منذ تأسيسها عام 1971، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تُثبت للعالم أن الطموح والعمل الجاد يمكن أن يصنع المعجزات؛ ففي غضون عقود قليلة، تحولت إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً وأكثر المجتمعات تطوراً بالعالم.
ولم يكن هذا التقدم ليحدث دون القيادة الحكيمة التي تبنت رؤية واضحة منذ البداية؛ فقد قاد الآباء المؤسسون، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مشروع بناء دولة حديثة تستثمر في الإنسان والمكان، واليوم، تواصل القيادة الرشيدة هذه المسيرة برؤية تمتد إلى عام 2071، حيث تسعى دولة الإمارات إلى أن تكون من أفضل دول العالم في مختلف المجالات.
أدركت دولة الإمارات، التي تحتفل بذكرى اتحادها الذي قام قبل 53 عاماً، مبكراً أهمية تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، فركزت على تطوير قطاعات مثل التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والسياحة، والفضاء، كما استطاعت أن تدخل مجال استكشاف الفضاء بقوة عبر مشروع "مسبار الأمل"، الذي يعتبر أول مهمة عربية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وبالطبع، لا يمكن الحديث عن تقدم دولة الإمارات دون الإشارة إلى بنيتها التحتية الفريدة؛ فمدن مثل دبي وأبوظبي أصبحت أيقونات عالمية بتصاميمها المبتكرة وناطحات السحاب التي تلامس السحاب، فضلاً عن الموانئ والمطارات التي تعتبر من بين الأكثر كفاءة في العالم.
وفي قلب هذا التطور، يبقى المجتمع الإماراتي نموذجاً للتعايش؛ ذلك أنه بتبنيها سياسة التسامح والانفتاح، استطاعت دولة الإمارات أن تجمع على أرضها أكثر من 200 جنسية تعيش بسلام ووئام، ما يجعلها نموذجاً حياً للعولمة الإيجابية.
كما أن إحدى أبرز ملامح دولة الإمارات الحديثة هي استثماراتها الضخمة في التعليم والذكاء الاصطناعي؛ إذ تسعى الدولة إلى بناء جيل جديد من العلماء والمبتكرين القادرين على قيادة العالم نحو المستقبل، وتوفير بيئة تكنولوجية متقدمة تجعل الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار.
إنجازات الإمارات ليست مجرد أرقام، بل قصص نجاح تلهم المنطقة والعالم، فمن خلال سياساتها المتوازنة على المستويين الداخلي والخارجي، تمكنت من أن تصبح جسراً بين الثقافات، ومركزاً للسلام، ونموذجاً يُحتذى به في التنمية المستدامة لتمثل قصة نجاح تلهم الجميع عبر تطورها المتسارع وابتكاراتها المستمرة التي تجعلها رمزاً للدولة الحديثة المتقدمة التي تسابق الزمن لتحقيق الأحلام، وتسعى دائماً لتكون في الطليعة، ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم بأسره.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة