ها هي شتلة خير جديدة تزرعها الإمارات على أرض الصومال بإرسالها لطائرة مساعدات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ليس بالسلاح ولا بتعميق الخلافات وتأجيج الصفوف تحل الإمارات مواقفها الدولية في أي شأن كان، وبالأخص على الصعيد السياسي، بل هي سياسة الحكمة والصبر والتأني في ظل الظروف العامة وسياسة الإنسانية والرحمة والتعاضد في وقت الأزمات والشدائد.
هكذا درس تقدمه القيادة الرشيدة لدولتنا في ظل أزمة كورونا إلى كل قيادات ودول العالم المتحضر منه والنامي، لتؤكد أن لا شيء يعلو فوق قيم الخير، ولا شيء يبقى سوى الإنسان، ولا يهم من هو وما هو لونه أو جنسه أو عرقه.. ولا تهم الصراعات والتحالفات التي تخوضها قيادة بلده نحو الإمارات، بل الأهم اليوم هي أرواح الشعوب التي اعتبرتها دولتنا جزءاً لا يتجزأ منها: لأنها دوماً تؤمن بأننا ضلع في جسد العالم الذي إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
اتصالات يومية مع قادة دول العالم يجريها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليطمئن على أحوال الأشقاء والأصدقاء.. يشد على أيديهم ويقول: "لا تشلون هم".. ليس قولاً، بل أفعال تسير على أجنحة الطائرات التي تحمل أطناناً من المواد العاجلة، عابرة الأجواء لتصل الشرق والغرب.. الشمال والجنوب، حاملة رسالة خير وسلام مغروسة في جذور وطن الإنسانية برؤى عميقة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه.
ها هي شتلة خير جديدة تزرعها الإمارات على أرض الصومال بإرسالها لطائرة مساعدات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تحمل 27 طنا من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية لمساعدة نحو 27 ألفا من العاملين في القطاع الطبي
وها هي شتلة خير جديدة تزرعها الإمارات على أرض الصومال بإرسالها لطائرة مساعدات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تحمل 27 طنا من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية، لمساعدة نحو 27 ألفا من العاملين في القطاع الطبي بالصومال في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
ومنذ عام 2010 حتى الشهر الماضي بلغ إجمالي المساعدات الإماراتية للصومال 1.2 مليار درهم، استفاد منها أكثر من 1.2 مليون صومالي خاصة من فئة النساء والأطفال الأكثر احتياجاً، تمت على شكل منح لا ترد بنسبة 100%.. على ماذا تدل هذه الأرقام المحفورة في تلك القارة السمراء الجميلة وعمق القرن الأفريقي؟!
ولعلنا نرجع قليلاً إلى الوراء حينما كانت الإمارات حاضرة بحكمتها عبر أسلوب الحوار المقنع ودبلوماسيتها الفعالة لحل الأزمة الإثيوبية الإريترية على أعتاب الزيارة التي قام بها صاحب السمو ولي عهد أبوظبي إلى إثيوبيا لتهنئة رئيس الوزراء آبي أحمد بمنصبه الجديد.
وحينها لم تكن زيارة خاطفة بقدر ما كان لها أثرها النوعي في تحويل مجرى العلاقات بين الدولتين المتصارعتين عبر وساطة ذكية ومقنعة، وما شمل ذلك من تطور في الشق الاقتصادي الإنمائي الاستراتيجي وتحسين الاقتصاد الإثيوبي بدعم إماراتي وإعادة دفع العلاقات الإثيوبية الإريترية نحو التكامل الاقتصادي عبر تشغيل الموانئ البحرية المنفتحة على بعضها في البلدين.
وهنا كانت عمق الرؤية في أن المصالحة ستعود بأثرها على دول القرن الأفريقي كافة، وستسهم بشكل مباشر أيضاً في تحقيق الاستقرار والاكتفاء لشعوب تلك المنطقة.. إذاً تدور العلاقات وتنتهي عند نقطة "الإنسان".. وكفى!
فالصراعات لا تعني إلا مزيدا من الخسائر المادية والبشرية، وهو ما تشجبه دوما دولة الإمارات وتؤكده في مواقفها الدولية وتدلل عليه نجدتها الفورية لكل نداء إغاثة إنسانية فندها أول المستجيبين.. دون تفاخر ومصالح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة