الإمارات ومكافحة الأمراض والأوبئة.. مبادرات تضيء تاريخ الإنسانية
يحل، الثلاثاء، اليوم العالمي لمكافحة الملاريا، فيما تواصل الإمارات جهودها لمكافحة هذا المرض وغيره من الأمراض والأوبئة على صعيد دولي.
جهود رائدة ومبادرات ملهمة لمكافحة الأمراض والأوبئة ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها دولة الإمارات وقيادتها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، يسجلها تاريخ الإنساني بأحرف من نور للإمارات وقياداتها.
ويحيي العالم "اليوم الدولي لمكافحة مرض الملاريا" الذي يصادف 25 أبريل/ نيسان من كل عام، في وقت تحتفي فيه وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالإمارات بمرور 16 عاماً على نيل البلاد إشهار منظمة الصحة العالمية بتخلص الإمارات النهائي من مرض الملاريا عام 2007 مع استمرارية الدولة في تطوير استراتيجيات وقائية من الملاريا تضمن حماية صحة أفراد المجتمع بوصفها من أوائل الدول في إقليم شرق المتوسط التي أعلنت خلوها من هذا المرض.
أيضا يحل الاحتفال فيما تقف الإمارات في الخطوط الأمامية لمواجهة انتشار الملاريا على المستوى العالمي حيث تسهم مبادراتها الإنسانية ومساهماتها المالية في تسريع الخطوات نحو القضاء نهائيا على الوباء الذي بلغ عدد المصابين فيه عام 2021 نحو 247 مليونا وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.
أيضا يأتي هذا اليوم فيما تستعد الإمارات نهاية العام الجاري لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ COP28، لمواجهة التغيرات المناخية أكبر تهديد للصحة يواجه البشرية، وسط توقعات بأن يسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، نحو 250 ألف وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.
ويحل هذا اليوم، فيما يستذكر العالم بامتنان وتقدير الجهود الرائدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الهادفة للنهوض بقطاع الرعاية الصحية في الإمارات والعالم، وتعزيز المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر.
وتتواصل حاليا جهود الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، ضمن عملية "الفارس الشهم 2"، التي انطلقت بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
ولعبت الإمارات دوراً كبيراً في مساعدة ضحاياً زلزال سوريا وتركيا، عبر كم هائل من المساعدات الطبية والإنسانية.
أيضا يحل هذا اليوم، فيما تقف دولة الإمارات في مقدمة الدول الراعية والداعمة لحصول أطفال العالم على الرعاية والعناية الصحية اللازمة لسلامتهم ووقايتهم من الأوبئة والأمراض السارية.
تلك الجهود وغيرها تبرزها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
مكافحة الملاريا
تحيي الإمارات اليوم الدولي للملاريا، بالتزامن مع مرور 26 عاما على عدم تسجيل أي حالة مصابة فعليا من داخل الدولة منذ 1997، ومرور 16 عاما على نيلها إشهار منظمة الصحة العالمية بالتخلص النهائي من المرض في 2007.
وتحافظ الإمارات على خططها في تطوير استراتيجية التصدي ومنع وفادة الملاريا مع وجود برنامج ذي كفاءة عالية للترصد الوبائي مستندة إلى القانون الاتحادي رقم 14 لسنة 2014 في شأن مكافحة الأمراض السارية وفق اللوائح الصحية الدولية لاكتشاف الحالات الوافدة ومعالجتها، وكذلك تقصي الحشرات ومكافحتها، والتعاون مع الدول المجاورة في هذا المجال.
على الصعيد الدولي، تعد الإمارات أحد أبرز الداعمين للجهود الرامية للحد من حالات حدوث الملاريا حول العالم بنسبة 90% على الأقل بحلول عام 2030، وذلك وفقاً لمخرجات الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا التي أعدتها منظمة الصحة العالمية.
وكرست الإمارات خبراتها وعطاءها للحد من انتشار مرض الملاريا ومساعدة العديد من البلدان على التصدي له، فيما تشيد المنظمات الصحية الدولية بالدعم الإماراتي في محاربة الملاريا.
وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، شهدت العاصمة أبوظبي يناير/ كانون الثاني الماضي إعلان مبادرة “بلوغ الميل الأخير” ومنظمة “ملاريا نو مور” و”جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي” توسيع مبادرتهم المعنية بالمناخ والصحة العالمية “التنبؤ بمستقبل صحي”، من خلال دعمها بمنحة جديدة لمدة ثلاث سنوات بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي.
وتمثل مبادرة "التنبؤ بمستقبل صحي" اتحادا يضم منظمات صحية وتقنية رائدة تعمل على الحد من تأثير تغير المناخ على المساعي الرامية للقضاء على المرض.
وخلال شهر يناير/ كانون الثاني 2022 أطلقت مبادرة "التنبؤ بمستقبل صحي" المعهد الجديد للملاريا والحلول المناخية (IMACS)، وهو معهد عالمي يعنى بمكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.
ووفقا لتقرير الملاريا العالمي لعام 2021 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، بلغت حالات الوفاة بالملاريا أكثر من 619 ألف حالة، وكانت كل ثلاث من أربع حالات وفاة هي لأطفال لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات.
مكافحة تغير المناخ
يأتي هذا فيما تستعد دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ COP28 نهاية العام الجاري، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي لمواجهة تغير المناخ أكبر تهديد للصحة يواجه البشرية.
ويؤثر تغير المناخ على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة مثل الهواء النقي، ومياه الشرب المأمونة، والغذاء الكافي والمأوى الآمن.
ويتوقع أن يسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، نحو 250 ألف وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
ويؤثر تغير المناخ بالفعل على الصحة بطرق عديدة، منها التسبب في الوفاة والمرض نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة التي تزداد تواترا، مثل موجات الحر والعواصف والفيضانات وتعطل النظم الغذائية، وزيادة الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالأغذية والمياه والنواقل، ومشاكل الصحة النفسية.
وخلصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن تفادي الآثار الكارثية على الصحة ودرء حدوث ملايين الوفيات المرتبطة بتغير المناخ يقتضيان من العالم أن يحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، وهو ما ستسعى الإمارات إلى اتخاذ خطوات جدية لتحقيقه خلال استضافتها مؤتمر "COP28".
مساعدة ضحايا الكوارث
وجنبا إلى جنب مع جهودها في هذا الصدد، تواصل الإمارات تقديم مساعدات إنسانية وصحية، لمساعدة المتأثرين من تداعيات البرد وسوء الأحوال المناخية في العديد من الدول والكوارث الطبيعية.
ضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، أرسلت دولة الإمارات 31 مارس/ آذار الماضي طائرة تحمل على متنها 38 طناً من الإمدادات الطبية والغذائية العاجلة إلى أفغانستان، لتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية المتأثرة من الزلازل التي ضربت شمال شرقي أفغانستان مؤخراً، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وتدمير في البنية التحتية الأساسية.
يأتي هذا فيما تتواصل جهود الإمارات الإنسانية والإغاثية والطبية لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، ضمن عملية "الفارس الشهم 2"، التي انطلقت بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
وتم خلال تلك العملية الإنسانية تسيير 248 طائرة و3 سفن شحن محملين بالمواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية بوزن بلغ 12300 طن.
وضمن عملية الفارس الشهم2 وبالتزامن مع يوم الطفل التركي 23 إبريل، قام المستشفى الميداني الاماراتي في منطقة اصلاحية بتركيا بالاحتفال مع الأطفال المراجعين للمستشفى كون الأطفال هم شباب الغد والركيزة الأساسية لتقدم الدول.
محمد بن زايد.. مبادرات ملهمة
أيضا يحل هذا اليوم، فيما يستذكر العالم بامتنان وتقدير الجهود الرائدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الهادفة للنهوض بقطاع الرعاية الصحية في الإمارات والعالم، وتعزيز المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر.
وتقف دولة الإمارات في مقدمة الدول الراعية والداعمة للمبادرات التي تضمن حصول أطفال العالم على الرعاية والعناية الصحية اللازمة لسلامتهم ووقايتهم من الأوبئة والأمراض السارية.
وفي هذا الإطار تبرز "حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان التي قدمت خلال الفترة من عام 2014 وحتى نهاية عام 2022 نحو 667 مليوناً و478 ألفاً و974 جرعة تطعيم في شتى مناطق باكستان.
أيضا لا ينسى العالم، مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرائدة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
وقد أُطلق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في عام 2019 بمبادرة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، واعتمدته منظمة الصحة العالمية رسميًا عام 2020 بفضل جهود دولة الإمارات والشركاء الملتزمين.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي احتفى العالم باليوم الدولي الرابع للأمراض المدارية المهملة، المناسبة السنوية الهادفة إلى حشد دعم المجتمع الدولي للقضاء على تلك الأمراض التي تؤثر على حوالي 1.7 مليار شخص حول العالم.
وفي فبراير/ شباط الماضي، أطلقت مبادرة "بلوغ الميل الأخير" ومنظمة “سبيك أب أفريكا ” مبادرة جديدة تهدف إلى حشد طاقات الشباب وتوجيهها لدعم الجهود المبذولة نحو القضاء على الأمراض المدارية المهملة في أفريقيا.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أحد أكبر المساهمين للمبادرات المعنية بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة، التي تشكل أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، وتخليص الدول النامية والفقيرة من تلك الأمراض مثل: شلل الأطفال والملاريا، ومرض دودة غينيا، والعمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفاوي، بالتعاون والمشاركة مع الجهات الدولية المعنية.
وأطلق من أبوظبي في عام 2017، صندوق بلوغ الميل الأخير ، وهي مبادرة مدتها 10 سنوات، بقيمة 100 مليون دولار، بهدف التمهيد لإنهاء مرضين مداريين مهملين ومدمرين، وهما: العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي، كما وفر الصندوق خلال عام 2018، أكثر من 13.5 مليون علاج للمرضين، ودرب حوالي 76 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية، للمساعدة في توسيع نطاق العلاج ومناطقه.
كما أسس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، معهد "ريتش" في أبوظبي، من خلال شراكة بينه وبين مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتنصب جهود المعهد في استئصال خمسة أمراض، حيث تتمحور مهام المعهد حول مجالات رئيسة، وهي: تعزيز الدعم المقدم لقضايا استئصال الأمراض المعدية على مستوى العالم، والنهوض باستراتيجيات القضاء على الأمراض، وتقديم الدعم من خلال وضع وتنفيذ استراتيجيات وخطط للقضاء على الأمراض في البلدان المتضررة، وابتكار أنظمة وأدوات لتنفيذ خطط مكافحة الأمراض، والاضطلاع بدور فكري ريادي في تطوير، وتحسين الأدوات والأنظمة المتاحة للقضاء على الأمراض.
مكافحة كورونا
أيضا يأتي الاحتفاء بـ"اليوم العالمي لمكافحة الملاريا"، متزامناً مع كتابة الفصل الأخير من تداعيات جائحة كورونا وعبور العالم إلى بر الأمان، بحهود إماراتية بارزة على الصعيد الدولي.
حظيت الجهود الإماراتية لدعم التحركات العالمية لمواجهة جائحة كورونا بعرفان وشكر عربي وأممي للدولة ولقيادتها.
ومنذ بداية الجائحة أوائل عام 2020، كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات التي تستهدف تخفيف حدة تداعيات الأزمة على مستوى العالم، مشكلة 80 في المائة من إجمالي حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة.
وتمكنت الإمارات من السيطرة على هذه الجائحة محلياً بمنتهى المهنية، وبذلت جهوداً جبارة لمساعدة مختلف دول العالم على تجاوز الأزمة.
وتولت الإمارات عملية إجلاء رعايا العديد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي فيروس "كوفيد-19"، ونقلهم إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي.
وأنشأت سلسلة مستشفيات ميدانية ومراكز صحية حول العالم لعلاج مرضى كورونا، تحمل اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تقديرا لمبادرات قائد استثنائي اتفق على حبه الجميع.
دعم فلسطين صحيا
أيضا تواصل الإمارات مبادراتها الرائدة والمتواصلة لتعزيز الخدمات الطبية للشعب الفلسطيني.وضمن أحدث الجهود في هذا الصدد، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم القطاع الطبي في القدس الشرقية، وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اتفاقية تعاون بقيمة 25 مليون دولار أمريكي لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبالتنسيق مع مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط.
مبادرات محمد بن راشد
أيضا تولي مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لمحور الرعاية الصحية ومكافحة المرض اهتماماً كبيراً باعتباره أحد مرتكزات عملها، من خلال إطلاق مبادرات وحملات علاجية ووقائية وبرامج متنوعة يتم تنفيذها في المجتمعات الأقل حظاً لدعم القطاع الصحي فيها، والتصدي لأبرز المشكلات الصحية الأساسية التي تهدد جودة حياة الأفراد وتعوق مسيرة التنمية في العديد من دول العالم.
ويزخر محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض، بالإضافة إلى المحاور الأربعة الأخرى الرئيسية وهي المساعدات الإنسانية والإغاثية، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، بالكثير من القصص الإنسانية المؤثرة والملهمة ، وهو ما أعاد الأمل بغد أفضل لنحو 9.4 مليون شخص في العام 2022، بإنفاق بلغ 42.5 مليون درهم.
واستطاعت مؤسسة نور دبي، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية مساعدة 33 مليون شخص حول العالم، من خلال البرامج العلاجية والوقائية والتوعوية المختصة بمكافحة العمى.
ومنذ إطلاق نور دبي كمبادرة من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في 2008، ساهمت بعلاج المحتاجين في 22 دولة حول العالم دعما للإنسانية وازدهار الشعوب.