الإمارات وكوريا الجنوبية.. شراكة استراتيجية شاملة تستشرف المستقبل
العلاقة بين الإمارات وكوريا الجنوبية تطورت إلى مستوى أعلى مع عقد مشروع "براكة" لإنشاء محطة الطاقة النووية عام 2009.
بدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية، لنقل العلاقات الثنائية بين الجانبين إلى مستوى أعلى؛ لتصبح علاقات شراكة استراتيجية خاصة شاملة تتجه صوب المستقبل وآماله.
- الإمارات وكوريا الجنوبية تبحثان تطوير الشراكة الاستراتيجية
- رئيس كوريا الجنوبية: الإمارات حققت "معجزة وسط الصحراء"
الإمارات معجزة وسط الصحراء
"إن دولة الإمارات حققت معجزة وسط الصحراء؛ عبر سلوكها طريق النماء والازدهار والإصلاح والابتكار".. بهذه الكلمات أشاد مون جيه إن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية بالتجربة الإماراتية خلال زيارته لأبوظبي في مارس/آذار الماضي.
ووصف الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك جهود الإمارات بشأن استعداداتها للثورة الصناعية الرابعة، وإنشاء لجنة معنية بها بأنها جهود حكيمة من شأنها توفير محرك للنمو المستقبلي، مشيراً في هذا الصدد إلى إنشاء كوريا الجنوبية لجنة للثورة الصناعية الرابعة؛ من أجل قيادة «نمو الابتكار» الذي يركز على الإنسان.
وترتبط الإمارات وكوريا الجنوبية بعلاقات فريدة شهدت تقدماً خلال فترة قصيرة نسبياً بدءاً من إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1980 مروراً بإقامة الشراكة الاستراتيجية في عام 2009.
"براكة" ثمرة التعاون بين الإمارات وكوريا الجنوبية
العلاقات بين الإمارات وكوريا الجنوبية تطورت إلى مستوى أعلى مع عقد مشروع "براكة" لإنشاء محطة الطاقة النووية عام 2009، الذي يعد من المشاريع الضخمة في مجال الطاقة النووية السلمية بالعالم والأول من نوعه في المنطقة العربية.
المشروع عبارة عن تطوير أربع محطات متطابقة في آن واحد تضم كل منها مفاعلا من طراز "بي آر-1400" المتقدم، ما يؤدي إلى تنويع مصادر الطاقة بالإمارات.
المشروع الذي ساهم في تنمية العلاقات الثنائية ودخول مرحلة الشراكة الاستراتيجية وسع آفاق التعاون إلى مجالات الدفاع والرعاية الصحية والثقافة والإدارة الحكومية والفضاء.
تعاون مشترك في مجالات عدة
بدأت العلاقات تتجه نحو الشراكة الشاملة في العديد من المجالات عقب المشروع النووي، ففي عام 2011 امتد التعاون لمجال الرعاية الصحية، حيث تتعاون كوريا الجنوبية والإمارات بشكل نشط منذ عام2011 بعدما وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرعاية الصحية هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
وتسعى الإمارات وكوريا الجنوبية من خلال التعاون في المجال الصحي، إلى أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً طبياً في الشرق الأوسط.
الجدير بالذكر أنه بدءا من عام 2018، أصبحت الإمارات الوجهة الأكبر عالميا لشركات البناء الكورية، وكذلك أكبر مستورد للسلع الكورية في الشرق الأوسط.
التعاون بين الجانبين شمل الفضاء، ففي مجال تطوير الأقمار الصناعية؛ قامت كوريا الجنوبية بتصدير اثنين من الأقمار الصناعية للإمارات، وهما «Dubai-Sat1» و«Dubai-Sat2»، كما تتم عمليات التفتيش النهائي على القمر الصناعي «KALIFA-Sat» في كوريا منذ فبراير/شباط الماضي؛ وهو أول قمر اصطناعي مصنوع من تكنولوجيا الإمارات.
حوار دبلوماسي وأمني
عقد الاجتماع الأول للحوار الدبلوماسي والأمني على مستوى وكلاء وزراء الخارجية والدفاع بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بالعاصمة الكورية الجنوبية "سيول".
الاجتماع جاء تتويجا لما تم إنجازه في القمة التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن في مارس/آذار من العام نفسه، حيث جرى بحث سبل تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين، وتعزيز التعاون في قطاعي الدفاع والصناعة الدفاعية؛ واعتبر الجانبان أن الاجتماع الأول للحوار الدبلوماسي والأمني يعد فرصة لتعزيز علاقة الشراكة الاستراتيجية الخاصة.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز