مأمون فندي: لغة الإعلام العربي بعيدة عن الواقع وتجربة الإمارات واقعية
في جلسة بمنتدى الإعلام العربي
الدكتور مأمون فندي مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أشاد بالتجربة الإماراتية.
أشاد المحلل السياسي الدكتور مأمون فندي مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن بالتجربة الإماراتية، لا سيما في بُعدها التنموي واصفاً إياها بالواقعية.
وأكد فندي خلال جلسة عُقدت ضمن فعاليات منتدى الاعلام العربي أن الإمارات نجحت في صياغة واقع خاص بها دون الالتفات إلى المصطلحات البراقة، بل صبت جل اهتمامها على تحديد وتنفيذ خطط التنمية في مختلف المسارات بما يحقق الرؤية الأشمل للدولة ويلبي تطلعاتها للنمو ورغبتها في المساهمة بشكل فعال في صياغة المستقبل ومواكبة التطور الحاصل في مختلف المجالات.
من جهة أخرى، أكد فندي أن مصطلح أو مفهوم "الشرق الأوسط" ليس وصفاً لواقع بل هو نتاج للغة إعلامية عربية غير دقيقة ينبغي العمل على تغييرها لسد الفجوة بين ما يقال عبر وسائل الإعلام وبين ما هو كائن بالفعل
وتناول فندي خلال جلسة "شرق أوسط برؤية جديدة" التي عُقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته السابعة عشرة مفهوم "الشرق الأوسط" من مختلف الوجوه سواء الثقافية أو الجغرافية، معتبراً أن الإعلام العربي لم يقدم رؤية واضحة عن هذا المفهوم، على عكس مفهوم العالم العربي الذي يعد وصفاً دقيقاً لكيان قائم بالفعل يضم مجموعة من الدول التي تتحدث لغة واحدة ولها ثقافة واحدة.
وشدد فندي على ضرورة تبني المؤسسات الإعلامية العربية للغة جديدة أكثر تحديداً وأقل مواربة عند توصيف الأمور لسد الفراغ الذي قد ينتج عن استخدام التعابير والكلمات الفضفاضة.. مشيراً إلى أن الإعلام العربي لم يقدم للمتلقى تعريفاً واضحاً عن مفهوم "الشرق الأوسط" والكثير من المفاهيم التي يتم استخدامها دون التحقق منها، ضارباً مثالاً بمفهوم "صراع الحضارات" الذي تصدّر العناوين والحوارات بين العامة والخاصة على مدار أعوام طويلة وصولاً لمفهوم "صفقة القرن" الذي يلقى رواجاً في الفترة الحالية بين العديد من الفئات من دون أية معايير واضحة عن ماهية المصطلح ودقة ما يصفه.
ولفت مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إلى أن الإعلام العربي لم يتمكن من تطوير مفردات جديدة تصف بدقة ما يجرى على أرض الواقع من أحداث، وهو ما يعني أن هناك انفصالاً بين اللغة الإعلامية العربية والواقع الذي تعيشه شعوب المنطقة، لافتاً إلى أن مصطلح "العالم العربي" أكثر وضوحاً مقارنةً بمصطلح "الشرق الأوسط" ومن شأنه أن يملأ الفراغ الجيوستراتيجي الناتج عن قصور اللغة الإعلامية في توصيف مصطلح "الشرق الأوسط".
وأوضح فندي أن بعض المؤسسات الإعلامية العربية نجحت في خلق لغة ومفاهيم جديدة إلا أنها جاءت منحازة واستقطابية فضلاً عن كونها هوت في كثير من الأوقات بعيداً عن المعايير والقيم الصحافية المتعارف عليها لتحقيق مصالح وأجندات خاصة.
وعبر المتحدث عن رغبته في تطوير مفهوم "الشرق الأوسط الجديد" ليصبح كياناً عربياً يراعي البعد الاقتصادي لفكرة القومية العربية دون الإيغال في معناها السياسي، مشدداً على أن هذا من شأنه أن يمنع دخول دول وقوى مجاورة وغير مرغوب فيها ضمن هذا الحيز.
واختتم فندي بمقارنة دور الشعر العربي في إثراء اللغة العربية والوعي العربي بما حققه الإعلام العربي، حيث اعتبر أن الشعر منذ العصر الجاهلي يقدم للجمهور علاقات لغوية جديدة تسلب الألباب وتعمل العقل، في حين جاء دور الإعلام العربي باهتاً من خلال اللغة التي تبناها والتي تتسم بقدر كبير من الخجل والمواربة.