4 قمم إماراتية أذرية في عام.. مباحثات تعزز الشراكة الاستراتيجية

زيارة مهمة يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى أذربيجان، تعزز الشراكة الاستراتيجية والعلاقات المتنامية بين البلدين.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم، إلى منطقة كاراباخ في زيارة رسمية إلى جمهورية أذربيجان.
وكان إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى مطار فزولي الدولي بجانب عدد من كبار المسؤولين.
ويبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الأذري خلال الزيارة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً.
أهمية خاصة
زيارة تحمل أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها تأتي بعد شهرين من قمة جمعت الزعيمين في أبوظبي، شهد خلالها زعيمي البلدين توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، عقب مباحثات لتعزيز العلاقات.
أيضا تأتي الزيارة بعد نحو شهرين من استضافة الإمارات، في 10 يوليو/تموز الماضي، قمة أذرية - أرمينية، قادت إلى إنهاء خلاف دام 4 عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما، الأمر الذي يجسد العلاقات القوية التي تجمع الإمارات بالبلدين والثقة الدولية المتنامية في الإمارات وقيادتها كوسيط داعم لتحقيق السلام في المنطقة والعالم.
ورحّبت دولة الإمارات 9 أغسطس/آب الماضي بإعلان جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا التوصّل إلى اتفاق سلام تاريخي برعاية أمريكية، مثمنة هذه الخطوة التي تعد إنجازا دبلوماسيا مهما يُجسد انتصار الحوار ويكرّس مبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي.
أيضا تحمل القمة أهمية خاصة كونها تعد رابع قمة تجمع الزعيمين خلال نحو عام خلال 4 زيارات متبادلة، الأمر الذي يبرز العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين والحرص على تنميتها.
4 قمم
وقبيل تلك الزيارة بنحو شهرين، أجرى الرئيس علييف زيارة لأبوظبي في 9 يوليو/ تموز الماضي، بحث خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان علاقات البلدين وإمكانيات تعزيز التعاون والعمل المشترك بينهما لتوسيع آفاقها خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والعمل البيئي وغيرها من الجوانب التي تخدم المصالح المشتركة وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك مؤكدين أهمية تعزيز العمل المشترك لترسيخ أسس السلام والاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي.
وأكد رئيس دولة الإمارات أن العلاقات الإماراتية ـ الأذرية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن هذه العلاقات تشهد تطوراً مستمراً خاصة في المجالات التي تخدم التنمية المشتركة.
وقال إن البلدين تجمعهما رؤية مشتركة بشأن أهمية الحوار والتواصل بين مختلف الثقافات والشعوب.. مؤكداً أن دولة الإمارات حريصة على بناء شراكات تنموية مع جميع دول منطقة القوقاز وفي مقدمتها أذربيجان لما فيه الخير لشعوب المنطقة كافة بجانب دعمها كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة انطلاقاً من إيمانها بأن السلام هو الطريق لتحقيق تطلعات الشعوب نحو التنمية والازدهار.
من جانبه عبر رئيس أذربيجان عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان للاهتمام الذي يوليه بعلاقات البلدين مما كان له كبير الأثر في تطورها خلال السنوات الماضية خاصة في المجالات التنموية مؤكداً أهمية مردود المشاريع المشتركة في تسريع التنمية والازدهار في أذربيجان.
وخلال الزيارة نفسها، شهد الزعيمان، توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين والتي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي المشترك وتنويعه وازدهاره وذلك في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة تأتي في إطار نهج دولة الإمارات تجاه مواصلة بناء شراكات تنموية حول العالم تسهم في تحقيق التنمية والازدهار وتعزيز السلام والاستقرار وخلق الفرص للأجيال القادمة.
وأكد أن الاتفاقية تعد محطة مهمة في مسيرة العلاقات الإماراتية ـ الأذرية، مشيراً إلى أنها تجسد الطموحات المشتركة لدولة الإمارات وأذربيجان الرامية إلى مواصلة بناء اقتصاد مرن قائم على المعرفة والابتكار يلبي متطلبات التنمية.
وجاءت زيارة علييف للإمارات بعد نحو 6 شهور من قيامه زيارة عمل للإمارات 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وبحث الزعيمان ـ خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي ــ مسارات التعاون وسبل تطويرها خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والطاقة المتجددة والعمل المناخي وغيرها من الجوانب الحيوية التي تخدم المصالح المشتركة للبلدين وتسهم في تحقيق تطلعاتهما نحو التنمية المستدامة والازدهار لشعبيهما، وأشار رئيس دولة الإمارات إلى التعاون المثمر بين البلدين في مجال الطاقة والطاقة المتجددة بما في ذلك مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية المشتركة.
وتبادل الجانبان خلال اللقاء وجهات النظر بشأن عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اهتمام دولة الإمارات بتعزيز تعاونها في مجالات التنمية مع جميع دول منطقة القوقاز وفي مقدمتها أذربيجان.
وقبيل تلك القمة، التقى الزعيمان خلال زيارة أجراها رئيس الإمارات لأذربيجان للمشاركة في قمة المناخ كوب 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفي مستهل الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لـ “ قمة قادة دول العالم للعمل المناخي ”ضمن مؤتمر الأطراف كوب29، رحب إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهنأه بـ"اتفاق الإمارات" التاريخي خلال COP28 الذي استضافته الدولة ونوه بجهود الإمارات الداعمة بلاده على صعيد استضافة فعاليات مؤتمر الأطراف COP29.
ويتعاون البلدين في مواجهة أكبر تحد يواجه البشرية حاليا وهو تغير المناخ، حيث استضافت الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" ، فيما استضافت جمهورية أذربيجان مؤتمر الأطراف "COP29" خلال العام الماضي.
أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة لأذربيجان يناير/كانون الثاني 2024، بحث خلالها الزعيمان علاقات التعاون بين البلدين وفرص تعزيزها وتوسيع آفاقها إلى مجالات أرحب بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين وتطلعاتهما نحو التقدم والتنمية والازدهار المستدام.
لقاءات ومباحثات وزيارات متبادلة تبرز خصوصية العلاقات بين البلدين، وحرص قادتهما على تنميتها وتطويرها عبر التشاور المتواصل والتنسيق المستمر.
تعزيز العلاقات الدبلوماسية
وإضافة إلى قمم القادة، تشهد العلاقات بين البلدين تطورا مستمرا على مختلف الأصعدة، تجسد في الزيارات المتبادلة، واتفاقيات التعاون المتواصلة.
و في 7 مايو/أيار الماضي، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي الدكتورة صاحبة غافاروفا رئيسة الجمعية الوطنية في جمهورية أذربيجان خلال قيامها بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات، بحضور صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي.
وتناول اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتعزيزها لمصلحة البلدين والشعبين خاصة في المجالات البرلمانية، حيث أكد الجانبان أهمية التعاون البرلماني بين البلدين في دعم العلاقات الثنائية وتعزيز التفاهم بشأن القضايا المشتركة، إضافة إلى دور البرلمانات في تحقيق التواصل والتقارب بين الشعوب بما يخدم التعايش والسلام على المستويين الاقليمي والدولي.
من جانبها، أشادت الدكتورة صاحبة غافاروفا رئيسة الجمعية الوطنية في أذربيجان بالتطور في مسار العلاقات الإماراتية - الأذرية بفضل التعاون وما يجمع البلدين من رؤى مشتركة لتحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما.
و في 7 أبريل/نيسان الماضي، استقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي في أبوظبي جيهون بيراموف وزير خارجية جمهورية أذربيجان .
وجرى خلال اللقاء بحث مسارات التعاون وسبل تطويرها في المجالات كافة ومنها التنموية والاقتصادية والاستثمارية، وذلك بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويدعم رؤيتهما لتحقيق التنمية المستدامة.
علاقات تاريخية
وتعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أذربيجان محطة مهمة في طريق العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أذربيجان عام 1991، ومنذ ذلك الوقت تطورت العلاقات بين الدولتين بشكل كبير ومثمر في مختلف المجالات.
وبدأت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية أذربيجان في عام 1992، وحافظت على متانتها ونسقها التصاعدي، فيما شهد النشاط التجاري بين البلدين نمواً ملحوظاً خلال السنوات الخمس الماضية.
وتعززت العلاقات الثنائية أكثر بعد افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في باكو عام 2011.
في غضون سنة واحدة، أسهمت جهود السفارة الإماراتية في تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث تم افتتاح فرع لغرفة تجارة وصناعة دبي في أذربيجان كأول فرع خارجي لها.
والآن أصبحت باكو بوابة غرفة دبي إلى دول المنطقة الأخرى، وفي الوقت نفسه تسهم غرفة دبي-فرع باكو في تسهيل وصول رجال الأعمال والشركات الأذربيجانية إلى الفرص الاقتصادية في دولة الإمارات.
كما تعززت العلاقات مع إنشاء اللجنة المشتركة المعنية بالتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني بين حكومتي البلدين، وعقدت الاجتماعات ومنتديات الأعمال، وتشارك الشركات من كلا البلدين في المعارض التي تقام في كلا البلدين.
ويرتقب أن تشهد نقلة جديدة بعد تلك الزيارة، وتوقيع البلدين على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة قبيل شهر.
وتتعاون دولة الإمارات وأذربيجان دائماً في إطار المنظمات الدولية المهمة مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية.