الإمارات.. عقود من العمل لاستدامة المناخ
لم يكن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بتغير المناخ واستدامة الكوكب والاقتصادين الأخضر والأزرق، وليد سنوات قليلة مضت.
لكن هذا الاهتمام بدأ مبكرا عبر اتخاذ سياسات وإقرار إجراءات منذ نهاية القرن الماضي.
منذ بدء الأمم المتحدة في تنظيم فعاليات "COP"، كانت الإمارات دولة سبّاقة في المشاركة وترك قيمة مضافة في أعمال مؤتمرات المناخ، منذ دورتها الأولى حتى دورتها الحالية "COP 26" المقامة في مدينة غلاسكو الاسكتلندية.
- كول تو إرث.. نداء عبر "إكسبو 2020 دبي" لنصرة البيئة
- لحماية المجتمع والبيئة.. بنية تحتية قوية للرقابة النووية بالإمارات
وتقدمت الإمارات بطلب رسمي كذلك لاستضافة نسخة "COP 28" بعد الدورة المقبلة المقرر إقامتها في مدينة شرم الشيخ المصرية، وهو طلب ترى فيه الإمارات تعزيزا لدورها القيادي في محاربة التغير المناخي وتعزيز الاستدامة.
وتعتبر الاستدامة، إحدى الأولويات الرئيسة للحكومة الإماراتية والوزارات المختلفة، وصولا إلى مجتمع مثالي يشكل نموذجا فريدا للمجتمعات حول العالم، وبيئة جاذبة للعمل والحياة، ضمن توليفة من أنامل الحياة غير المصدرة للانبعاثات.
أهداف التنمية المستدامة
انسجاماً مع رؤية الإمارات 2050، تعمل وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع الهيئات الاتحادية والمحلية المختصة، على تحقيق الأهداف 12 و13 و14 و15 من أهداف التنمية المستدامة.
هذه الأهداف يجري تطبيقها بالتزامن مع أكثر من عقد، من خلال تنفيذ عدد من المشاريع التي تهدف إلى الحفاظ على النظم البيئية والموارد الطبيعية وضمان استدامتها.
الهدف 12: الاستهلاك والإنتاج بشكل مسؤول
وأقرت الإمارات منذ قرابة عقدين مجموعة من الأهداف والمشاريع والسياسات، التي تلبي تطلعاتها إزاء تغير المناخ، والتي أقرتها لاحقا الأمم المتحدة في مؤتمر باريس للمناخ.
من هذه الإجراءات، السياسة الوطنية للمجتمعات السكنية الحيوية، والسياسة الوطنية لخفض انبعاثات قطاع النقل، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، الهادفة لاستخدام 50% من الطاقة الكهربائية عبر مصادر متجددة.
الهدف 13: العمل المناخي
وضمن العمل المناخي لدولة الإمارات، أقرت الخطة الوطنية للتغير المناخي 2017 - 2050، الهادفة إلى خفض انبعاثات الكربون، وبناء الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق المرتبط بسواحل الدولة.
كما أقرت الإمارات استراتيجيتها للطاقة لعام 2050، الهادفة إلى تنويع مصادر التزود بالطاقة، وأصبح لديها اليوم 5 مصادر جديدة ومتجددة بعيدة عن الوقود الأحفوري.
كذلك أقرت البرنامج الوطني للتكيف مع تغير المناخ، ومبادرة ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ (كليكس).
الهدف 14: الحياة تحت الماء
وأقرت الإمارات خلال العقد الماضي، خارطة الدولة الذكية لرأس المال الطبيعي، وخطة العمل الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على أسماك القرش وإدارتها 2018 - 2021.
كما أقرت خطة العمل الوطنية للمحافظة على السلاحف البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة 2018 - 2021، والإطار الوطني لاستدامة الثروة السمكية 2019 - 2030.
الهدف 15: الحياة في البر
وأقرت كذلك، خارطة الإمارات الذكية لرأس المال الطبيعي، ومشروع خارطة الموائل في الإمارات، وبرنامج تصاريح سايتس الإلكترونية (2017)، ومشروع تحديد المواقع الهامة للطيور (IBA).
الهدف 2: القضاء التام على الجوع
وضمن أهداف أخرى تتولى الإمارات تنفيذها، السياسة الزراعية والتحول نحو أنماط زراعية حديثة (الزراعة المائية والعضوية والعمودية والمحمية).
كما تنفذ حاليا تحويل القطاع الزراعي وقطاع الثروة الحيوانية على أساس تجاري، (توفير مدخلات الإنتاج، الإرشاد، مكافحة الآفات)، والسلامة الغذائية (قانون سلامة الأغذية)، واعتماد الاستزراع السمكي.