تجد اللافت في الأمر أنّ المقيمين والزوار على أرض الإمارات، يتغنون بهذا العيد تمجيداً له وللإمارات قيادةً وشعباً.
منذ تأسيس الإمارات على يد الوالد المؤسس المغفور له "زايد الخير" وهي تقوم على مبدأ الإنسانية والسلام، الإنسانية التي لا تفرق بين مقيم وإماراتي إلا بما يسهم في رفع العلم الإماراتي في عالم النهضة والتطور، الأمر الذي أدى إلى تكريس الشخصية الإماراتية العربية الأصيلة الكريمة المضيافة، فبتكامل القانون مع الشخصية التكوينية، تجد الإمارات اليوم أبعد الدول في التعاطي مع المقيمين على أنهم عنصرٌ غريب، مما دفعهم إلى الشعور بالانتماء الكامل للإمارات والإماراتيين، فتجد المقيمين يفرحون لفرح الإمارات ويطمحون ويعملون الليل والنهار بدافعٍ من الحب العميق للإمارات والشعور بالانتماء الكامل لهذا البلد.
ما يميز العيد الوطني الإماراتي الذي يتم الاحتفال به في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من كل عام احتفالاً بذكرى اتحاد الإمارات عام 1971، هو أنّ هذا العيد وتمجيده لا يقتصر على الإماراتيين أو الدول ذات العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، بل إنّ الأمر يذهب أبعد من ذلك بكثيرٍ ليشمل الفعاليات الشعبية التي تظهر جليةً على وسائل التواصل الاجتماعي في كثرة المهنئين الممجدين لهذا العيد وفرح الإمارات والإماراتيين بالتغريدات والمنشورات على تلك المواقع.
إلى جانب هذا الأمر تجد اللافت في الأمر أنّ المقيمين والزوار على أرض الإمارات من شركات ومؤسسات بل وحتى أفراد، يتغنون بهذا العيد تمجيداً له وللإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً في صورة فريدة تفقد معها التمييز بين من هو إماراتي الأصل والنشأة وبين من هو إماراتي بالزيارة أو الإقامة؛ الأمر الذي يجعل هذا المظهر نتيجةً لأمرين مُهمّين، أولهما التكوين الأصيل للشعب الإماراتي، والثاني سياسة الدولة الإماراتية:
التكوين الأصيل للشعب الإماراتي: يمتاز الشعب الإماراتي بأصالته العربية المتفردة بالكرم والضيافة واحتواء الغريب حتى يصبح وكأنه بين إخوته وأهله، الأمر الذي يدفع المقيمين إلى الاعتزاز بالشعب الإماراتي والسعي من أجل كل ما من شأنه رد الجميل والوقوف جنب إلى جنب مع الإماراتيين في بناء وطنهم وتعزيز أمنه واستقراره والنهوض به، كل ذلك جَسَرَ الهوة بين العنصرين القائمين على بناء الوطن الإماراتي؛ المواطن والمقيم، لتراهم موحدي الانتماء يصعب التفريق بينهما بما يجعل كل قائمٍ على أرض الإمارات إنما هو إماراتي الانتماء والهوى .
سياسة الدولة الإماراتية: منذ تأسيس الإمارات على يد المغفور له "الشيخ زايد" أقامها على مبدأ الإنسان والإنسانية والسلام انطلاقاً من التكوين الشعبي للإماراتيين بأصالتهم العربية على مبدأ الأخوة واللا فرق بين إماراتي ومقيم إلا بالسعي لنهضة الإمارات، فكان القانون الإداري من وحي التكوين الفطري للإماراتيين، فكان المقيمون والزوار يتمتعون بالكرامة المحفوظة والحقوق المصانة والفرص المتاحة لبناء الإنسان والأوطان، كل ذلك جعل منهم ليس مجرد عمالة تسعى للاستثمار في بلدٍ جعل منهم جزءاً من المجتمع الإماراتي، دون المساس بحريته المعيشية والتعبدية طالما يصون مبادئ السياسة التي تقوم عليها الإدارة الإماراتية في بناء الوطن والتكاتف بين الجميع لبناء نهضة الإمارات والرفعة بها إلى مصاف الدول المتقدمة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والإدارية والإنسانية، بل كانوا إماراتيين في بناء الدولة والمساهمة في تطويرها.
ومن أجل كل ذلك حق للإمارات اليوم أنْ تحتفل بعيدها الذي تأسس بيدٍ مباركة لم توحد بين إمارات الشعب الإماراتي الواحد فحسب، بل إنها وحدت الإماراتيين مع الشعوب الأخرى سواء المقيمة منها أو حتى الشعوب التي تقطن أوطانها في أصقاع الأرض؛ نتيجة اليد الإماراتية الموحدة التي مُدّت لكل إنسانٍ على وجه الأرض بالخير والعطاء والإنسانية، فلا عجب أنْ ترى اليوم هذا التماهي الذي لا تستطيع معه أنْ تميّز بين من هو إماراتي الجنسية وبين من هو إماراتي الإقامة، بل لا مبالغة إنْ قلنا بأنّك في ظل هذه الفرحة ومشاركة الشعوب قاطبة للشعب الإماراتي في عيده لا تميز بين إماراتي وإنسانٍ حرٍّ مؤمن بنهضة الشعوب وحقها في بناء الأوطان ووحدتها ونهضتها واستقرارها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة