الإمارات وقطر.. اجتماعات متواصلة لتوطيد العلاقات وتطوير العمل المشترك
على طريق التضامن الخليجي – الخليجي، وضمن إطار "بيان العلا"، كانت دولة الإمارات وقطر على موعد مع نقلة جديدة في تطوير وتعزيز العلاقات المشتركة.
تلك النقلة توجت بلقاء وفدين رسميين يمثلان دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر في العاصمة أبوظبي اليوم، في رابع لقاء يعقده الجانبان لمتابعة "بيان العُلا" الذي صدر عن القمة الخليجية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في العام 2021.
ترأس وفد دولة الإمارات علي سعيد مطر النيادي، فيما ترأس وفد قطر الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية، لمناقشة الآليات والإجراءات المشتركة لتنفيذ بيان العُلا، والتأكيد على أهمية توطيد العلاقات بين البلدين، بما يشمل تطوير العمل المشترك الذي يحقق المصالح المشتركة بينهما.
يأتي الاجتماع في إطار التنفيذ الجاد والشفاف والصادق من البلدين لما تم الاتفاق عليه خلال القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في محافظة العلا شمال غرب السعودية في 5 يناير/كانون الثاني 2021، والذي تم بموجبها رأب الصدع الخليجي وتعزيز التضامن بين دوله.
خطوات على الطريق
وكانت القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في العلا شمال غرب السعودية، اختتمت بإصدار بيان من 117 بندا، حمل اسم "إعلان العلا"، تضمن رؤية دول الخليج لتعزيز مسيرة التعاون في مختلف المجالات ومواقفهم من مختلف القضايا العربية والدولية.
وأكد قادة الخليج "الحرص على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف، ووقوف دولهم صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس".
فيما أكد "إعلان العلا" على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي وتعزيز وحدة الصف والتماسك بين دول مجلس التعاون وعودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبعد التوصل للاتفاق، كانت هناك خطوات على طريق عودة العلاقات لمسارها الطبيعي، ليكون العام 2022 بمثابة نقلة نوعية في العلاقات، توجت بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى الدوحة في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدولة الإمارات في 18 يناير/كانون الثاني الماضي للمشاركة في "اللقاء التشاوري الأخوي" الذي استضافته دولة الإمارات، بمشاركة عدد من قادة دول الخليج ومصر والأردن.
أعقب تلك الزيارات واستبقها زيارات متبادلة لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، كان أحدثها مشاركة الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ممثلا لرئيس دولة الإمارات، في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالدول الأقل نمواً في الدوحة الذي افتتحه أمير دولة قطر 5 مارس/آذار الماضي.
جاءت تلك المشاركة بعد أيام من استقبال أمير دولة قطر مطلع الشهر نفسه، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي في قصر لوسيل.
وبحث الجانبان - خلال اللقاء - العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى استعراض عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي 29 مارس/آذار 2023، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اتصالاً هاتفياً من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، هنأه خلاله بالتعيينات القيادية الجديدة في دولة الإمارات وإمارة أبوظبي، ودعا الله أن تكون هذه التعيينات دفعة قوية لمسيرة التطور والتقدم في البلاد، متمنياً لدولة الإمارات وشعبها دوام التقدم والازدهار.
من جانبه أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره للشيخ تميم بن حمد لتهنئته وما أبداه من مشاعر أخوية صادقة، متمنيا لدولة قطر الشقيقة وشعبها مزيداً من التقدم والنماء.
كما تبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، فيما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دعم دولة الإمارات لقطر في استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2026.
من جانبه أعرب أمير دولة قطر عن شكره لرئيس دولة الإمارات وخالص تقديره لموقف دولة الإمارات الأخوي تجاه قطر، ودعم ترشحها لاستضافة اجتماعات صندوق النقد الدولي .
جاء الاتصال عقب إصدار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قراراً بتعيين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، نائباً لرئيس دولة الإمارات، إلى جانب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وإضافة إلى هذا القرار، أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، 4 مراسيم أميرية، تضمنت تعيين الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولياً للعهد في إمارة أبوظبي، وإعادة تشكيل المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي برئاسته.
كما تضمن المرسومان الآخران تعيين الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائبين لحاكم أبوظبي.
وبحسب مراقبين، فإن تكثيف التواصل بين دولة الإمارات وقطر وقادة البلدين مؤخرًا، يؤكد السعي الحثيث لتعزيز الأخوة ويجسد إيمانا مشتركا بأهمية بناء توافق إقليمي يضمن السلام والاستقرار في المنطقة ككل ويعود على دولها بالنفع والفائدة، وخاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها النظام الدولي، خاصة بعد الأزمة الأوكرانية.
كما تترجم حرص الدولتين على تعزيز التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس في الإمارات قبل 42 عاما، فيما تعزز اللقاءات رفيعة المستوى التي تُعقد بين البلدين العمل على تنسيق التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك خليجياً وإقليمياً ودولياً، بحسب مراقبين.
تعاون متنام
تلك العلاقات، انعكست على المستوى الاقتصادي؛ فنما التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وقطر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 بنسبة 145% إلى 22.6 مليار درهم بنهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مقابل 9 مليارات درهم لنفس الفترة من العام الماضي، بحسب بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
وأظهرت البيانات ارتفاع الواردات الإماراتية من قطر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 إلى 6.2 مليار درهم، مقابل 4 مليارات درهم، كما ارتفع إجمالي الصادرات غير النفطية إلى 16.4 مليار درهم، مقابل 5.5 مليار درهم خلال فترة المقارنة.
وبلغ النمو في حجم التبادلات التجارية الثنائية غير النفطية بين البلدين خلال الفترة من 2017 - 2021 معدل 47%، فيما تعد قطر الشريك الاستثماري السادس لدولة الإمارات على المستوى العربي والـ26 عالمياً بالنسبة للرصيد التراكمي للاستثمار الأجنبي المباشر الداخل إلى دولة الإمارات حتى مطلع 2021.
ومع المضي قدما في تنفيذ اتفاق العلا يتوقع أن يتزايد التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بدعم من قيادتي البلدين ونواياهما الصادقة لتعزيز التعاون بينهما إلى آفاق أرحب بما يصب في صالح شعبي البلدين والمنطقة بشكل عام.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg
جزيرة ام اند امز