الإمارات وأمريكا.. تعاون يعزز السلام والاستقرار ويدعم الازدهار
تعزز زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للولايات المتحدة الأمريكية، العلاقات المتنامية وشراكة البلدين الاستراتيجية.
شراكة استراتيجية بدأت مع تأسيس دولة الإمارات قبل 53 عاما، وتطورت عبر التعاون المتواصل لتزداد قوة وعمقا بمرور السنين.
ويبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الإثنين، زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة تعد الأولى من نوعها له منذ توليه رئاسة الدولة.
ويبحث خلال الزيارة مع جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة والتي تمتد إلى أكثر من خمسين عاماً ..وسبل تعزيز تعاونهما وشراكتهما الاستراتيجية في جميع المجالات خاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء إضافة إلى الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين تجاه مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً للجميع.
كما يتبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
محطة تاريخية
وتحمل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أهمية خاصة لأكثر من سبب أبرزها أنها أول زيارة يقوم بها رئيس دولة الإمارات إلى واشنطن منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار 2022.
وتعد الزيارة علامة فارقة ومحطة تاريخية مهمة في مسار العلاقات بين البلدين.
ويرتقب أن تسهم المباحثات التي تشهدها الزيارة في دفع العلاقات التاريخية بين البلدين إلى آفاق أرحب ودفعها نحو المزيد من التعاون المثمر لما فيه صالح البلدين والمنطقة والعالم أجمع، ولا سيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية المتنامية بين البلدين.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية مع تأسيس دولة الإمارات عام 1971.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع دولة الإمارات ولها سفارة فيها منذ عام 1974.
وطيلة هذه الفترة شهدت العلاقات نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعسكرية.
برز ذلك بشكل جلي من خلال مستوى الزيارات المتبادلة والمبارات المشتركة وتنامي حجم التبادل التجاري بينهما بشكل كبير.
تعاون انطلق إلى آفاق أرحب عقب إطلاق الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الأمريكي في أكتوبر/تشرين الأول 2020، في حدث يستهدف تعزيز التفاهم وتعميق العلاقات الثنائية، وذلك بعد نحو عام من بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بين البلدين.
وتولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لتعزيز علاقات التعاون المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات وتعزيزها بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين الصديقين وشعبيهما وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة.
تعزيز الأمن والسلم الدولي
أيضا تحمل الزيارة أهمية خاصة كونها تأتي في وقت حرج تمر به المنطقة والعالم، حيث يتزايد التصعيد في غزة وتشتد المواجهات في السودان وتتفاقم الأزمة في أوكرانيا.
ويرتقب أن تتصدر القضايا الدولية الراهنة، ومنها القضية الفلسطينية والحرب على غزة والتطورات في السودان والأزمة الأوكرانية، ومواجهة تداعيات المناخ، والحرب على الإرهاب أجندة المحادثات بين الجانبين.
ولعبت الدبلوماسية الإماراتية خلال الفترة الماضية دورا محوريا في العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات على صعيد المنطقة أو خارجها وسعت بشكل دؤوب ومستمر لتعزيز برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية.
فعلى مدار الفترة القليلة الماضية، تلقت دولة الإمارات أكثر من إشادة أمريكية بدورها في غزة ودعمها الإنساني اللامحدود الذي تترجمه الأرقام والإحصاءات لإغاثة ودعم أبناء القطاع منذ بدء الحرب على غزة أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكدت دولة الإمارات مرارا دعمها للمساعي الأمريكية المبذولة بالتعاون مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار بما يسهم في حماية أرواح كافة المدنيين.
على صعيد الأزمة السودانية، تلعب الإمارات وأمريكا دورا بارزا لحل الأزمة، عبر (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي تم إنشاؤها حديثًا وتضم دولة الإمارات والسعودية والولايات المتحدة ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
أيضا تأتي زيارة رئيس الإمارات لأمريكا، بعد نحو 10 أيام من نجاح وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو شملت 206 أسرى، مناصفة من الجانبين، تكون بها نجحت الإمارات في إتمام تبادل 1994 أسيرا عبر 8 وساطات خلال العام الجاري..
وتبقي دولة الإمارات عبر نجاح الوساطة نافذة أمل لحل سياسي ودبلوماسي لتلك الأزمة التي تجاوزت العامين.
وتؤمن دولة الإمارات وأمريكا بأهمية تحقيق الأمن والاستقرار والسلام وتكريس مبادئ التسامح والتعايش المشترك في المنطقة والعالم أجمع ونبذ التطرف والتعصب والعنف والإرهاب لتحقيق التنمية التي تصب في مصلحة الشعوب وتعميق التعاون الدولي.
وتعول الولايات المتحدة الأمريكية دوما على الدور الإماراتي الفاعل والبناء في مختلف القضايا الإقليمية والدولية وتحرص على الاستماع لرؤيتها وتقديراتها لهذه القضايا وكيفية التعامل معها.
وفي المقابل تنظر الإمارات إلى الولايات المتحدة باعتبارها حليفا استراتيجيا وطرفا أساسيا في معادلة تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويعمل الطرفان على تعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الازدهار الاقتصادي ومجابهة التحديات الملحة في مختلف أرجاء العالم.
مكافحة الإرهاب
وعلى رأس تلك التحديات مكافحة الإرهاب، حيث يتعان البلدان بشكل بارز في هذا الصدد، وانضمت الإمارات إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتصدي للتطرف والإرهاب، منذ أن شاركت في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014.
كما تم تأسيس مركز "صواب" عام 2015؛ وهو مبادرة تفاعلية بالشراكة مع الولايات المتحدة للتصدي للدعوات التي تطلقها الجماعات المتطرفة عبر شبكة الإنترنت، وتعزيز البدائل الإيجابية عن التطرف، في إطار تعزيز الجهود العالمية لمحاربة داعش.
أيضا على صعيد التعاون المشترك لمكافحة تمويل الإرهاب، تربط مؤسسات الخدمات المصرفية والمالية في الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية علاقة وثيقة وتعاون متواصل لتعزيز الجهود المشتركة في هذا الصدد.
وتتعاون دولة الإمارات بشكل مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأنشطة غير المشروعة.