حقيقي وفعلي وواقعي أن انضمام الإمارات لمجموعة "بريكس" هو خير بالجملة وريادة شاملة للوطن وللشقيقتين مصر والسعودية.
فينعكس هذا الانضمام على شعوب الدول الثلاث، وعلى المنطقة وسيأتي بخير بالجملة، وريادة شاملة للوطن وأشقائه العرب.
وهنا في مقالي هذا أحاول معك أن أفند وأحلل من وجهة نظري كيف سيكون الخير بالجملة والريادة الشاملة لوطننا العظيم؛ فسينعكس انضمام الإمارات ومصر والسعودية للمجموعة على منطقة الشرق الأوسط بالكامل، بالنظر للتوازنات التي تحدثها المجموعة، وسيحدث ذلك تدريجيا.
إن انضمام الدول الثلاث سيحد ويجمح هيمنة القطب الواحد والدولار وتنويع الشراكات، ويسهم في الدفع بعمليات التنمية في المنطقة بشكل سريع، ويحقق التنمية الحقيقية لدول المنطقة.
كما أن العملة الواحدة تفيد الدول في منطقة الشرق الأوسط، أو بالأدق المنطقة العربية، من حيث دعم التنمية وتنفيذ مشروعات مهمة، بعد أن ظلت رهينة للهيمنة الغربية وفرض سياسات اقتصادية بعينها تحول دون النمو الذي تستحقه شعوب المنطقة.
وهنا أرى أن إقامة تكتلات اقتصادية بين الأشقاء الثلاثة (الإمارات السعودية مصر) في ظل تميز الوطن باقتصاد قوي ستعزز بقوة التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات وتسهيل حركة العمالة والسياحة بين دول التكتل، وبالتالي الاستفادة من التمويل المقدم من المؤسسات التمويلية الخاصة به مثل بنك التنمية الجديد (NDB) والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية (AIIB)، وهو ما قد يحد من هيمنة الدولار وتقليل الاعتماد عليه في التجارة العالمية وكعملة احتياط في الأجل الطويل، الأمر الذي يدعم تكوين نظام دولي متعدد الأقطاب.
أشرت في بداية مقالي إلى أن انضمام الإمارات لمجموعة بريكس سيكون ريادة شاملة وهذا حقيقي بالفعل ودعونا ننظر بعين التفاؤل ماذا يمكن أن يستفيد وطننا الغالي من هذه الخطوة التي ثمنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة: من أوجه الاستفادة تعزيز الاقتصاد؛ حيث ستتمكن الدولة من تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأعضاء الأخرى وتوسيع فرص التجارة والاستثمار، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل في الإمارات.
وهنا بعد خطوة الانضمام لمجموعة بريكس كما أشرت ستكون هناك ريادة شاملة، وذلك من خلال زيادة نفوذ الوطن وتعزيز مكانته على الساحة الدولية من خلال تعزيز التعاون السياسي حيث ستوفر مجموعة بريكس منصة للتعاون السياسي بين الدول الأعضاء، وبالانضمام إلى المجموعة، ستكون الإمارات قادرة على تعزيز علاقاتها السياسية مع الدول الأعضاء الأخرى والمشاركة في المناقشات واتخاذ القرارات المشتركة حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة.
وطبيعي جداً عزيزي القارئ أن وجود الإمارات في مثل هذه المجموعة سيعزز بقوة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والدول الأعضاء الأخرى، ما سيفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون الثنائي في مجالات متعددة، مثل الثقافة، والتعليم، والعلوم، والتكنولوجيا، كما يمكن أن يسهم في تعزيز السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
لذا فإن انضمام الإمارات لمجموعة بريكس سيكون له أثر وتأثير إيجابي في تعزيز مكانتها الاقتصادية والسياسية على الساحة العالمية وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول الأعضاء الأخرى من خلال الوصول إلى أسواق جديدة، حيث سيتاح لوطننا الغالي فرصة الوصول إلى أسواق جديدة ومتنامية في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، هذا يفتح الباب أمام فرص تجارية جديدة وتوسيع قاعدة العملاء وزيادة الصادرات والاستثمارات.
كما سيعود انضمام الوطن لهذه المجموعة بخير بالجملة من خلال فتح آفاق جديدة في التعاون في قطاع الطاقة مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة والطاقة الذرية، يمكن أن يتم تبادل المعرفة والتكنولوجيا والخبرات في هذا المجال، وتطوير شراكات استراتيجية لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة على المستوى الدولي.
وكما أشرت في بداية مقالي إلى أن هذه الخطوة هي خير بالجملة فأعني ذلك حقاً، حيث سيستفيد الوطن من أطر تعاون مشتركة مع الدول الأعضاء في مجالات متعددة؛ أبرزها الثقافة والتعليم والتعاون الأمني والدفاعي، حيث يمكن لنا أن نستفيد في ظل حكومة وقيادة رشيدة لوطننا من التعاون الأمني والدفاعي مع دول BRICS في مجالات مثل مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني والدفاع العسكري، ويمكن تبادل المعلومات والتجارب وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
أخيراً تلك الخطوة تجسد كذلك الثقة الدولية المتزايدة بوطننا الغالي الإمارات وقيادته الرشيدة القوية الوطنية المخلصة التي تسير على خطى الآباء والأجداد المؤسسين واقتصادها وسياساتها ورؤاها الداعمة للاستقرار والسلام والرخاء والازدهار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة