الإمارات والصين.. علاقات متجذرة وشراكة مستدامة
شهرٌ استثنائي في تقويم العلاقات الإماراتية الصينية، يدون 40 عاما من الشراكة والتعاون.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1984، تأسست العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين، في انطلاقة دشّنت آفاقا واعدة، وتعاونا لتحقيق الازدهار والرخاء لمواطني كلا البلدين، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية.
مناسبةٌ تحل هذا الشهر في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية حقبة ذهبية ومتميزة وتطوراً مستمراً في إطار توجيهات القيادة الرشيدة في البلدين.
4 عقود من الشراكة أسهمت في إرساء نموذج فريد يظهر قوة التعاون بين الأمم ودوره في تحقيق الأهداف المشتركة.
شراكةٌ ترجمها توقيع أكثر من 130 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وبالتزامن مع مرور 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات زيارة دولة إلى الصين، يومي 30 و31 مايو/أيار الماضي، شهدت مباحثات مهمة مع الرئيس شي جين بينغ.
وخلال اللقاء، استذكر الرئيسان الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس يانغ شانغ كون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1989 والزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مايو/أيار 1990، واللتين وضعتا حجر الأساس لشراكة ثنائية مستدامة قائمة على الثقة المتبادلة والتعاون المشترك والرغبة في تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الجانبان بالروابط التاريخية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية والأهداف المشتركة التي يتقاسمها البلدان.
أهدافٌ مشتركة تتمثل في تحقيق النمو والازدهار لشعبيهما الصديقين، وتعزيز دعائم التنمية المستدامة وترسيخ التسامح والانفتاح والحوار ومد جسور التواصل، والعمل على ترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، والتمسك بمبادئ ثابتة تتمثل بالاحترام المتبادل والتعاون والمساواة والمنفعة المشتركة وتبادل وجهات النظر خاصة في ظل التطورات والأحداث الدولية الحالية.
وتُوجت الزيارة بتوقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين شملت عدداً من القطاعات الرئيسية كالسياحة والصناعة والتكنولوجيا والإعلام ومبادرات الحزام والطريق الصينية، وهو ما سيسهم بدوره في خلق المزيد من الفرص التي تصب في صالح تعزيز العلاقات الثنائية الإماراتية - الصينية.
وشكّلت الزيارة محطة بارزة في مسار تعزيز التنمية والازدهار المستدام لكلا البلدين الصديقين والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك بينهما في المجالات الاقتصادية، والتنموية، والثقافية، وغيرها.
وترتبط الإمارات والصين بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية فيما بينهما.
وبهذه المناسبة، ترصد "العين الإخبارية" أبرز المحطات التاريخية على طريق تطور العلاقات بين البلدين.
عمق تاريخي
تضرب علاقات الصداقة بين دولة الإمارات والصين جذورها في أعماق التاريخ، إذ بدأ التبادل التجاري بين البلدين منذ القرن السابع الميلادي.
وفي الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1971، أي بعد يوم واحد من قيام دولة الإمارات، اتخذت العلاقات بين البلدين بعدا جديدا، إذ بعث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برقية إلى شو إن لاي رئيس مجلس الدولة الصيني يبلغه فيها بقيام دولة الإمارات.
ورد شو إن لاي ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات.
زيارات القيادة
العلاقات بين البلدين شهدت نقلة نوعية بعد زيارة أجراها الرئيس الصيني آنذاك يانغ شانغ كون، إلى دولة الإمارات في ديسمبر/كانون الأول عام 1989.
ثم الزيارة التاريخية للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصين في 1990، وقد تُوجت تلك الزيارة بتوقيع العديد من الاتفاقيات.
والزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين نهاية مايو/أيار الماضي، كانت السادسة له.
إذ سبق أن زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الصين 5 مرات، في أغسطس/آب 2009، ومارس/آذار 2012، وديسمبر/كانون الأول 2015، ويوليو/تموز 2019، وفبراير/شباط 2022.
كما أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة إلى أبوظبي في يوليو/تموز 2018.
وكانت تلك أول زيارة رسمية لرئيس صيني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نحو 30 عاماً، أسست لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
الشراكة الاستراتيجية
في يناير/كانون الثاني 2012، وقّع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ورئيس مجلس الدولة الصيني، ون جياو باو، في دبي، مذكرة بيان مشترك بين البلدين، حول إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وفي يوليو/تموز 2018، اتفق البلدان، خلال زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات، على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وتأسيس علاقات "شراكة استراتيجية شاملة"، تساهم في تعميق وتركيز التعاون في المجالات كافة وتعزيز التنمية والازدهار المشترك بما يتفق والمصلحة المشتركة للدولتين وشعبيهما.