مرحلة سياسية جديدة في الصين بدأت بعد أن أقرت أكبر تعديل على مستوى القيادات السياسية مع بداية الألفية الثالثة
بدأت مرحلة سياسية جديدة في الصين بعد أن أقرت أكبر تعديل على مستوى القيادات السياسية مع بداية الألفية الثالثة، وقد أعلنت القيادة الصينية في نهاية أعمال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني أن ميثاق الحزب الشيوعي قد عُدل.
ويُتيح هذا التعديل الذي أقره بالإجماع المندوبون إلى مؤتمر إدراج نظرية زيمين في الدستور المسماة ثلاثية الصفة التمثيلية التي تتيح للطبقات الجديدة الناشئة الانضمام إلى الحزب ودخول الرأسماليين رسمياً للحزب، حيث استبدلت عبارة الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة، بعبارة الحزب هو "طليعة الطبقة العاملة الصينية والشعب الصيني والأمة الصينية".
الطموح بين أبوظبي وبكين يتجه اليوم نحو إيلاء تلك العلاقات أهمية كبيرة وأن تقوى وتستمر، فالتعاون المشترك البناء يعزز طبيعة العلاقات ويرسي المبادئ المشتركة، ويشجع على إقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية التجارية والسياحية والصناعية والتكنولوجية
وما يعنيه الميثاق الجديد هو أن القيادة الصينية ماضية في تمسكها إلى جانب اعتمادها بسياسة الانفتاح واقتصاد السوق، وهذه المعادلة الصعبة مكنت الصين من بناء اقتصاد عملاق جاذب للاستثمار ومنفتح على الاقتصاد العالمي.
يؤكد البروفيسور شوي موخونغ سفير الصين السابق في عدة دول عربية وأستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بكين، أنه من الأفضل التوصل إلى فهم جديد لطبيعة الأمور لأن الرأسمالية بإمكانها أن تلعب دوراً إيجابياً في المجتمع الصيني، فهم لم يعودوا أعداءً بل أصبحوا أصدقاء ورفاقاً لنا، وعلينا أن نعقد عقداً اجتماعياً معهم وليس ضدهم، وهذا الذي يعنيه ميثاق المراجعة الجديد.
إن العلاقة بين الأمتين العربية والصينية قديمة وجديدة، وصداقة قديمة قدم التاريخ، وطريق الحرير الشهير لم يكن طريقاً تطأه أقدام الجيوش ولا ممراً للقوات الغازية، بل كان طريقاً لتبادل الخير والمنفعة والتقانة، ويتطلب من جيلنا المعاصر بذل الجهود من أجل تعزيز وتطوير هذه الصداقة التاريخية في مرحلة سهّلت فيها التكنولوجيا وسائل الاتصال إلى درجة تفوق كل تصور.
وتعود العلاقات بين الإمارات والصين إلى عهود قديمة وأخذت بعدها في الثالث من كانون أول 1971م، أي بعد يوم على قيام دولة الإمارات إذ بعث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله برقية إلى - شو ان لاي- رئيس مجلس الدولة الصيني يبلغه فيها بقيام الدولة، ورد - شو ان لاي- ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، ومن ثم شهدت العلاقات بين دولة الإمارات والصين تطوراً ملحوظاً منذ بدايتها رسمياً مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في تشرين الثاني عام 1984م.
ويتم التنسيق بين بكين وأبوظبي على تعزيز التعاون في مجال الفضاء والتعاون النفطي الإماراتي، وتفعيل الاتفاقيات في المجالات المختلفة في الطاقة النووية ومجالات السكك الحديدية فائقة السرعة والبنية التحتية، والتمويل وزيادة القطاعات المصرفية وتبادل العملات وتكنولوجيا الفضاء، خاصة وأن للدولتين مستقبلاً واعداً للتعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
الصين تعتبر الحجر أو العقدة الصعبة أمام التوجه الأمريكي وهنا تكمن الإشكالية الكبيرة التي يواجهها الصينيون من متطلبات الإدارة الأمريكية، وبطبيعة الحال فقد أصبحت هذه المتطلبات ملحة وتتمحور في قضايا الشؤون الأمنية والاقتصادية، والصين قد أخذت بسياسة الانفتاح في الداخل، ومنذ ذلك الوقت تحاول الخروج من تلك الشرنقة وأسفرت سياستها عن فك جزئي لتلك العزلة التي كانت قد حاصرت القيادة الصينية بلادها لمدة طويلة.
وبمثل ما كان القرن العشرون أمريكياً هنالك من يعتقد بأن القرن الحادي والعشرين يكون صينياً ليس لأن الصين هي أكبر قوة اقتصادية صاعدة في العالم فحسب، بل ولأن سياستها الخارجية تقوم على التصدي للأحادية الأمريكية وعلى تأييد بروز تعددية قطبية تُصلح الاختلال في ميزان القوى الدولي، وسياسة الصين سوف تستمر رغم وصول جيل جديد من القادة الصينيين إلى المراكز العليا في الحزب والدولة، ذلك لا يعني إطلاقاً أن الصين الشعبية ستغير من سياستها الخارجية وهناك مصالح صينية محددة في مناطق القارة الآسيوية.
الطموح بين أبوظبي وبكين يتجه اليوم نحو إيلاء تلك العلاقات أهمية كبيرة وأن تقوى وتستمر، فالتعاون المشترك البناء يعزز طبيعة العلاقات ويرسي المبادئ المشتركة، ويشجع على إقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية التجارية والسياحية والصناعية والتكنولوجية، انطلاقاً من علاقات الصداقة القديمة الجديدة بين الإمارات والصين، وإنها قديمة قدم التاريخ وطريق الحرير الشهير لم يكن إلا طريقاً لتبادل المنفعة والثقافة، وممراً لنفحات الصداقة الدافئة المشبعة بعبق الورود والأقحوان، وفي عهد طريق الحرير كانت قوافل الجمال والخيول تجوب القارات وكان التفاعل حضارياً واقتصادياً وثقافياً، وعلينا ألا نتقاعس اليوم في عصر تكنولوجيا المعلومات ودنيا الأعمال والمواصلات والاتصالات عن تطوير المصالح والمنافع المتبادلة بين الدول العربية والصين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة