الصناعات الدفاعية الإماراتية.. رحلة رائدة نحو العالمية
نجحت دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها العالمية بمجال الصناعات الدفاعية على مدار نحو نصف قرن، وأصبحت تحتل مكانة عالمية رائدة.
الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات حاضرة بقوة في منتدى "اصنع في الإمارات" الذي انطلق اليوم في أبوظبي على مدار يومين.
وانطلقت الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات من خلال التعاون المشترك بين مجموعة من الدول العربية، برأس مال قدره 1.25 مليار دولار لتمويل الإنتاج المشترك، عام 1975، وكانت مشاركة دولة الإمارات في تأسيس الهيئة العربية للتصنيع الحربي في هذه المرحلة تنطلق من قناعة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأهمية دعم أي اتفاقيات تعزز التضامن العربي في مواجهة التحديات والمخاطر.
ومنذ ذلك العام، حرصت دولة الإمارات على تعزيز وجودها في مختلف الشراكات والاتفاقيات المتعلقة بالصناعات الدفاعية في المنطقة، وصولاً لعام 2007 الذي شهد تصنيع أول سلاح ناري وطني كُتب عليه "صُنع في الإمارات" باسم مسدس "كراكال"، كما شهد العام نفسه تنفيذ العديد من المبادرات منها مبادرة "توازن" للصناعات الدقيقة ومركز "توازن" للتدريب، بالإضافة إلى الاستحواذ على "أدكوم" (كراكال للذخائر الخفيفة)، وشهد العام ذاته إنشاء "توازن القابضة" لبناء القدرات التصنيعية لدولة الإمارات في مجال الدفاع.
وفي يونيو/حزيران 2012، تم تغيير اسم برنامج "الأوفست"، إلى "مجلس التوازن الاقتصادي" بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية العشرين على تأسيسه.
الصناعات الدفاعية الإماراتية والتنافسية العالمية
حجزت دولة الإمارات على مدار الأعوام الماضية موقعها المتقدم في تنظيم كبرى المعارض الدفاعية والمشاركة بها، لما تحظى المنتجات الوطنية في المجال العسكري من جودة عالية وإشادة وثقة من الشركات العالمية، والتي تشمل الأنظمة غير المأهولة في المجال البري والبحري والجوي مثل الطائرات من دون طيار والسفن.
وتميزت دولة الإمارات في صناعة الأسلحة من بنادق ومسدسات ورشاشات وصواريخ وآليات ومركبات متعددة المهام، بصناعة محلية 100%.
ويعمل "مجلس التوازن الاقتصادي" على جذب الشركات الدولية الكبرى للاستثمار في الصناعات الدفاعية الوطنية، بما يسهم في نقل تكنولوجيا الدفاع وتوطينها في دولة الإمارات.
كما يقوم "مجلس الإمارات للشركات الدفاعية" بدور حلقة الوصل بين المؤسسات الحكومية والشركات الأجنبية ومؤسسات القطاع الخاص، لإبراز مكانة الصناعات الدفاعية الإماراتية وبناء سمعتها لها في الأسواق العالمية.
ويضم "مجلس الشركات الدفاعية" حالياً 46 شركة، منها 60% شركات خاصة و40% شركات حكومية، بالإضافة لممثلين من "مجلس التوازن الاقتصادي" وشركات الدفاع الوطنية.
أهم الصناعات الدفاعية في الإمارات
تتنوع الصناعات الدفاعية في الدولة في العديد من القطاعات الرئيسية من أهمها: صناعة الأسلحة والذخيرة، الصواريخ، الطائرات، الأنظمة الذاتية، الآليات البرية، السفن والأنظمة البحرية.
وعن أبرز المعارض في مجال الصناعات الدفاعية التي تنظمها دولة الإمارات، هناك معرض الدفاع الدولي آيدكس ونافدكس ومعرض "يومكس 2022"، وهي معارض تحظى جميع الدول العربية والأوروبية للمشاركة بها، والوقوف على أحدث التكنولوجيا المستخدمة في مجال الصناعات الدفاعية.
"إيدج" عملاق إماراتي أبهر العالم
أطلقت حكومة أبوظبي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 مجموعة التكنولوجيا المتقدمة "إيدج"، لتصبح عملاقا جديدا يرسخ مكانة الإمارات إقليميا في مجال توطين التكنولوجيا في الصناعات الدفاعية.
وتعد مجموعة "إيدج" المملوكة لحكومة أبوظبي بنسبة 100%، إحدى أهم الشركات التي تعمل على تعزيز القوة الدفاعية في الدولة عبر تصنيع وتصدير التقنيات الدفاعية في عدة قطاعات للدول التي تطلب مساعدتها في مسالة الأمن والدفاع.
وتضم "إيدج" المتخصصة في المجال الأمني والعسكري تضم تحت مظلتها 25 شركة إماراتية في خمسة قطاعات: المنصات والأنظمة، والصواريخ والأسلحة، والدفاع السيبراني، والحرب الإلكترونية والاستخبارات ودعم المهام.
وتمّ تأسيس مجموعة "إيدج" قبل نحو ثلاث سنوات عبر دمج 25 شركة إماراتية متخصّصة في تصنيع الأسلحة، لكن مبيعاتها وصلت سريعا إلى نحو 4,8 مليار دولار في عام 2020.
واحتلّت المجموعة المرتبة 23 بين أكبر 100 شركة منتجة للأسلحة والخدمات العسكرية في جميع أنحاء العالم في ذلك العام، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وتضاعفت عقود المجموعة مؤخرًا، وغالبيتها تقريبًا مع حكومة الإمارات.
وشملت أكثر الصفقات المربحة صيانة الطائرات العسكرية، بقيمة تقارب 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى توفير ذخائر موجّهة عن بعد بقيمة 880 مليون دولار.
وكشفت المجموعة في فبراير/شباط الماضي عن محطة أسلحة جديدة يتم التحكم فيها عن بعد. ويتميّز النظام المثبّت على المركبة بحمولة بصرية ذات سبع عدسات وحامل أسلحة مزود ببندقية هجومية. كما يتمتع بقدرة دوران 360 درجة، ووزن خفيف يبلغ نحو 30 كيلوجرامًا.
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA= جزيرة ام اند امز