الإمارات والصين.. تهانٍ ورسائل ومحطات في الذكرى الـ40 لتأسيس العلاقات
تهانٍ متبادلة بين قيادتي الإمارات والصين، بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تجسد العلاقات المتميزة والشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1984، تأسست العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين، في انطلاقة دشّنت آفاقا واعدة، وتعاونا لتحقيق الازدهار والرخاء لمواطني كلا البلدين، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية.
- قادة الإمارات يهنئون رئيس الصين بمرور 40 عاماً على العلاقات الدبلوماسية
- الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية للتنمية تترسخ بـ«الحزام والطريق»
تحل تلك المناسبة بعد أيام من لقاء جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة "بريكس 2024 " في مدينة قازان الروسية، يعد الثاني الذي يجمع الزعيمان خلال 5 أشهر، بعد القمة التي جمعتهما خلال زيارة رئيس الإمارات للصين نهاية مايو/أيار الماضي.
قمتان تخللهما زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، كان أبرزها زيارة لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني للإمارات سبتمبر/أيلول الماضي، بالتزامن مع زيارة الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة للصين في الوقت نفسه.
قمم متتالية وزيارات متبادلة تتزامن مع مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتدفع مستوى الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين إلى آفاق أرحب.
تهانٍ ورسائل
وبمناسبة مرور 40 عاماً على ذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي تحل هذا الشهر، تبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، ونظيره الصيني التهاني بتلك المناسبة.
تهان حملت رسائل هامة تبرز عمق العلاقات التاريخية والحرص على تنميتها في المستقبل.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية بأن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعث برقية تهنئة إلى شي جين بينغ رئيس الصين، بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين.
بدورها، قالت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أرسل برقية تهنئة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بتلك المناسبة.
وقال شي جين بينغ :"إن الصين والإمارات صديقتان جيدتان تثقان ببعضهما، وشريكتان جيدتان للتعاون المربح للجانبين".
وأضاف أنه "خلال الأربعين عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، حافظت العلاقات الصينية الإماراتية على تطور سليم ومستقر مع تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، الأمر الذي أدى إلى تعميق التضافر بين استراتيجيات التنمية، وتعاون عملي مثمر في مختلف المجالات، وتبادل شعبي وثقافي وثيق، وتواصل وتنسيق سليمين في الشؤون الإقليمية والدولية."
واستذكر الرئيس الصيني بتلك المناسبة زيارة الدولة التي قام بها الشيخ محمد إلى الصين في مايو/أيار الماضي، وتوصل رئيسا الدولتين إلى توافق مهم، ما رسم مسارا لتطوير العلاقات الصينية-الإماراتية في المرحلة المقبلة.
وأكد أنه يولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الصينية-الإماراتية، ومستعد للعمل مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لجعل الذكرى الـ40 للعلاقات الدبلوماسية نقطة انطلاق جديدة لدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو مستوى أعلى، بهدف المساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي وتقديم المزيد من الفوائد لشعبي البلدين.
قمة قازن
وتحل تلك المناسبة بعد أيام من لقاء جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني على هامش قمة "بريكس 2024 " في مدينة قازان الروسية 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحث الزعيمان خلال اللقاء علاقات التعاون المشترك بين البلدين في الجوانب الاقتصادية والتجارية والتنموية وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية وتسهم في دفع عجلة التقدم والازدهار بما يخدم المصالح المشتركة ويعود بالخير على جميع شعوبهم.
وتطرق اللقاء إلى جدول أعمال قمة "بريكس" وأهمية تعزيز التعاون متعدد الأطراف للإسهام في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً وتنمية للدول وشعوبها.
جاء اللقاء بعد 5 أشهر من زيارة دولة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى العاصمة الصينية بكين، نهاية مايو/أيار الماضي، أجرى خلالها مباحثات منفصلة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ولي تشيانغ رئيس مجلس الدولة، وتشاو له جي رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب، وقوبل خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحفاوة بالغة وترحاب كبير، الأمر الذي يعكس تقدير الصين وقيادتها لدولة الإمارات والمكانة البارزة التي تحظى بها.
وخلال الزيارة شهد زعيما البلدين توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عدة.
وأكد الجانبان، خلال المباحثات، أن الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين تمثل مناسبة للاعتزاز بالتطور الكبير الذي شهدته على مدى العقود الماضية، والحرص على مواصلة العمل المشترك من أجل مستقبل أكثر حيوية وتطوراً لهذه العلاقات.
وبهذه المناسبة، ترصد "العين الإخبارية" أبرز المحطات التاريخية على طريق تطور العلاقات بين البلدين، وبعض الأرقام التي تجسد قوة الروابط والحرص المتنامي على تطويرها بتوجيهات القيادتين:
علاقات تاريخية
- تضرب علاقات الصداقة بين دولة الإمارات والصين جذورها في أعماق التاريخ، إذ بدأ التبادل التجاري بين البلدين منذ القرن السابع ميلادي.
- اتخذت العلاقات بين البلدين بعدا جديدا في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1971 أي بعد يوم واحد من قيام دولة الإمارات، إذ بعث المؤسس المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان برقية إلى شو إن لاي رئيس مجلس الدولة الصيني يبلغه فيها بقيام دولة الإمارات.
ورد شو إن لاي ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات.
-تأسست العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين في نوفمبر/تشرين الثاني 1984، وافتتحت سفارة الصين بأبوظبي في أبريل/نيسان 1985، وتم إنشاء القنصلية العامة بدبي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988.
-افتتحت سفارة الإمارات ببكين في 19 مارس/آذار 1987، وأنشأت 3 قنصليات عامة في كل من هونغ كونغ في أبريل/نيسان 2000، وبشنغهاي في يوليو/تموز 2009، وبغوانجو في يونيو/حزيران 2016.
زيارات متبادلة
- شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية بعد زيارة أجراها الرئيس الصيني آنذاك "يانغ شونغ" إلى دولة الإمارات في ديسمبر/كانون الأول عام 1989.
ثم الزيارة التاريخية للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصين في 1990، وقد توجت تلك الزيارة بتوقيع العديد من الاتفاقيات.
- أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، زيارة للصين نهاية مايو/أيار الماضي هي السادسة له للصين، إذ سبق أن زارها 5 مرات، في محطات تاريخية تم خلالها وضع أسس راسخة لعلاقات مستدامة بين البلدين، فقد زارها في أغسطس/آب 2009 ومارس/آذار 2012، وديسمبر/كانون الأول 2015، ويوليو/تموز 2019، وفبراير/شباط 2022.
- أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة إلى أبوظبي في يوليو/تموز 2018، وكانت تلك أول زيارة رسمية لرئيس صيني إلى دولة الإمارات منذ نحو 30 عاماً، أسست لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
الشراكة الاستراتيجية
- وقّع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ورئيس مجلس الدولة الصيني، ون جياو باو، في يناير/كانون الثاني 2012 بدبي، مذكرة بيان مشترك بين الإمارات وجمهورية الصين الشعبية حول إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
- في يوليو/تموز 2018، اتفق البلدان، خلال زيارة الرئيس الصيني لأبوظبي، على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وتأسيس علاقات "شراكة استراتيجية شاملة"، تساهم في تعميق وتركيز التعاون في المجالات كافة وتعزيز التنمية والازدهار المشترك بما يتفق والمصلحة المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
العلاقات الثقافية
-تعزيزا للعلاقات المتنامية بين البلدين، تم إطلاق برنامج "تدريس اللغة الصينية عام 2019 في 200 مدرسة إماراتية"، ويدرس حاليا 71 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة بمختلف إمارات الدولة ضمن البرنامج الذي يستهدف تغطية 200 مدرسة.
وفي تصريحات سابقة، أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بحماس الطلاب الإماراتيين في تعلم اللغة الصينية، والتعرف على الثقافة الصينية، داعيا إياهم ليكونوا سفراء للتواصل بين البلدين، وجيلا جديدا يسهم في ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
- ساهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، في نشر الثقافة العربية في الصين، وتعزيز اللغة العربية.
- ساهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين، ومعارض الكتب، في تعزيز العلاقات الثقافية بينهما والدفع بها إلى الأمام عاما بعد عام.
- انعكست العلاقات المتنامية بين البلدين أيضا على حجم مشاركة الصين في الفعاليات الثقافية بالإمارات، والتي كان أحدثتها مشاركتها الكبيرة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بنسخته الـ33 والذي اختتم في 5 مايو/أيار الماضي.
وخلال المعرض، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع المجموعة الصينية للإعلام الدولي، مركز التعاون العربي الصيني، الذي يجمع تحت مظلته ناشرين عربا وصينيين.
بلغة الأرقام:
- منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، بذل البلدان جهوداً حثيثة وملموسة في تعزيز شراكتهما، وهو ما تجلى في توقيع أكثر من 148 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم في شتى المجالات.
- تولي كل من الإمارات والصين أهمية كبيرة لتقوية شراكتهما الاقتصادية وتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بينهما في كل المجالات، إذ بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع الصين خلال العام الماضي 296 مليار درهم، أي ما يعادل “81 مليار دولار” بنسبة نمو 4.2% مقارنة بعام 2022، وبذلك حافظت الصين على موقع الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية خلال عام 2023 إذ استحوذت على ما نسبته 12% من تلك التجارة.
- تتربع الصين على المركز الأول من حيث واردات دولة الإمارات بنسبة 18%، كما تحتل الصين المرتبة الــ11 في صادرات دولة الإمارات غير النفطية بنسبة مساهمة 2.4% والمرتبة الـ8 في إعادة التصدير بنسبة مساهمة 4%، وفي حال استثناء النفط الخام من تجارة الصين مع الدول العربية خلال 2023 تكون الإمارات الشريك التجاري العربي الأول بنسبة مساهمة 30%.
- بلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الصين نحو 11.9 مليار دولار أمريكي بين عامي 2003 و2023 في حين بلغت التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الإمارات 7.7 مليار دولار أمريكي خلال الفترة ذاتها.
- تشمل أهم قطاعات الاستثمارات الإماراتية في الصين، الاتصالات، والطاقة المتجددة، والنقل والتخزين، والفنادق والسياحة، والمطاط، فيما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة في السوق الصيني إلى أكثر من 55 شركة.
- تبرز السياحة كأحد أهم القطاعات الرئيسية في تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الإمارات والصين، حيث وصل إجمالي عدد السياح الصينيين أكثر من مليون زائر في العشرة أشهر الأولى من عام 2023، كما وصل عدد الصينيين المتواجدين في دولة الإمارات نحو 350 ألفا.
- تعد الإمارات شريكاً استراتيجياً في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وقد أصبحت بفضل موقعها الاستراتيجي وقدراتها اللوجستية نقطة مهمة وحاسمة في إنجاح المبادرة.
وضخت دولة الإمارات 10 مليارات دولار في صندوق استثمار صيني - إماراتي مشترك لدعم مشروعات المبادرة في شرق أفريقيا، كما وقعت 13 مذكرة تفاهم مع الصين عام 2018، للاستثمار في مجالات متعددة داخل دولة الإمارات.