الجيش الأمريكي ينقذ عناصره بـ"براندون".. الأسباب والنتائج
بعد تأخير لأكثر من عام، منحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الضوء الأخضر لقانون "براندون"، الذي "سينقذ الأرواح" في صفوف الجيش.
وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي إن وزارة الدفاع الأمريكية وقعت، يوم الجمعة، على سياسة طال انتظارها لتسهيل وصول أفراد الخدمة إلى رعاية الصحة العقلية.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإنه مع تعامل الجيش باستمرار مع مشكلات الصحة العقلية والانتحار في صفوف جنوده، فإنه سيتم تطبيق قانون براندون، الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي بايدن في عام 2021.
فماذا قال "البنتاغون" عن القانون؟
وزارة الدفاع الأمريكية، قالت إن قانون براندون يسمح لأفراد الخدمة بالحصول على تقييم الصحة العقلية، بمبادرة ذاتية، مضيفة أن "العملية الجديدة تتيح لأعضاء الخدمة طلب المساعدة بسرية ولأي سبب وفي أي وقت وفي أي بيئة، وتهدف إلى تقليل وصمة العار المرتبطة بالسعي للحصول على رعاية صحية نفسية".
وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن هذه السياسة متاحة لأعضاء الخدمة داخل وخارج الخدمة الفعلية.
لماذا الآن؟
يقول موقع "أكسيوس" إن معدلات الانتحار بين عناصر الجيش الأمريكي ارتفعت بنسبة 41.4% في الفترة من 2015 إلى 2020.
وعلى الرغم من انخفاض الرقم في عام 2021، وهو آخر عام تتوفر عنه بيانات، فقد توفي 519 من أفراد الخدمة منتحرين في ذلك العام.
وبين عامي 2016 و2020 تم تشخيص أكثر من 456000 من أفراد الخدمة الفعلية باضطراب واحد على الأقل في الصحة العقلية، وفقًا لبيانات وزارة الدفاع التي استشهدت بها خدمة أبحاث الكونغرس.
في السياق نفسه، قال إم. ديفيد رود، عالم النفس الذي يدرس الانتحار العسكري والمحارب القديم، لشبكة "إن بي سي"، إن قانون براندون يمثل "تحولًا ثقافيًا" رئيسيًا.
وأوضح عالم النفس: "من الجيد حقًا أن نرى حركة في هذا الاتجاه. لكن في نفس الوقت إنه تذكير بمدى بطء تحرك النظام (..) مع كل شهر يتحرك ببطء، تتأثر حياة لا حصر لها".
وقال النائب الديمقراطي سيث مولتون، الذي رعى القانون، في بيان: "هذا سينقذ الأرواح. عار على بيروقراطيي البنتاغون الذين استغرقوا 15 شهرًا، توفي خلالها عدد أكبر من أفراد الخدمة منتحرين، لتحقيق ذلك لا يزال يتعين على وزارة الدفاع القيام بالكثير من العمل للحد من العدد الكبير الصادم لحالات الانتحار بين شبابنا وشاباتنا الذين في الخدمة، لكن هذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح".
وقال مساعد وزير الدفاع للشؤون الصحية الدكتور ليستر مارتينيز لوبيز لشبكة "سي إن إن": "بمجرد التنفيذ، سيتمكن أعضاء الخدمة من طلب تقييم الصحة العقلية لأي أساس، من خلال بدء الإحالة من خلال الضابط القائد أو المشرف، ستتطلب العملية الجديدة من القائد أو المشرف إحالة عضو الخدمة إلى مقدم خدمات الصحة العقلية وحماية سرية عضو الخدمة إلى أقصى حد ممكن عمليًا وفقًا للقوانين المعمول بها وسياسة وزارة الدفاع".
وفي مارس/آذار الماضي، ضغط السيناتور مارك كيلي، ديمقراطي من ولاية أريزونا شارك في رعاية قانون براندون، على وزارة الدفاع بشأن سبب عدم تنفيذ القانون بعد.
وقال كيلي في ذلك الوقت: "في وزارة الدفاع، هذه مشكلة كبيرة. إنه يؤثر على الاستعداد. لكن هذا ليس سبب القيام بذلك. والسبب في تنفيذ ذلك هو أنه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به وسينقذ حياة الناس".
ما قصة قانون براندون؟
أطلق على القانون اسم "براندون" نسبة إلى اسم ضابط الصف الثالث براندون كاسيرتا، بحار كان يبلغ من العمر 21 عامًا حينما انتحر في محطة نورفولك الجوية البحرية في يونيو/حزيران 2018، وفي رسائل إلى والديه وأصدقائه قال كاسيرتا إنه تعرض للضرب والتخويف باستمرار في البحرية، ولم ير أي مخرج آخر.
وكان الرئيس الأمريكي وقع عليه ليصبح قانونًا في ديسمبر/كانون الأول 2021 كجزء من قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2022.
وكان كاسيرتا أخبر قادته أنه يعاني من الاكتئاب، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء، وفقا لوالده، الذي خدم 22 عامًا في البحرية، ووالدته.
وقالت تيري كاسيرتا في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يحدث شيء كهذا. مشروع قانون مثل هذا يمكن أن ينقذ حياة أفراد الخدمة العسكرية، لم يكن علينا أن نحارب هذا بقسوة".
وأضافت كاسيرتا: "لقد أخبرني الكثير من أمهات أعضاء الخدمة أنه إذا كان قانون براندون ساري المفعول، فإن ابنهم أو ابنتهم سيكونون على قيد الحياة اليوم".