خطر جديد يهدد العالم.. تيفود مقاوم للمضادات الحيوية
تمكنت سلالات التيفود المقاوم للمضادات الحيوية التي نشأت في جنوب آسيا، من تجاوز الحدود وانتقلت على نطاق واسع عبر العالم.
وحذرت دراسة حديثة من أن هذا الانتشار السريع خلال السنوات الأخيرة، يؤكد التهديد العالمي المتزايد للعدوى التي تقاوم العلاج، وفقاً لوكالة "بلومبرج" للأنباء.
وبين عامي 2014 و2019، قام العلماء بتتبع تسلسل الجينوم لـ3489 حالة إصابة بـ"S. Typhi"، وهي البكتيريا التي تسبب حمى التيفود وتقتل أكثر من 100 ألف شخص سنوياً. وكانت جميع الحالات تابعة لأربع دول هي بنجلاديش والهند ونيبال وباكستان.
بالإضافة إلى ذلك حلل الباحثون 4169 عينة مماثلة من قواعد بيانات صحية من أكثر من 70 دولة تم تسجيلها خلال فترة 113 عاماً (من عام 1905 وحتى عام 2018)، مما يجعلها أكبر دراسة من نوعها.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة "The Lancet Microbe" أنه في حين أن السلالات القادرة على التغلب على الماكروليدات والكينولونات، وهما نوعان مهمان من المضادات الحيوية، انتشرت في البداية عبر جنوب آسيا، فإنها منذ عام 1990، انتقلت نحو 200 مرة إلى بلدان أخرى في جميع أنحاء العالم، وأصبحت تشكل خطراً متزايداً على الصحة العامة.
وقال جيسون أندروز، الأستاذ المساعد في جامعة "ستانفورد" الأمريكية والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذه النتائج "تدعو للقلق" وحث الحكومات على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، لا سيما مع المواطنين الأكثر عرضة للخطر.
وأضاف: "حقيقة انتشار سلالات (S. Typhi) المقاومة للمضادات الحيوية على المستوى الدولي تؤكد الحاجة إلى النظر إلى مكافحة التيفود ومقاومة المضادات الحيوية بشكل عام على أنها مشكلة عالمية وليست محلية تخص دولاً بعينها".
وتم تمويل هذه الدراسة بواسطة "مؤسسة بيل وميليندا جيتس" المملوكة للملياردير الأميركي ومؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل جيتس، وزوجته السابقة ميليندا.
وقتلت البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أكثر من 1.27 مليون إنسان خلال عام 2019، كما كانت من بين أسباب وفاة 4.95 مليون آخرين. وتفوق هذا الحصيلة ضحايا فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أو الملاريا.
ومعظم الوفيات المعنية في عام 2019 نجمت عن التهابات بسبب مقاومة الأدوية في الجزء السفلي من الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي تتبعها التهابات في مجرى الدم والتهابات داخل البطن.
ويوفر الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو استخدامها بشكل خاطئ، الفرصة للبكتيريا لأن تعتاد على تأثير هذه المضادات وتتكيف معها، وبهذا تتكون سلالات أكثر قوة لديها القدرة على مقاومة المضادات الحيوية.
كما أن علاج العدوى التي تسببها سلالات البكتيريا المقاومة أصعب وأكثر تكلفة، وبعض الحالات لا يمكن علاجها وقد تنتهي بالوفاة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية العام الماضي من أن 43 مضادا حيويا يجري تطويرها أو تمت الموافقة عليها مؤخرا لا تكفي لمحاربة المقاومة للمضادات الميكروبية.
وتأثير مقاومة المضادات الميكروبية أشد الآن في أفريقيا جنوب الصحراء وفي جنوب آسيا، في حين يتركز حوالي خُمس الوفيات في الأطفال دون الخامسة من العمر.