الإمارات تطلق 1000 من طيور الحبارى في باكستان
قصة نجاح جهود أبوظبي في إكثار الحبارى بدأت تحديداً في عام 1977، ومن حديقة حيوان العين، بما لا يزيد على 7 طيور حبارى آسيوية
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة 1000 طير من طيور الحبارى في منطقة رحيم يار خان، في باكستان، ضمن المساعدات الإماراتية الدائمة للحفاظ على الحبارى، وهو إنجاز يسجّل باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بمشاركة سفارة دولة الإمارات في إسلام آباد، وبرعاية الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى وممثلي وزارة الحياة البرية والثروة السمكية في إقليم البنجاب.
وقال حمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي، سفير الإمارات لدى باكستان، إن دولة الإمارات احتلت مكانة متميزة في سعيها للحفاظ على الحبارى على مستوى العالم، ويُشهد لها اليوم بدورها الرائد في هذا المجال، فمشاريع الإكثار في الأسر انطلقت في أبوظبي منذ أكثر من 40 عاماً، وحققت نتائج متميزة رغم صعوبة إنتاج الحبارى في الأسر للخصوصية التي تتميز بها عن غيرها من الطيور التي يمكن إكثارها في الأسر.
ونبه إلى أنه "يسجل لدولة الإمارات أنها الأولى عالمياً في تعقب طيور الحبارى أثناء هجرتها شمالاً وجنوباً بواسطة الأقمار الصناعية، حينما أدرك الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مُبكراً المخاطر الجمّة التي تهدد وضع طائر الحبارى، فبدأ يُنبّه ويُحذر من أننا إن لم نُبادر على عجل للبحث عن السبل الناجحة لحماية هذا النوع النادر، فإن الحبارى سوف تنقرض نهائياً وتختفي من تراثنا ومستقبل أبنائنا".
وأكد أن الشيخ زايد، رحمه الله، لم يقف عند ذلك الحد، بل وضع همته وسخر معرفته بالطائر الذي أحبه وعاش معه أجمل رحلات صيده، في إطلاق أول المشاريع البيئية العالمية للحفاظ على هذا الطائر، ولولا تلك الهمة والجهود المتميزة، لبقيت معرفتنا بالحبارى وطرق هجرته وأيكولوجيتها ومواسم تكاثرها وحياتها وغذائها ضئيلة جداً، بل ربما معدومة، إلا أنّ رؤيته الحكيمة وتوجيهاته السديدة بدراسة الحبارى وتجربة إكثارها، قد أعطت أول المؤشرات الإيجابية للحفاظ على الحبارى في الأسر.
وأشار إلى أن قصة نجاح جهود أبوظبي في إكثار الحبارى، بدأت تحديداً في عام 1977م، ومن حديقة حيوان العين بما لا يزيد على 7 طيور حبارى آسيوية، كانت النواة الأولى لمشاريع الإكثار في الأسر لهذا الطائر في دولة الإمارات العربية المتحدة. وبعد جهود متواصلة في وضع الأسس الأولى لبرامج الإكثار في الأسر منطلقة من عزم أكيد وتصميم قوي لعدة سنوات، تحقق النجاح بإنتاج أول فرخ من الحبارى الآسيوية في الأسر في عام 1982.
وذكر أن الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وصف تلك اللحظة الرائعة بقوله: "وإن أنسى فلن أنسى ذلك اليوم الذي زفت فيه هذه البشرى للمغفور له الوالد الشيخ زايد، ومشاعر البشرى والفرحة التي كست محياه، وهو يستشرف نجاح جهوده التي بدأت في طرح ثمارها الغضة مبشرة بأن هذا الطائر النادر سيبدأ في التكاثر في قلب بيئة الإمارات النابض الذي لن يسمح له بالانقراض بإذن الله"، مؤكدا أنّ اهتمام دولة الإمارات بإكثار الحبارى ودراستها والحفاظ عليها يأتي انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية، فالحبارى تعبر عن تراث عريق وجذور ضاربة في أعماق التاريخ لأكثر من 2000 عام ونزعة أصيلة في النفس للحفاظ على إحدى ركائز تراثنا الوطني التي توارثناها عن الآباء والأجداد، ولذلك فإن الحفاظ عليها هو صون للنوع ولهذا التراث العريق والتقاليد الأصيلة، ولا يتصدى لذلك إلا أصحاب الفكر والعزيمة.