لا تعبير أجمل وأبلغ وأكثر عمقاً وتأثيراً من تلك الكلمات التي عبر عنها قائد مسيرتنا، وربان مركبنا ومنارة فكرنا وحصن وطننا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة..
عندما أكد بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية بقوله: "ونحن نحتفي بمرور 10 سنوات على انطلاق برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية، نواصل الدرب لتبقى الإمارات متقدمة وملهمة على الدوام بأبنائها وبناتها الذين يملؤهم حب الوطن والانتماء إليه والاستعداد للدفاع عنه وحماية مكتسباته".
هذه المدونة تغلغلت عميقاً في قلوب كل فرد من شعب الإمارات ورفعت سقف الرجولة والتحدي والشجاعة والبسالة في ضمير كل جندي في قواتنا المسلحة وقواتنا الاحتياطية الباسلة ولينبثق عنها نور جديد ملأ سماءات الوطن بالعزة والفخر والاعتزاز بإنجازات الوطن ومواقف الإمارات الرجولة الشجاعة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الثقة المطلقة بقدرات جيشنا الباسل ومنحنا البوصلة التي توجه طاقات شبابنا وشعبنا، وأفرغ في قلوبنا العزيمة لنمضي قدماً على طريق تمكين أركان وطننا، بانتمائنا لهذا الوطن الذي يستحق الانتماء والفخر ويعزز ولاءنا لقيادتنا التي أثبتت كل التحديات أنها قيادة ترى المستقبل كأنه حاضر وترى الحلم والطموح وكأنه محقق وماثل على أرض الواقع.
كلمات من قائد أعزه الله بالوقار وأيده بالشهامة وآزره بالرجولة والثبات على الحق مهما كانت التحديات والأخطار، قائد استلهم روح زايد في كل خطوة وكرس نهج المؤسسين بكل صدق وولاء، حتى أصبحت الإمارات سيف حق ومنبراً للتسامح ويداً تطفئ كل صراعات العالم، وتمسح جراحات المظلومين بجيش آمن برسالته، وسار على نهج قيادته إعلاء للحق وتثبيتاً لقيم السلام والمحبة والعطاء والتضحيات.
لقد أراد القائد المظفر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن يؤكد حقيقة ماثلة لشبات الوطن وبناته أنهم قادرون على حمل الراية ومواصلة ترسيخ دعائم وطن العزة والفخر، وتعزيز موقع هذا الوطن كدولة رائدة وملهمة للشعوب من خلال إنجازاتها ومواقفها وإصرارها على تحقيق المستحيلات، ليس في محاور الاقتصاد والسياسة والتنمية الاجتماعية فحسب، بل يريد قائدنا لهذا الوطن أن يكون مرجعية للسلام والتسامح ومنهلاً للإنسانية.
إن الثقة غير المحدودة التي وضعها قائد مسيرتنا في قواتنا المسلحة وإيمانه الأكيد أنها قادرة على الدفاع عن مكتسبات الوطن، وإنجازاته، وأمنه، وسلامة أراضيه ومائه وسمائه إنما هي تكليف وتشريف ليس قبله ولا بعده تشريف، كيف لا وقد أتى من نبع الرجولة والشجاعة والمواقف التي لا تهتز مهما تعاظمت الخطوب، وإنه لشرف عظيم لكل منتسب ومنتسبة لقواتنا المسلحة وقواتنا الاحتياطية ولكل فرد من شعب الإمارات ليصبح مشروع بطل يذود عن حمى الوطن ويرتفع ويسمو جداراً وحصناً يعزز الأمان ويرفع منسوب الطمأنينة وجيشنا حري بهذا، وشبابنا جديرون بالرجولة بل هم أسيادها.
"وقفة ولاء" هذه التظاهرة الوطنية والمبادرة الرائدة مناسبة لتجديد عهود الوفاء للوطن والولاء والإخلاص لقيادتنا والقسم لأن نبقى دائماً تحت راية الاتحاد راية العزة والشرف وتعاهد وتعاضد من أجل أن نبقى كالبنيان المرصوص في الملمات والتحديات، ووطناً عصياً على الطامعين الحاقدين المتربصين بأمننا واستقرارنا والذين لا تعجبهم ريادتنا، وتحزنهم إنجازاتنا.
إن تزامن (وقفة ولاء) مع احتفالات الإمارات بعيد الاتحاد الثالث والخمسين تركت دلالات صريحة وعميقة أن الاحتفاء بإنجازات ثلاثة وخمسين عاماً من عمر الاتحاد، يحميها ويصونها جيش وشباب وطني قادرون على قطع يد كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن ومسيرته السائرة بكل ثبات نحو أفق المستقبل بكل اقتدار وثقة، وأن لهذا الوطن العزيز ولهذه الراية الشامخة الخفاقة جيشاً باسلاً يشكل جبلاً من صمود ورجولة وإقدام قادراً على مواجهة كافة التحديات بكل ثبات وإيمان، وبهذه القيم فإن وطن المحبة والسلام سيبقى مصاناً عزيزاً آمناً مطمئناً ماضياً إلى أمجاد جديدة وعطاءات لا تنتهي لخير شعب الإمارات، ولسلام العالم وشعوبه ولتعزيز قيم السلام والاستقرار في كل مكان.
إن مرور عشر سنوات على صدور قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية وبالنظر إلى الإقبال والتسابق الذي يبديه شباب الوطن لنيل شرف الانتساب للقوات المسلحة والخدمة الوطنية إنا هو أرقى وأصدق معاني التعبير عن الوطنية الحقيقية وعن الهوية الوطنية وعن الولاء الصادق لقيادتنا ولرايتنا، وشبابنا أثبتوا قدراتهم وتصميمهم وبسالتهم وأنهم جديرون بحمل هذه الراية والذود عنها، وحماية عزتها وكرامتها والتزامهم بإبداء أعمق معاني التضحية والعطاء التي نهلوها من آبائهم المؤسسين ومن مواقف قائدهم الباسل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في صورة تؤكد أن هؤلاء الشباب إنما هم امتداد حقيقي للجيل الأول الذي رسخ قيم الاتحاد وأعلى صروح الوطن، وأنهم يتمثلون نهج قيادتنا الحكيمة في الدفاع عن الوطن ورايته الموحدة، بل وتجاوز الدور الدفاعي إلى المشاركة في بناء الوطن وتطوره وتنميته والمساهمة في تعزيز قدراتنا الدفاعية من أجل رفعة الوطن واستقراره وأمنه وأمانه.
إن اختيار منطقة السميح مقراً لإقامة (وقفة ولاء)، إنما هي تعبير جميل عن التقدير لهذا المكان الذي شهد انطلاق وميلاد دولة الاتحاد والبداية الكبرى التي مهدت السبل أمام قيام دولة الاتحاد، وكان ذلك في 18 فبراير/شباط من عام 1968، عندما اجتمع المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وأعلنا قيام الاتحاد الذي ضم أبوظبي ودبي آنذاك كبداية لقيام اتحاد العزة والكرامة الذي جمع الإمارات السبع، لتبزغ شمس دولة الإمارات العربية المتحدة المنيرة البهية بهيبتها ووقارها وعنفوانها ولتصبح سقفاً آمنا لكل إماراتي، ولتتابع طريقها نحو الأمجاد والإنجازات وتحقيق المستحيلات وقد حققتها وتجاوزتها إلى الفضاء، بفضل حكمة قيادتها والتفاف شعبها وتضامنهم وتكاتفهم وإيمانهم بقيم الوحدة وولائهم لرايتهم الشامخة.
الإمارات العربية المتحدة بنهج قيادتها الحكيم وولاء شعبها الرصين وعزيمة شبابها وبناتها وجيشها الباسل الشجاع القادر بهمة طاقاتها وأبنائها ، ماضية بكل ثبات وثقة من مجد إلى أمجاد ومن قمة إلى قمم أعلى وأسمى وطن يستحق الوفاء، وقيادة تستحق بكل جدارة أصدق معاني الولاء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة