الانضمام لـ"بريكس".. دبلوماسية الشراكات تعزز مكانة الإمارات الرائدة
يتوج انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة لمجموعة "بريكس" نجاح دبلوماسية الإمارات القائمة على بناء الشراكات وتعزيزها وتنويعها مع القوى الدولية.
تلك الخطوة تجسد كذلك الثقة الدولية المتزايدة بدولة الإمارات واقتصادها وسياساتها ورؤاها الداعمة للاستقرار والسلام والرخاء والازدهار.
الانضمام لمجموعة I2U2 جاء بعد شهرين من توقيع دولة الإمارات ومصر والأردن والبحرين اتفاقية لـ"الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة"، في تجربة عربية ملهمة.
أيضا تشارك الإمارات في الدورة الحالية لقمة مجموعة العشرين G20 لعام 2023، كدولة ضيف بدعوة من الهند، التي تترأس المجموعة في الدورة الحالية، بعد أن شاركت أيضا في الدورة السابقة بدعوة من إندونيسيا.
شراكات تتوالى تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وحضورها الفاعل، والثقة الدولية المتنامية بتجاربها وخبراتها.
وتؤمن الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم، وتولي تعزيز الشراكات مع الدول صاحبة التجارب والخبرات الاقتصادية المتميزة اهتماما استثنائيا، بما يسهم في بناء جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، وبما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في جهود التنمية والتطوير والتقدم في شتى المجالات.
الانضمام لبريكس
وتصدر النقاش بشأن توسعة عضوية مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، جدول أعمال القمة، قبل أن يتم الإعلان عن انضمام 6 دول جديدة إلى المجموعة بريكس، وفق ما أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل بامابوزا الخميس خلال قمة للمجموعة في جوهانسبرغ.
والدول التي شملها توسيع العضوية هي كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا وإيران، على أن تنضم تلك الدول اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني 2024، لمجموعة الدول الناشئة الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم.
وحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن من شأن هذا التحرك أن يعيد تشكيل النظام العالمي، إذ أكد زعماء الدول الأعضاء -مرارا وتكرارا- أنهم لا يريدون منافسة مباشرة مع أي تكتل آخر، وإنما يريدون تحقيق التنوع وسط الاستقطاب المتزايد.
وشهدت السنوات الماضية تنامياً متصاعداً في الدور الذي تلعبه مجموعة "بريكس"، وساهمت الكتلة الاقتصادية لـ"بريكس" في توليد 30% من إجمالي النمو الاقتصادي العالمي منذ عام 2001، كما تشكل اقتصادات المجموعة اليوم 25% من الناتج الاقتصادي العالمي.
كما أقرت بريكس خلال قمتها المنعقدة في جنوب أفريقيا مشروع قرار بدراسة استحداث "نظام مدفوعات بعملة جديدة" في المستقبل.
مكاسب بالجملة
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تقديره لقرار قادة مجموعة "بريكس" بالموافقة على ضم دولة الإمارات إلى التكتل.
وفي منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "نقدر موافقة قادة مجموعة "بريكس" على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة، ونتطلع إلى العمل معًا من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم".
من جانبه، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة له بتلك المناسبة بمنصة "إكس" (تويتر سابقا) إن "الموافقة على انضمام دولة الإمارات لمجموعة البريكس اليوم يمثل نجاحاً لسياستها الدولية المتوازنة بقيادة أخي الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة".
وأضاف أنه "كما يمثل انضمام الدولة لهذه المجموعة امتداداً لفلسفتها القائمة على بناء شراكات دولية إيجابية متعددة الأطراف، ويرسخ مكانتها الاقتصادية والتجارية الدولية كشريك موثوق يربط شمال العالم بجنوبه وشرقه بغربه".
وتابع قائلا: "ستبقى الإمارات مستمرة في نهجها القائم على دعم السلام والأمن والتنمية العالمية".
بدوره، قال الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات إن "انضمام الإمارات إلى مجموعة "بريكس" يعكس قوة اقتصادنا وفعالية دبلوماسيتنا وثقة العالم برؤيتنا للازدهار والاستقرار والتزامنا بتعزيز علاقاتنا وشراكتنا وتنويعها بما يخدم استدامة التنمية".
وأضاف أن "الإمارات ماضية بعزم نحو آفاق جديدة من النماء والنهضة والقادم أجمل وأكثر إشراقاً".
منظمة شنغهاي
وفي مايو/أيار الماضي، مُنحت دولة الإمارات رسمياً صفة "شريك حوار" في منظمة شنغهاي للتعاون.
ويجسد منح صفة "شريك الحوار" جهود دولة الإمارات المتواصلة في الحفاظ على شراكات متوازنة ومتنوعة وتطويرها مع الدول والمنظمات متعددة الأطراف في جميع أنحاء العالم.
وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في يونيو/حزيران 2001، وتتمثل الأهداف الرئيسية للمنظمة في تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون في الشؤون السياسية والاقتصاد والتجارة والعلوم والثقافة والتعليم والطاقة والنقل والسياحة وحماية البيئة، والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار الإقليمي، وإنشاء نظام سياسي واقتصادي دولي عادل.
ويأتي انضمام الإمارات لمجموعة البريكس بعد نحو 3 شهور من انضمامها كشريك حوار في"منظمة شنغهاي للتعاون".
ونيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ترأس الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وفد دولة الإمارات إلى قمة مجموعة "بريكس" الخامسة عشرة، والتي عقدت في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا خلال الفترة من 22 إلى 24 أغسطس/آب الجاري.
خطوة تحقق مكاسب بالجملة للإمارات، وتجسد الثقة الدولية المتزايدة بها، وتبرز تعاظم مكانتها، والعلاقات القوية التي تربطها بمختلف دول العالم.
يأتي الانضمام لبريكس بعد 3 شهور من انضمام الإمارات كشريك حوار "في منظمة شنغهاي للتعاون".
وتشمل الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي، الصين، والهند، وإيران، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وباكستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان.
كما تضم المنظمة كلاً من: أفغانستان، وبيلاروسيا، ومنغوليا، كدول مراقبة.
وانضمت دولة الإمارات والكويت والبحرين والمالديف وميانمار إلى قائمة شركاء الحوار الحاليين في المنظمة، والتي تضم: المملكة العربية السعودية، وقطر، ومصر، وأذربيجان، وأرمينيا، وكمبوديا، ونيبال وتركيا، وسريلانكا.
مجموعة I2U2
أيضا يأتي الانضام لبريكس بعد نحو عام من انضمام دولة الإمارات لمجموعة I2U2، التي تضم أيضا الهند وإسرائيل والولايات المتحدة.
وتركز شراكة مجموعة I2U2 على تعزيز التعاون الاقتصادي بين أعضائها عبر مجموعة من القطاعات، بما في ذلك الأمن الغذائي والمائي، والطاقة، والفضاء، والنقل، والصحة، والتكنولوجيا، وذلك من خلال حشد وتوظيف رأسمال وخبرات القطاع الخاص لدى الدول الأربع لتطوير البنية التحتية، والحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن المصانع، والارتقاء بالرعاية الصحية، وتعزيز تطوير التقنيات الخضراء.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال مشاركته عن بعد في أول قمة للمجموعة في 14 يوليو/تموز 2022، أن الشراكات وحدها قادرة على تخطي التحديات المتداخلة التي يواجهها العالم اليوم وأهمها أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والرعاية الصحية.
وأوضح أن دولة الإمارات تؤمن بأن الاقتصاد هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم، خاصة عندما تمتلك الحكومات والشعوب الإرادة لبناء الشراكات ومواجهة التحديات.
الشراكة الصناعية التكاملية
يأتي انضمام الإمارات لمجموعة I2U2 بعد نحو شهرين من الإعلان يوم 29 مايو/أيار 2022 في أبوظبي عن الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، قبل أن تنضم لها البحرين في يوليو/تموز من العام نفسه.
وتهدف الشراكة إلى تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل بين هذه الدول، وتمكين القطاع الصناعي وتعزيز دوره، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، ومنح شركات القطاع الخاص الفرصة للتوسع في أعمالها، وتعزيز الشراكات وعقدها في المنطقة، وزيادة فرص العمل الجديدة والنوعية، وخفض كلف المنتجات، وحماية سلاسل التوريد.
مبادئ الخمسين
شراكات تتوالى تبرز مكانة الإمارات، وتعد تطبيقا عمليا لمبادئ الخمسين، التي تحدد التوجهات الاستراتيجية للإمارات في مختلف المجالات خلال الخمسين عاما القادمة.
وينص المبدأ الثاني من مبادئ الخمسي على "التركيز بشكل كامل خلال الفترة المقبلة على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، التنمية الاقتصادية للدولة هي المصلحة الوطنية الأعلى، وجميع مؤسسات الدولة في كافة تخصصاتها وعبر مستوياتها الاتحادية والمحلية ستكون مسؤوليتها بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية والحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خلال الخمسين عاماً السابقة".
كما ينص المبدأ الثالث على أن "السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات، هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد، وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد".