الإمارات والصين.. أجنحة تحلق نحو السلام العالمي
مسار طويل تتقاطع عنده رؤية البلدين لمفهوم التعاون الثنائي، بمرتكزات استراتيجية، تختزل تناغما في الرؤى والمواقف
علاقات ثنائية ترقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، تربط دولة الإمارات بجمهورية الصين الشعبية، وتنسج أواصر توطدت عبر الزمن لتغدو ذات أبعاد مستقبلية شاملة.
مسار طويل تتقاطع عنده رؤية البلدين لمفهوم التعاون الثنائي، بمرتكزات استراتيجية خلاقة، تختزل تناغما في الرؤى والمواقف المبنية على إرساء السلام والاستقرار العالمي، وتحقيق التنمية المستدامة.
العيد الوطني الصيني
بدأت العلاقات بين الإمارات والصين منذ تأسيس الدولة الخليجية في الثاني من ديسمبر/كانون أول 1971، حين أرسل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، برقية إلى شو ان لاي، رئيس مجلس الدولة الصيني.
- سفير الإمارات لدى الصين: علاقاتنا ببكين شراكة شاملة
- سفير الصين لدى الإمارات: علاقاتنا بأبوظبي الأفضل منذ 35 عاما
وعلى مدار عقود من الزمن، اتخذت العلاقات منحى تصاعديا اتسم بتعاون ثنائي قاد نحو توطيد الصداقة والمحبة بين الشعبين الإماراتي والصيني.
ويصادف، الخميس، مرور 71 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وقد حققت الصين في هذا الزمن القياسي إنجازات كبيرة سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
ومهنئا الشعب الصيني في عيده، كتب الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين، مقالة أشاد فيها بإنجازات بكين في السيطرة على وباء كورونا.
كما أشاد بالتعاون الثنائي في خضم المعركة المشتركة ضد الفيروس، إلى جانب تنمية الشراكة التجارية بين البلدين، مؤكدا على أهمية رؤية مجتمعة للمستقبل المشترك للبشرية.
تعاون
منذ أن زار القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الصين لأول مرة عام 1990، شهدت العلاقات الثنائية تطورا مطردا شمل مجالات مختلفة، وحقق الجانبان قفزات نوعية في مجالات التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي.
تناغم جعل الصين اليوم أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، كما تنامت العلاقات السياسية والثقافية لتبلغ مرحلة التكامل والتنسيق ومن ثمة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
ووقع البلدان اتفاقيات ومذكرات تفاهم إبان الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى أبوظبي في 21 يوليو/تموز 2018.
ولاحقا، وتحديدا في يوليو/ تموز 2019، زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الصين، بالتزامن مع مرور 35 عاما على تأسيس العلاقات الثنائية.
واختزلت الزيارة وسياقها أكثر من بعد رمزي، نظرا لما ترجمته من انسجام وتناغم في المواقف السياسية المبنية على إرساء دعائم السلام والاستقرار العالمي، وتحقيق التنمية المستدامة والانفتاح على الآخر.
السلام ونبذ النزاعات
ترتكز العلاقات الإماراتية الصينية على رؤية مشتركة تتفق على ضرورة إحلال السلام في الشرق الأوسط والعالم، وتستند إلى سياسة قائمة على حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، ونبذ العنف، ورفض جميع أشكال الإرهاب والتطرف، ونشر قيم التسامح.
وبما أن العلاقات السياسية تعتبر الوجه الآخر للدبلوماسية، سعى البلدان إلى توطيد وتطوير أسس التعاون بينهما في شتى المجالا، اعتمادا على رؤية واعدة من الجانبين للحاضر والمستقبل.
وعلى مدى عقود، عملت القيادة الإماراتية على الرفع من مستوى العلاقات بين البلدين، عبر اتفاقيات نجحت في تحقيق تقارب ملموس يتغذى من وعي حكومتي البلدين بأهمية الدفع نحو توطيد العلاقات، بما يحقق رؤيتهما للتنمية والرقي والازدهار.