عودة القوات الخاصة الأمريكية للصومال تنتظر إشارة بايدن
طلب الجيش الأمريكي من الرئيس جو بايدن نشر عدة مئات من جنود الكوماندوز في الصومال، لوقف تقدم حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن قادة الجيش طلبوا من البيت الأبيض إلغاء الأمر الذي أصدره الرئيس السابق دونالد ترمب، في الأيام الأخيرة من ولايته بسحب حوالي 700 من أفراد القوات الخاصة الأمريكية من القواعد العسكرية في الصومال، حيث كانوا يضطلعون بمهمة تدريب وحدة محلية خاصة لقتال حركة الشباب.
وقال مسؤول استخباراتي بارز للصحيفة "تشير تقييماتنا إلى أنه منذ خروج القوات الأمريكية من الصومال كثفت حركة الشباب عملياتها، فلم يكن هناك أي نوع من الضغط على الحركة طيلة هذا الوقت، وتمتعت بحرية حركة كاملة".
"فرع القاعدة الأقوى"
ووفقا لتقديرات البنتاجون فحركة الشباب الصومالية هي أقوى فرع تنظيم للقاعدة في العالم، ويقدر قوام عناصرها ما بين 5 و7 آلاف مقاتل.
وخاضت الولايات المتحدة حرب عمليات خاصة ضد الجماعة منذ عام 2007.
وبالإضافة إلى تنفيذ الكمائن، وزرع الأفخاخ المتفجرة على جوانب الطرق، وتفجير القنابل في المدن الكبرى، واغتيال المسؤولين، والاستيلاء على القرى، تحصد حركة الشباب عائداتها من الموانئ والشركات، وتحصل على ما يقدر بـ130 مليون دولار في العام، وفقا للصحيفة.
وتنفق الحركة جزءاً من هذا المبلغ الضخم على شراء الأسلحة، وتحول جزءاً إلى قادة "القاعدة" العالميين في باكستان وسوريا، وفقاً للصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين.
وطلب الجيش من بايدن إعادة نشر القوات المتمركزة في الوقت الراهن في جيبوتي وكينيا، في الأراضي الصومالية، حيث يقاتل الجنود المحليون بفاعلية أكبر مع وجود خبراء العمليات الخاصة الأمريكيين، حتى لو تجنب الأمريكيون القتال البري، واقتصروا على التدريب والدعم الجوي، وفقا لمسؤولي البنتاجون.
وقال القادة أيضاً إن التنقل المتكرر من وإلى الصومال ينطوي على مخاطر لا طائل من ورائها على القوات الأمريكية".
ورغم عدم إعلان بايدن قراره إلا أن هناك شعوراً متزايداً داخل الجيش بعودة عدد كبير من قواته، إن لم يكن جميعها مثلما يريد إلى الصومال".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول عسكري كبير لم تسمه: "أعتقد أننا سنحصل على تصريح قريبا حتى نتمكن من التواجد بشكل أكثر كثافة وديمومة في الصومال".
تراجع الضربات الجوية
كان ترامب قد أثار استياء الكثير من قادة الجيش بقراره في الأسابيع الأخيرة من ولايته، الانسحاب من الصومال ضمن جهوده لإنهاء الصراعات في أفغانستان والعراق.
وبادر البنتاجون حينها إلى طمأنة الحكومات الأفريقية المتوترة، بأن الولايات المتحدة "لا تنسحب أو تتخلى عن أفريقيا".
وعلى الفور، وضعت إدارة بايدن القادمة آنذاك قرار الرئيس السابق قيد المراجعة كجزء من إعادة تقييم واسعة النطاق لانتشار القوات الأمريكية في الخارج، فيما سمحت للقوات الأمريكية بالذهاب إلى الصومال بشكل دوري لتدريب وحدة الكوماندوز المحلية هناك، التي تحمل اسم "الداناب" أو "البرق".