"وحش تحت الماء".. تعرف إلى الغواصة الروسية الأضخم بالعالم
في إطار سباق التسلح بين القوى العظمى، لا يزال الاتحاد السوفيتي يتصدر منتجي أضخم طائرة نقل وأضخم غواصة حول العالم.
ويشير "موقع 1945" الأمريكي إلى أنه بالرغم من امتلاك البحرية الأمريكية العديد من السفن الحربية الضخمة، على غرار "جيرالد آر فورد"، وهي أكبر سفينة حربية صُنِعت على الإطلاق، إلا أنه حين يتعلق الأمر بالغواصات، فلا شيء يتفوق على الغواصات من طراز "تايفون" التابعة للبحرية الروسية.
ووفقا للتقرير، يعرف هذه النوع من الغواصات بالاسم السوفييتي "مشروع 941 أكولا" (سمكة القرش)، وجرى التخطيط لبناء سبع غواصات ضخمة تم الانتهاء من ست فقط.
أخرجت البحرية الروسية غواصتين الآن من الخدمة، وهما في الاحتياط، فيما أوقفت ثلاث غواصات عن العمل، بينما لا تزال واحدة فقط في الخدمة؛ لكن حجم الإزاحة المغمورة للغواصة البالغ 48 ألف طن، يجعل الغواصة ديمتري دونسكوي تي كيه-208 التابعة للبحرية الروسية حاملة الرقم القياسي لأكبر غواصة في العالم.
يبلغ طول الغواصة 175 مترًا وعرضها 23 مترًا، وهو ما يجعلها ضخمة بكل المعايير. وصُنِعت فئة تايفون من هياكل ضغط متعددة، بينها خمسة هياكل داخلية تقع داخل هيكل علوي مكوَّن من هيكلين رئيسين متوازيين، وهي أوسع من أي غواصة أخرى بُنيت على الإطلاق.
تضم الغواصة 19 مقصورة، بينها وحدة معززة تضم غرفة التحكم الرئيسة بالإضافة إلى حجرة المعدات الإلكترونية فوق الهياكل الرئيسة وخلف أنابيب إطلاق الصواريخ.
تضم الغواصة طاقما بـ 160 بحارا ممن يطلقون عليها لقب المنزل في رحلاتهم التي تستمر 120 يومًا أو أكثر، ويقال إن هناك ساونا على متن السفينة بالإضافة إلى مسبح صغير للطاقم.
ويشير التقرير إلى أن هذه الفئة من الغواصات صنعت خصيصًا لعمليات الأسطول الشمالي السوفيتي في جليد القطب الشمالي، وجرى الانتهاء من بنائها في ديسمبر/ كانون الأول 1981.
ومن الجدير بالذكر أن الغواصة الأولى لا تزال في الخدمة، فقد جرى تصميمها لتخدم عشر سنوات؛ غير أنها بدأت عملية تحديث عام 1992،ثم قضت بعد ذلك معظم التسعينيات في الحوض الجاف بمدينة سيفيرودفينكس بسبب المشكلات الاقتصادية والتكنولوجية.
وعقب نحو 12 عامًا، عادت الغواصة إلى الخدمة، بعد أن أُعيد تسميتها على اسم دوق موسكو الأكبر ديمتري دونسكوي في القرن الرابع عشر والمؤسس المشهور للمدينة.
وبُنِيت تي كي-208 بوصفها غواصة من الجيل الثالث، ويجرى تشغيلها عبر مفاعلين نوويين يعملان بالماء الثقيل، واثنين من التوربينات البخارية بقوة 50 ألف حصان، وأربعة مولدات توربينية بقوة 3200 كيلووات، ويوفر هذا للقارب القدرة على الإبحار بسرعة تصل إلى 22.2 عُقَدة على السطح و27 عقدة تحت الماء. وفي تصميمها الحالي، تحمل السفينة ديمتري دونسكوي 20 قاذفة لصواريخ بولافا البالستية الروسية من طراز آر إس إم-56، ما يجعلها "وحشا تحت الماء"، وفق خبراء.
ويشير التقرير إلى أن مستقبل آخر الغواصات من فئة تايفون يمثل مشكلة، إذ بدأت البحرية الروسية في استخدام غواصات من فئة بوري الجديدة بدلًا من الغوصات القديمة.