رئيس "الأوقاف" الإماراتية: الجماعات المنحرفة شوهت فقه بناء الدول
رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات يطالب بإعداد دراسات لإنتاج الفقه الإسلامي الحضاري وتصحيح التشوهات التي أُلحقت به
قال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن مصر قدوة للدولة المدنية الحديثة ورائدة في محيطها العربي والإسلامي، وتلقى كل الدعم من شقيقتها الإمارات لما لها من مكانة تاريخية وحضارية.
وأوصى الكعبي، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية من فعاليات مؤتمر الأوقاف الدولي الـ30 -الذي تعقده وزارة الأوقاف المصرية يومي 15 و16 سبتمبر/أيلول الجاري- بضرورة الخروج من المؤتمر بتوصيات؛ من بينها إعداد دراسات لإعادة إنتاج فقه إسلامي حضاري وتصحيح ما فيه، وأن تؤخذ بعين الاعتبار مواجهة التحديات الكبرى للبشرية.
وأوضح أن فقه بناء الدول تعرض لتشويه من قبل جماعات منحرفة صنعت التشدد والتطرّف باسم الدين، ومارست أبشع الجرائم الإرهابية وتبنت تفسيرات مغلوطة للقرآن والسنة، فقسمت العالم لدار إسلام وكفر، وأطلقت شعارات الحاكمية والولاء والبراء ونشرت التطرّف الديني في المجتمعات، وكفّرت وقتلت مَن يختلف معها.
وأشار إلى أن فقه بناء الدولة يظهر في تجربة الإمارات، بعد أن بنى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع إخوانه دولة عصرية حديثة قوية الأركان تسخّر إمكانياتها لبناء الإنسان وتستند في دستورها إلى فهم حقيقي للدين، قائم على احترام الإنسان.
وتابع الكعبي: "الإمارات تتبنى سياسة التعارف الإنساني كما قال الله (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فلا تمييز في العلاقات الإنسانية على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الجنس".
وطالب الكعبي بإعداد دراسات لإنتاج الفقه الإسلامي الحضاري وتصحيح التشوهات التي ألحقت به نتيجة طرق التفكير المتطرفة والممارسات الخاصة بالإسلام السياسي، وقال: "يجب مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها البشرية، والانتقال لمنطقة التضامن الإنساني وإسدال الستار على مفهوم دار الإسلام ودار الكفر".
ولفت إلى ضرورة وضع تأصيل للخلافة الإسلامية، التي أكد أنه تم استغلالها لصنع بطولة زائفة ورفع شعارات قائمة على أغراض خاصة لتشويه الشرع الحنيف.
وتستمر جلسات المؤتمر الدولي الـ30 الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية على مدار يومين، لمناقشة فقه بناء الدولة وإصدار إعلان القاهرة المتضمن وثيقة المواطنة.
ويشارك بالمؤتمر وفود من 57 دولة حول العالم من بينهم وفود دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين والكويت واليمن، ووفود 20 دولة أفريقية على رأسها الجابون وتشاد وإريتريا وغانا والكاميرون والمغرب وموزمبيق وجنوب السودان وجنوب أفريقيا.
وتتضمن محاور المؤتمر بحث الأحكام الفقهية المتعلقة ببناء الدول في إطار رؤية عصرية، ومفهوم الدولة وأركانها وطبيعتها بين الماضي والحاضر، إضافة إلى مناقشة مفهوم فقه المواطنة الإقليمية والعالمية واختيار الحاكم بالإسلام وموقف الدين من أنظمة الحكم الحديثة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز