ترتقي العلاقات الإماراتية الصينية عاماً بعد عام في مختلف المجالات وتحرص دولة الإمارات على توطيدها باتجاه الأرقى
ترتقي العلاقات الإماراتية الصينية عاماً بعد عام في مختلف المجالات وتحرص دولة الإمارات على توطيدها باتجاه الأرقى وعلى أعلى المستويات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية انطلاقاً من الاتفاقيات المتبادلة والتفاهمات الراسخة التي أسسها القادة الإماراتيون لتغدو ذات أبعاد مستقبلية شاملة بمضامينها متينة البنيان طافحة بمرتكزات استراتيجية خلاقة.
ليس غريبا أن تكون دولة الإمارات محط اهتمام جمهورية الصين الشعبية، لا سيما وأن الدولة الإماراتية تحتضن أعداداً هائلة من المواطنين الصينيين إلى جانب شركات تجارية عملاقة، كما تجاوز حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين أكثر من خمسين مليار دولار
وتدرك دولة الإمارات أن الحضارة الصينية هي بلا شك واحدة من أعرق الحضارات التي عرفها الإنسان وتمتد عبر 5 آلاف سنة دون انقطاع؛ لتصبح حضارة تتصف بعمق وسعة وتنوع وحيوية قابلة للتطور مع مرور العصور، وتواصلت مع بقية الحضارات ولم تنقطع مع العالم، ومع مجريات التاريخ حتى إنها دخلت معظم الأسواق العالمية، وبخاصة مع دول المنطقة.
وتعد الإمارات الأولى على المستوى العالمي من حيث علاقاتها التجارية المتطورة عبر أكثر من 3 عقود من الزمن، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "إن جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة تلعبان دورا محوريا في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي ومنذ أكثر من 28 سنة، زار الشيخ زايد طيّب الله ثراه، الصين مؤسساً علاقة استراتيجية بين البلدين، حصدنا ثمارها علاقات اقتصادية وتجارية وثقافية متميزة على مدى أكثر من 3 عقود والصين عملاق اقتصادي دولي، ولها ثقل سياسي عالمي، ودورها مؤثر في استقرار الاقتصاد والسلام العالميين".
والسياسيون الصينيون يؤكدون أنه بمثل ما كان القرن العشرون أمريكياً هنالك من اعتقد أن القرن الحادي والعشرين يكون صينياً؛ ليس لأن الصين هي أكبر قوة اقتصادية صاعدة في العالم فحسب، بل ولأن سياستها الخارجية تقوم على التصدي للأحادية الأمريكية وعلى تأييد بروز تعددية قطبية تزيل الاختلافات القائمة والاختلالات المتباينة في ميزان القوى الدولي، فسياسة الصين الخارجية تتمحور باتجاه تعميق مصالحها المحددة في مناطق شرق آسيا وفي جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا أيضاً بحكم الامتداد الكبير للصين.
وتأتي الزيارة لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين ضمن توالي لقاءات مسؤولي البلدين للتباحث في العديد من شؤون وقضايا المنطقة ولمتابعة وترسيخ مجمل الاتفاقيات المعهودة والمتفق عليها بهدف حصد ثمارها، وبما يخدم المصلحة المشتركة ولتغدو بأهميتها متجذرة ونموذجا يحتذى عالمياً، ولتنمو باطراد روابط البلدين ثقافياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وذلك على قاعدة التفاهم والتعاون البناء والمصالح المشتركة، والطموح المثمر والمستقبل الواعد.
وليس غريباً أن تكون دولة الإمارات محط اهتمام جمهورية الصين الشعبية، لا سيما وأن الدولة الإماراتية تحتضن أعداداً هائلة من المواطنين الصينيين إلى جانب شركات تجارية عملاقة، كما تجاوز حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين أكثر من خمسين مليار دولار، ما جعل الإمارات على مدى سنوات متتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم ومن الدول العالمية الناهضة في مجالات العلوم وتكنولوجيا الفضاء والصناعات الإلكترونية.
وقد تزايدت النشاطات الاقتصادية والتجارية مع جمهورية الصين الشعبية وحققت زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري وأثمرت الاتفاقيات وزيارات الوفود ورجال الأعمال عن قيام اتفاقيات تكنولوجية وتقنيات متطورة ساهمت بإنتاج المزيد من الخدمات والسلع والمعدات والتي تحققت ضمن مشاريع استثمارية مشتركة، واتسعت حركة التصدير والاستيراد بين البلدين خاصة في مجال التكنولوجيا والمعدات الكهربائية والإلكترونية والسيارات.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً واسعاً في مضمار التقدم والبناء وأصبحت تتمتع اليوم بمكانة متميزة كلاعب رئيسي في الخريطة السياسية والاقتصادية العالمية، حيث تبوأت المكانة اللائقة عربياً وإقليمياً ودولياً في كافة المجالات والاستثمارات الاقتصادية وفي مناحي التقدم والتنمية، مما جعلها تحظى بمؤشرات الرخاء والسعادة والرضا والتسامح بين شعوب العالم، ذلك ما أكده الرئيس الصيني حين قال إن الإمارات تشكل واحة التنمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة