شهدت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية تطورات مهمة على مدار 4 عقود، تُوجت بالوصول إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وشكلت الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين نقاط تحول جوهرية في تعزيز هذه العلاقات، ففي ديسمبر/كانون الأول عام 1989، استقبل مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الرئيس الصيني يانغ شانغ كون في زيارة تاريخية لدولة الإمارات.
لم يكن هذا الاستقبال مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل شكل لحظة فارقة في مسيرة العلاقات الثنائية، وفي العام التالي قام الشيخ زايد بزيارة تاريخية إلى الصين، أثمرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية.
وتعود جذور العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين إلى ما بعد قيام دولة الإمارات بيوم واحد فقط، إذ أرسل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برقية إلى رئيس مجلس الدولة الصيني في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971.
وبعدها بسنوات تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية رسمياً في عام 1984، مع افتتاح سفارة الصين في أبوظبي في أبريل/نيسان 1985، وإنشاء القنصلية العامة في دبي في نوفمبر/تشرين الثاني 1988.
من جانبها، افتتحت دولة الإمارات سفارتها في بكين في 19 مارس/آذار 1987، وتبعتها بإنشاء ثلاث قنصليات عامة في هونغ كونغ (أبريل/نيسان 2000)، شنغهاي (يوليو/تموز 2009)، وقوانجو (يونيو/حزيران 2016).
وبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية تلبيةً لدعوة الرئيس شي جين بينغ، يجري خلالها مباحثات حول العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها.
وتحمل الزيارة أهمية خاصة، كونها الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين منذ توليه رئاسة الإمارات في مايو/أيار 2022، وكونها أيضا تتزامن مع مرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتعد الشراكة الإماراتية الصينية نموذجاً ملهماً للعلاقات بين الدول الصديقة، ليس فقط بسبب شمولها وتنوعها، وإنما نتيجة الإرادة السياسية القوية التي تدعمها وتسعى إلى تطويرها باستمرار.
ويعكس هذا التعاون المثمر رغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما على الأصعدة كافة، مما يفتح آفاقاً جديدة لمستقبل مشرق من التعاون المشترك.