهتمام والتفاعل مع أبنائهم، على خلاف الإرهاق الذي يحدث عند استنزاف الطاقات الجسدية والعاطفية.

ويجمع هذا الأسلوب بين النظام والمرونة العاطفية، حيث يمنح الروتين شعورًا بالأمان للأطفال، بينما تساعد المرونة في تعليمهم التعامل مع الظروف المختلفة. ويسهم هذا النهج في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التكيف، من خلال ممارسات يومية بسيطة قد تبدو غير مثالية لكنها تعكس وعيًا تربويًا.

• الكلمات تترك ندوبا.. دراسة تحذر من تأثير الصراخ على الأطفال

أمثلة من الحياة اليومية

تتجسد الأبوة من النوع «C» في أم أو أب يحرصان على نوم منتظم للطفل وتناول وجبات صحية، دون التشدد في جعل المنزل مرتبًا بشكل دائم، أو فرض خطط دقيقة لكل الأنشطة. فعلى سبيل المثال، قد تبقى بعض الألعاب متناثرة على الأرض، أو تكون الغسالة ممتلئة بالملابس، بينما يحرص الأب أو الأم على قضاء وقت ممتع مع الطفل، والاستماع إليه وتشجيعه، حتى لو كان ذلك على حساب الصورة المثالية للبيت.

ومن جانبها، تؤكد تارا كلارك، مقدمة بودكاست Modern Mom Probs، أن الأبوة من النوع «C» تمنح القدرة على التوازن، وتتيح للطفل النمو في بيئة صحية لا تخضع لضغوط المثالية الزائدة.

يرى الخبراء أن هذا النهج يمثل توجهًا تربويًا يتماشى مع مستقبل التربية الواقعية، إذ يتيح للآباء المشاركة بوعي وحنان في حياة أطفالهم، دون الانغماس في الكمال، مع الحفاظ على التواصل العاطفي، والاهتمام المدروس، والمرونة التي تراعي الصحة النفسية للأسرة بأكملها.