مبادرات إنسانية ملهمة.. الإمارات تكافح الجوع وسوء التغذية حول العالم

مبادرات إنسانية ملهمة عابرة للحدود، تطلقها الإمارات تباعا لمكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم.
وضمن أحدث مستجدات تلك المبادرات، تم الإعلان اليوم الإثنين عن اختتام فرق العمل الميدانية من دولة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية، بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن، المرحلة الأولى ضمن المبادرة المشتركة لمكافحة سوء تغذية النساء والأطفال في جزيرة سُقطرى.
يأتي هذا فيما تواصل دولة الإمارات جهودها الإغاثية عبر "عملية الفارس الشهم 3"، من خلال دعم تكيات الطعام شمال قطاع غزة، والمساهمة في توفير آلاف الوجبات اليومية للأهالي الذين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في ظل تفاقم أزمة المجاعة، نتيجة الحرب والحصار.
وقبل أيام، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إنجاز المشروع الإنساني الذي أطلقه في رمضان 2022، لتوفير مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، بالكامل.
وخلال 3 سنوات، أتم المشروع خلال الشهر الجاري توزيع مليار وجبة في 65 دولة حول العالم، ومن المرتقب أن يتم توزيع 260 مليون وجبة إضافية خلال العام القادم.
جاء إطلاق تلك المبادرة النوعية بهدف المساهمة في مكافحة الجوع الذي يهدد حياة 828 مليون إنسان في العالم.
مبادرات تتوالى تبرز المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات، قيادة وشعباً، في التسابق لفعل الخير ومدّ يد العون لكل محتاج في العالم، بما يبرز ثقافة الكرم و الأخوة الإنسانية، التي تشكل جزءاً من قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي الذي عود العالم على عطاء لا ينضب.
مبادرة اليمن
واختتمت فرق العمل الميدانية من دولة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية، بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن، المرحلة الأولى المتعلقة بالإجراءات التقييمية الأساسية الشاملة ضمن المبادرة المشتركة لمكافحة سوء تغذية النساء والأطفال في جزيرة سُقطرى، والتي بدأت في أواخر شهر مايو/أيار الماضي، وتستمر على مدار عام كامل ضمن أربع مراحل متعددة.
وتُنفذ دولة الإمارات هذه المبادرة الإنسانية الرائدة عن طريق مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إحدى الجهات التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية.
تأتي مرحلة التقييم الأولى ضمن برنامج صحي وتغذوي شامل يمتد من عامين إلى خمسة أعوام قادمة، بهدف تعزيز النظام الصحي عبر خفض معدل الوفيات المرتبط بسوء الصحة والتغذية بنسبة 20%، حيث شمل التقييم 38 منطقة في 29 مديرية فرعية بجزيرة سُقطرى.
وأظهرت النتائج الأولية أنه تم مسح 93% من المرافق الصحية المستهدفة بشكل يفوق المستهدفات المُحددة، إذ جُمعت البيانات من 4,214 أسرة، وأجرت الفرق الميدانية أكثر من 930 مقابلة مع مقدمي الرعاية الصحية، بالإضافة إلى أخذ قياسات أنثربومترية من الأطفال والأمهات، وإجراء 12 جلسة نقاش جماعية مركزة مع مختلف الفئات والشرائح المجتمعية، وعقد 15 مقابلة تفصيلية من مختلف القطاعات الممثلة للسلطات المحلية اليمنية والجهات المانحة والوكالات المعنية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وتنفيذ 546 مقابلة مع المستفيدين من هذه المبادرة لجمع الملاحظات وحصرها بدافع تحسين الخدمات المقدمة على نحو مستمر.
وَسَيَعْقُب مرحلة التقييم الأولية مرحلة مراجعة البيانات والتحقق منها وتحليلها بشكل علمي في إطار إعداد تقرير نهائي حول الوضع الحالي لصحة الأم والطفل وحالة التغذية في جزيرة سُقطرى بشكل عام، وبيان مدى مستوى جاهزية وأداء المرافق الصحية لتقديم الخدمات اللازمة والاستجابة للحالات الطبية الطارئة، وهو ما يستلزم التخطيط المتواصل المبني على الأدلة لتحديد آليات التدخل المطلوب، مما يساعد على ضمان توافق أنشطة الاستجابة الطارئة مع الأولويات والاحتياجات الفعلية للمرافق الصحية المحددة.
إضافةً إلى ذلك، ستشمل المراحل المقبل من تنفيذ هذه المبادرة، شراء وتوزيع المستلزمات الطبية وغير الطبية، وتنفيذ مجموعة من الأنشطة الصحية التوعوية بما ينسجم مع الأولويات الصحية في جزيرة سُقطرى من جهة، وإحداث التأثير المستدام لتحسين مؤشرات الصحة العامة بين الفئات والشرائح السكانية الأكثر ضعفاً من جهة أخرى.
دعم غزة
ومن اليمن إلى غزة، حيث تواصل دولة الإمارات جهودها الإغاثية عبر "عملية الفارس الشهم 3"، من خلال دعم تكيات الطعام شمال قطاع غزة، والمساهمة في توفير آلاف الوجبات اليومية للأهالي الذين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في ظل تفاقم أزمة المجاعة.
ويأتي هذا الدعم ضمن سلسلة من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات للتخفيف من معاناة السكان، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، وسط الحصار المتواصل على قطاع غزة.
وزّعت عملية "الفارس الشهم 3" الإماراتية طرودا غذائية على الأهالي في شمال قطاع غزة، ضمن مبادرة إغاثية جديدة تهدف إلى التخفيف من المعاناة الإنسانية في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع.
وقبل أيام، وصلت إلى قطاع غزة قافلة مساعدات إماراتية جديدة مكوّنة من 13 شاحنة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3".
حملت الشاحنات مواد غذائية مخصصة لتكيات الطعام في القطاع، ولوازم تشغيل المخابز التي تسهم في إنتاج الخبز للأهالي، بالإضافة إلى طرود الطفل التي تستهدف الأطفال الأكثر احتياجًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وتواصل دولة الإمارات عبر عملية "الفارس الشهم 3" إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، تأكيدًا على التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته في ظل الأوضاع الكارثية التي يمر بها القطاع.
مليار وجبة في 65 دولة
وفي إنجاز مهم على صعيد مبادراتها الملهمة لمكافحة الجوع في العالم، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في 4 يوليو/تموز الجاري، إنجاز المشروع الإنساني الذي أطلقه في رمضان 2022، لتوفير مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، بالكامل.
وقال: "أطلقنا قبل 3 أعوام مشروعنا الإنساني لتوفير مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، وبحمدالله تم خلال الشهر الجاري إنجاز المشروع بالكامل، حيث تم توزيع مليار وجبة في 65 دولة حول العالم، وسيتم توزيع 260 مليون وجبة إضافية خلال العام القادم".
وأضاف: "كما أنشأنا أوقافاً عقارية مستدامة أيضا لضمان استمرارية إطعام الطعام للمحتاجين حول العالم في الأعوام القادمة".
وتعد مبادرة "مليار وجبة"، أكبر مبادرة إطعام من نوعها في المنطقة، وتسعى إلى توفير الدعم الغذائي للفئات الأقل حظاً من الأفراد والأسر والنساء والأطفال، وذلك في إطار نهج شمولية العمل الإنساني الذي تتبعه دولة الإمارات بتقديم المساعدة والعون في المجتمعات كافة من دون تمييز.
وفي عام 2023، تم إطلاق مبادرة "وقف المليار وجبة" كأكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام، والذي سيوفر عائداً مالياً مستداماً لضمان استمرارية مبادرة "مليار وجبة" وتوفير مئات الملايين من الوجبات حول العالم.
وتنقسم خطة تنفيذ مبادرة "مليار وجبة" لمسارين رئيسيين مع شركائها، هما الدعم الغذائي المباشر، حيث يتم توزيع الطرود الغذائية، والوجبات، والمكملات الغذائية، والقسائم الذكية وغيرها من الوسائل التي تتيح للمستفيد الوصول للدعم الغذائي بشكل مباشر، أما المسار الرئيسي الثاني فهو المشاريع المستدامة، ويتمثل في دعم مشاريع مستدامة تمكن الأفراد والأسر من إيجاد مصادر للغذاء دون الحاجة إلى دعم غذائي مباشر، مثل مبادرات تمكين المزارعين وخلق الوظائف في مجالات إنتاج الغذاء وغيرها.
وتمكنت مبادرة "مليار وجبة" من تحقيق إنجازاتها النوعية وتنفيذ برامجها ومشاريعها بالتعاون مع قائمة من الشركاء في منظمات الأمم المتحدة، وفي مقدمتهم برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، الذي يعد أكبر شركاء التنفيذ لمبادرة "مليار وجبة" في مسار الدعم الغذائي المباشر من خلال توزيع الطرود الغذائية والقسائم الذكية.
وتركز المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على المساهمة في تنفيذ مبادرة "مليار وجبة" لخدمة اللاجئين والمجتمعات النازحة عن طريق الطرود الغذائية والقسائم الشرائية وعدد من المشاريع المستدامة.
ويعمل صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف" على مشاريع غذائية مستدامة ضمن مبادرة "مليار وجبة" بحيث تمكن أصحابها من إعالة أنفسهم، وتركز على المشاريع الزراعية وتمكين المرأة في سلسلة إنتاج الغذاء.
وتعاونت مبادرة "مليار وجبة" مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، التي تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع في العالم.
وتعتبر شبكة بنوك الطعام الإقليمية، من أهم شركاء التنفيذ لمبادرة "مليار وجبة" في مسار الدعم الغذائي المباشر من خلال توزيع الطرود الغذائية عن طريق بنوك الغذاء المحلية في كل دولة.
وتم التعاون مع منظمة لايف للإغاثة والتنمية لتقديم الدعم الغذائي للأسر والأفراد من ذوي الدخل المحدود.
وتعد مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، شريكاً استراتيجياً لمبادرة "مليار وجبة" وتنفذ مشاريع توزيع الطرود الغذائية في دولة الإمارات والعديد من الدول.
ويركز بنك الإمارات للطعام في تعاونه مع مبادرة "مليار وجبة" على تقديم الدعم الغذائي للأسر المتعففة والأفراد من ذوي الدخل المحدود.
مكافحة سوء التغذية بأفريقيا
ولا يتعلق التزام مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) بالمساهمة في القضاء على الجوع على توفير الوجبات الغذائية فقط، بل يتضمن مساعدة المجتمعات على صياغة خطط وبرامج متكاملة لمواجهة الفقر ومخاطر سوء التغذية.
وقبل شهر، أعلنت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، ممثلة بحملة "المليار وجبة"، إنجاز مشاريع نوعية لمكافحة سوء التغذية في 3 دول أفريقية هي النيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف"، وذلك ضمن الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتي بدأت في العام 2022، من أجل دعم المجتمعات الأقل حظاً حول العالم وتمكينها من تلبية احتياجاتها الغذائية وتوفير العيش الكريم لأفرادها.
وقدمت مؤسسة المبادرات من خلال حملة "المليار وجبة"، 5.5 مليون درهم لتعزيز برامج "يونيتلايف" في الدول الأفريقية الثلاث، عبر تنفيذ استراتيجيات طويلة الأمد لتحسين الأمن الغذائي في تلك البلدان، حيث تؤكد الشراكة بين مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، و"يونيتلايف" على أهمية الأساليب المستدامة لمكافحة سوء التغذية، مثل تعزيز الزراعة الذكية مناخياً، وإدخال حلول مصممة محلياً، وتمكين المجتمعات من خلال برامج تركز على التغذية، وكذلك من خلال معالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية، وتقديم دعم طويل الأمد للمناطق الأكثر تأثراً بالجوع.