الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، بحثت في تاريخ هذا الرجل فما وجدت إلا المديح والثناء لشخصه.
محبة الناس هي رأس المال الذي لن ينضب ولن يخشى صاحبه الفقر أبداً، فالذي سخر الله له حب الناس هو الفائز حتماً.
قليلون هم الذين حصلوا على هذا الامتياز، فالكثير من الشخصيات العربية والعالمية، ورغم أنّها حققت الكثير وشغلت مناصب كبيرة، منها الرؤساء والأمناء العامون للأمم المتحدة والوزراء ورؤساء المنظمات الدولية؛ إلّا أنّها بقيت مفتقرة للإجماع على محبتها من الناس بمختلف صنوفهم وجنسياتهم.
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، بحثت في تاريخ هذا الرجل فما وجدت إلا المديح والثناء لشخصه، قلبت الصفحات يميناً وشمالاً، وكلما وصلت إلى معلومة أجد أنّ اسم الشيخ زايد مقترن بصفة الخير والسلام والمحبة، وبات عنواناً تمحيصياً على محركات البحث، كتابة كلمتين اثنتين فحسب، "زايد الخير" لتنهال عليك قصص كثيرة لا مجال لسردها في هذه العجالة.
هل تاجر السجاد الأفغاني هو الوحيد من المقيمين في هذا البلد الذين يتعاملون بعظيم الاحترام مع كل ما يتعلق بالشيخ زايد "رحمه الله"؟ الجواب لا على الإطلاق، فالكثير من أبناء هذه الدولة - وتقصدت القول أبناء هذه الدولة - ومن غير المواطنين، يعرف الصغير والكبير منهم من هو الشيخ زايد
في الحقيقة للبحث أسبابه، فبعد تداول وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لتاجر السجاد الأفغاني الذي رفض بيع سجادة منقوش عليها صورة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رغم الإغراءات الكبيرة، تبادر لذهني مجموعة تساؤلات، لماذا رفض الرجل البيع رغم أنّه يعمل طوال اليوم، بل وطوال الشهر بشكل متواصل ولا يمكنه الحصول على المبلغ الذي دُفع له ثمناً للصورة!؟
ما سرّ كل هذا التعلق بالشيخ زايد من شاب أفغاني لا صلة دم تجمعه بـ"بابا زايد"، ولا قرابة ولا حتى مواطنة!؟
هل تاجر السجاد هو الوحيد من المقيمين في هذا البلد الذين يتعاملون بعظيم الاحترام مع كل ما يتعلق بالشيخ زايد، "رحمه الله"؟، الجواب لا على الإطلاق، فالكثير من أبناء هذه الدولة وتقصدت القول أبناء هذه الدولة ومن غير المواطنين، يعرف الصغير والكبير منهم من هو الشيخ زايد، وماذا قدّم لأبناء شعبه أولاً، ولمن يعيش على أرض الإمارات وخارجها ثانياً.
كثيرة هي الأمور التي دفعت تاجر السجاد الأفغاني وغيره إلى الوفاء لباني الإمارات وراسم نهضتها الشيخ زايد بن سلطان، "طيب الله ثراه"، ولعلّني أتوقف عند خصلة واحدة فقط كانت تميّز شخصية الراحل الكبير هي حبه للإنسان.
امتاز الشيخ زايد بن سلطان بإنسانيته وتقديره الكبير لرعيته من شعبه كانوا أو من غيره.
لم يميز بين شخص وآخر على الإطلاق، وكان العدل والمساواة منهجه في الحياة، ملتصقاً بشعبه، قريباً منه ينصت لصغيرهم قبل الكبير ويقدّر الآراء التي يسمعها، لدرجة أنّه قالها ذات يوم جواباً عن سؤال له كيف تحكم؟
قال: "بالنسبة لي فإن الرغبة متوافرة لدي لمعايشة المجتمع وأن أكون قريباً من الناس، ألتقي بهم بكل المناسبات في حوار صريح حول قضاياهم وأمورهم، وأن أكون من البادية والمدن.. وتكرار هذه اللقاءات معهم شجعهم على أن يتحدثوا معي بكل صراحة. فمثلاً يجوز أن ينتقدوا وزيراً أو مسؤولاً بكل صراحة ووضوح، وعلى الطبيعة، وليس عن طريق التقارير ترى بعينيك، وتسمع بأذنيك الحقائق من مصادرها.. وعندما تعلم بالحقيقة تكون راضياً ومقتنعاً، وتقود وطنك بإرادة شعبك.. فلا يجوز للحاكم أن تكون هناك حواجز بينه وبين شعبه".
هذا هو الدستور الذي بنى على أساسه الشيخ زايد دولة الإمارات ورفع من شأنها بين الدول، حتى أنّها باتت تنافس الدول الغربية في حضارتها وثقافتها ورقيها وبنائها ومستوى التعليم فيها.
اسم الشيخ زايد مرتبط بذاكرة أجيال كثيرة، في فلسطين مثلاً يعرف أبناؤها جيداً ماذا قدم الراحل لبلادهم وللمشردين الذين ما وجدوا مأوى يلوذون إليه ساعة هجرهم الاحتلال من بيوتهم، في الوقت الذي كانت فيه بعض الدول تستثمر في القضية الفلسطينية لأهداف شخصية ضيقة.
ليست فلسطين وحدها، فخير الإمارات وذِكرُ الشيخ زايد وصل إلى مصر وسوريا والسودان والأردن واليمن، والكثير الكثير من الدول العربية والأجنبية دون أن يُسلَط الضوء على المعروف الذي تُسديه الإمارات لغيرها، فهي كرّست الثروة في خدمة الإنسانية كما أراد "القائد المؤسس" لا في خراب المجتمعات ونشر الضغينة والسلوك المنحرف ورعاية التنظيمات المتطرفة؛ كما تفعل دول ليست بالبعيدة عن الإمارات ولا تزال.
بعد كلّ هذا نستطيع القول إنّ ما تحدث به قلب التاجر الأفغاني، وليس لسانه بقوله "هذا بابا زايد"، يختصر الكثير من مظاهر الحب والاحترام لشخص الشيخ زايد، "رحمه الله"، ولعلها العبارة الأصدق من شخص لم يحسب حساباً لكلماته التي تحدث بها، وإنّها ستكون لها وقفات إعلامية وشعبية، تُوّجت بزيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمتجر هذا الرجل ومصافحته إياه، ولعل أثر الزيارة جاء سريعاً حين تحدث الشيخ محمد بن زايد بأن عفوية هؤلاء الناس هي التي تنقل حقيقة حب الناس للشيخ زايد، وتقديرهم لمسيرته الطويلة من العطاء.
ربح البيع وكسبت تجارة الأفغاني، ومعه كلُّ الذين يعيشون على أرض هذا البلد حين توجه الشيخ محمد بن زايد لهم بالقول:
"الإمارات تنسج بنهجها الخير الذي أرساه زايد أنموذجاً عالمياً في التسامح والتعايش.. كسبت به قلوب الملايين حول العالم.. هنالك الكثيرون على امتداد الوطن يكنون المحبة لنا في قلوبهم.. يتعايشون معنا... ويشاطروننا أحلامنا وتطلعاتنا.. لهؤلاء جميعاً نقول الإمارات بلدكم الثاني.. ".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة