"علاقات استراتيجية".. الإمارات والصين تبلوران آفاق التعاون
الشراكة بين البلدين تُكسب القمة المرتقبة أهمية استثنائية في مخاطبة التحديات التي تواجه المنطقة.
"الشراكة الاستراتيجية بين الصين والإمارات تعد نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين"، هكذا وصف المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ العلاقات بين بكين وأبوظبي قبل ساعات من الزيارة المرتقبة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى بكين خلال الفترة من ٢١ إلى ٢٣ من الشهر الجاري.
المتحدث الصيني أشار إلى أن الإمارات تعد شريكا استراتيجيا مهما لبكين في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين حافظت على زخم كبير، حيث التزم الطرفان بالعمل معا وفقا لمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة.
وكشف قنغ شوانغ عن أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيجري مباحاثات مهمة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وستتناول تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة بعد عام من زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات، والإعلان من قبل القيادتين في دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية عن تأسيس الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
الموقع الاستراتيجي للإمارات يمكِّنها من تقديم العديد من التسهيلات لمشروع طريق الحرير الصيني الجديد المسمى "الحزام والطريق"، الذي سيربط شرق العالم بغربه، لينقل التجارة والتعاون الدولي إلى آفاق جديدة تشارك فيها البلدان النامية، كطرف أساسي في التجارة العالمية، إلى جانب الدول المتقدمة.
واستبقت الإمارات الزيارة بإعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أنه سيبدأ الأسبوع المقبل زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية"، لتؤكد قوة العلاقات بين البلدين وحرص القيادة على التواصل بينهما.
وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن الشيخ محمد بن زايد سيبحث خلال الزيارة مع الرئيس الصيني وكبار القادة والمسؤولين الصينيين تعزيز علاقات الصداقة وتطوير التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشارت الوكالة إلى أن الشيخ محمد بن زايد سيرافقه خلال الزيارة وفد رفيع يضم عددا من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الإمارات.
وعلى مدار الـ35 عاماً الماضية من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حققت العلاقات الإماراتية الصينية قفزات نوعية متصاعدة في جميع المجالات، ومزيداً من تطوير علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي الشامل.
العلاقات التجارية بين أبوظبي وبكين توطدت من خلال التجارة والاستثمار على مدى السنين، لتكون أبوظبي عاصمة واحة الكرامة تبني لبناتها نحو سور الصين العظيم، وتوجت زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات عام 2018 مسيرة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد لتزيد التأكيد على محور العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وقدرة قياداتهما على تطوير تلك العلاقات بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
يذكر أن العلاقات بين البلدين شهدت نقلة نوعية كبيرة بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بكين في ديسمبر/كانون الأول 2015 التي أسهمت في توطيد وتعزيز التعاون من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تجسيدا لما تم تأسيسه خلال الزيارتين التاريخيتين اللتين قام بهما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين في عامي 2012 و2015.
وتأتي هذه الزيارة بعد عام من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات، والإعلان من قبل القيادتين في دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية عن تأسيس الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.