يوم العلم الإماراتي.. راية الإنجازات تحلق في فضاء الإبداع والمعرفة
تحتفل دولة الإمارات، الإثنين، بيوم العلم، فيما تحلق راية الاتحاد عاليا في سماء إنجازات ثقافية تاريخية حققتها البلاد.
إنجازات كان شاهدا عليها علم دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أن رفعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأول مرة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، في "دار الاتحاد" بإمارة دبي، وصولا للعهد الزاهر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
تحل تلك المناسبة في عام شهد إنجازات فارقة على الصعيد الثقافي، كان أبرزها تحقيق الإمارات إنجاز تاريخي في مسيرتها لصون التراث الثقافي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي، قرارًا جماعيًا بإدراج "الفاية" في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
أيضا تحل تلك المناسبة بعد أيام من افتتاح متحف العين بعد عملية تطوير شاملة، وإطلاق متحف دبي للفنون ، في وقت يتواصل فيه الاستعداد لافتتاح متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي 22 من الشهر الجاري، ومتحف زايد الوطني مطلع الشهر القادم.
ويرتقب خلال أيام، إطلاق "أعظم مُؤلف" في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2025؛ وهو "مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس"، والذي يتكون من 51 مجلداً.
يأتي هذا فيما حققت دار المحيط للنشر في الفجيرة، إنجازًا ثقافيًا بارزًا يضاف إلى رصيد دولة الإمارات على الساحة الدولية، بعد اعتماد بحثين علميين من إصداراتها للنشر ضمن المكتبة الرقمية الرسمية لمؤتمر “MONDIACULT 2025” التابع لمنظمة اليونسكو، الذي يعد أكبر تجمع عالمي للسياسات الثقافية بمشاركة أكثر من 195 دولة ونحو 500 مؤسسة ثقافية من مختلف أنحاء العالم.
على صعيد التقدير الدولي المتنامي للإمارات وكفاءاتها ورموزها، تسلم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مايو/أيار الماضي تكريماً خاصاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو.
وأعلنت منظمة اليونسكو قبل أيام تعيين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرةً للنوايا الحسنة للتعليم وثقافة الكتاب تقديراً لجهودها العالمية في دعم النشر والتنمية التعليمية.
وبجهود وحكمة القيادة الرشيدة يتواصل تحليق علم دولة الإمارات عالياً خفاقاً، شاهدا على مكانة تتعاظم وإنجازات تتزايد بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإخوانه حكام الإمارات، تؤسس بها الدولة للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071.
يوم العلم
وتحتفل الإمارات بتلك المناسبة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، برفع علم الاتحاد عالياً خفاقاً في وقت واحد فوق مقرات الوزارات والجهات الرسمية والمدارس، فيما تتوشح المباني السكنية بألوان العلم.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد دعا جميع الوزارات والمؤسسات لرفع العلم بشكل موحد الساعة 11 صباحاً.
وقال في تدوينة عبر حسابه في موقع التواصل "إكس": "الإخوة والأخوات.. نحتفي في الثالث من نوفمبر بيوم العلم؛ يوم سنوي نجدد فيه العهد.. نجدد فيه الولاء.. نجدد فيه المحبة لراية دولتنا ورمز سيادتنا وعلم اتحادنا".
وأضاف: "ندعو جميع المواطنين والمقيمين وكافة المؤسسات في الدولة، إلى رفع علم الدولة يوم الإثنين 3 نوفمبر تمام الساعة 11 صباحاً، تعبيراً عن تلاحم الشعب والتفافه حول علمه، وتجسيداً لقيم الاتحاد والانتماء والوفاء للوطن وقيادته.. دام علم الإمارات بالعز شامخاً.. دام علم الإمارات بالمجد خفاقاً".
ويتوحد المجتمع بكامل فئاته من مواطنين ومقيمين في هذا اليوم تحت راية الاتحاد ويجمعه هدف واحد، وهو خدمة الوطن ورفعتها والذود عنه.
إنجازات ثقافية
تحل تلك المناسبة، فيما تحلق راية الاتحاد عاليا في سماء الإنجازات التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة.
على الصعيد الثقافي، سجّلت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا تاريخيًا جديدًا في مسيرتها لصون التراث الثقافي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47 في باريس يوليو/تموز الماضي، قرارًا جماعيًا بإدراج "الفاية" في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وحظيت "الفاية"، التي تقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، بهذا الاعتراف لما تتمتع به من "قيمة عالمية استثنائية"، كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.
وباتت "الفاية" ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي المرموق، بعد إدراج مواقع العين الثقافية في عام 2011.
ويؤكّد إدراج ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" على مكانة الشارقة والإمارات كمهدٍ للتاريخ البشري المبكر، ويعزّز من حضورها في سجلّ الحضارات الإنسانية العريقة.
ويُسجَّل لـ"الفاية" أنه الموقع الصحراوي الأول الذي يوثّق لحقبة العصر الحجري والمسجل في قائمة التراث العالمي، ما يجعل هذا الاعتراف علامة فارقة في فهم تطوّر الإنسان، إذ تشكّل الصحارى نحو 20% من المواطن البيئية على سطح الأرض، وتقع في مواقع محورية على خارطة استيطان الإنسان للكوكب، ويجسّد استقرار الإنسان فيها فصلًا حاسمًا من فصول التاريخ البشري.

افتتاح متحف العين
أيضًا في إنجاز ثقافي مهم، تم خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، افتتاح متحف العين بعد عملية تطوير شاملة لترميم المبنى التاريخي حفاظاً على قيمته الثقافية والأثرية.
ويعد مشروع تطوير وترميم المتحف إعادة لتعريفه كمنارة للمعرفة والتواصل الإنساني، مع المحافظة على جذوره العريقة، ويأتي هذا التطوير ليشمل الهوية المعمارية والمحتوى المتحفي، مستخدما أحدث التقنيات لتقديم قصة العين الثرية والممتدة عبر آلاف السنين.
يضم المتحف قطعاً أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من 8,000 عام، ومجموعة من المقتنيات الثقافية المادية التي تسلّط الضوء على عادات السكان وممارساتهم، إلى جانب معارض تستكشف الإرث الثقافي الغني للمنطقة حتى يومنا الحاضر.

إطلاق متحف دبي للفنون
كذلك شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في الشهر نفسه إعلان متحف دبي للفنون "DUMA" الذي تشيده مجموعة "الفطيم"، ليكون صرحاً معمارياً وثقافياً يضاف إلى الأيقونات الساحرة التي تميز المشهد الحضاري في إمارة دبي.
ويُتوقع أن يشكل متحف دبي للفنون "DUMA" منصة عالمية للفنانين الناشئين والموهوبين ومصدر إلهام للزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يقدمه من تجارب فنية وإنسانية آسرة، تعزز الروابط الثقافية وتفتح آفاقاً جديدة للنمو الشخصي والتبادل المعرفي.

متحف "التاريخ الطبيعي"
ويرتقب خلال 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، افتتاح متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الذي يعد أكبر متحف من نوعه في المنطقة، مما يمثل إنجازاً ثقافياً مهماً للإمارة، باعتباره أكبر متحف من نوعه في المنطقة، في خطوة تعزّز مكانة الإمارة كوجهة عالمية للمعرفة والبحث العلمي والثقافة.
ويُقام المتحف على مساحة 35 ألف متر مربع، ليكون مَعلماً ثقافياً بارزاً يروي قصة الحياة على الأرض من منظور عربي وإضافة إلى المشهد الثقافي المزدهر في دولة الإمارات العربية المتحدة.

متحف زايد الوطني
أيضًا من المقرر أن يفتح متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أبوابه رسمياً يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول القادم في قلب المنطقة الثقافية في السعديات.
ويأخذ المتحف زواره في رحلة تفاعلية لتعريفهم بالتاريخ العريق لدولة الإمارات، بدءاً من العصور القديمة وحتى يومنا الحاضر، وذلك من خلال الجمع بين التحف الأثرية والقطع التاريخية والتجارب السمعية والبصرية والحسية، إلى جانب أعمال فنية معاصرة تعكس روح الماضي والحاضر.
ويحتفي المتحف بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويجسد قيمه الراسخة لتعزيز الموروث الثقافي والتعليم وترسيخ الهوية والانتماء.
يجسد اهتمام الإمارات بالمتاحف حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على توثيق الإرث التاريخي للإمارات وحماية وصون الهوية الثقافية والتراث العريق والحفاظ عليهما ونقلهما إلى أجيال المستقبل.

إطلاق "دارة آل مكتوم"
على صعيد ذي صلة، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حفل إطلاق "دارة آل مكتوم"، التي يشرف عليها المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وتهدف الدارة إلى توثيق الإرث الحضاري المادي والشفاهي لحكام إمارة دبي والأسرة الحاكمة وحفظه للأجيال القادمة، وإنشاء أرشيف خاص بحكام دبي، وسيرهم الذاتية ومقتنياتهم وإسهاماتهم الأدبية والفكرية، وتوثيق دورهم التاريخي والقيادي في تحويل الإمارة إلى مركز حضاري واقتصادي عالمي حديث ومتطور.
كما تهدف الدارة إلى تعميم ونشر الإرث الفكري الإنساني والحضاري لحكام الإمارة عبر مختلف الوسائل الإعلامية.
منظومة التطوع
وفي مبادرة رائدة لترسيخ ثقافة العمل التطوعي، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشهر الماضي "منظومة التطوع والمشاركة المجتمعية"، لترسيخ العطاء المجتمعي، ودعم مؤسسات النفع العام بمختلف تنوعاتها وأشكالها لتعزيز مساهمتها في التنمية المستدامة.
وتتضمن المنظومة 8 مبادرات استراتيجية تحت مظلة وزارة تمكين المجتمع، تنفذ عبر مسارين متكاملين بهدف ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في الدولة، وتمكين مؤسسات النفع العام.
ويأتي إطلاق المنظومة وما تتضمنه من مبادرات تزامناً مع عام المجتمع 2025، وانسجاماً مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز التلاحم المجتمعي، وتوسيع نطاق العمل التطوعي، ودعم مؤسسات النفع العام كممكن رئيسي في التنمية المجتمعية المستدامة، بهدف إحداث نقلات نوعية تسهم في رفع مساهمة القطاع المجتمعي، وتعزيز مكانة دولة الإمارات ضمن أفضل المؤشرات العالمية في مجالات العطاء والتنمية المستدامة.

أعظم مُؤلف
أيضا ضمن الإنجازات الثقافية البارزة، المرتقب الكشف عنه خلال الشهر الجاري، كشف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن أعظم مُؤلف سيتم إطلاقه في الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2025؛ الذي يقام خلال الفترة من 5 حتى 16 نوفمبر / تشرين الثاني في مركز إكسبو الشارقة وهو "مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس"، والذي يتكون من 51 مجلداً؛ تجمع كل ما كتب في التاريخ، وتضم وثائق هولندية وبريطانية وفرنسية وعثمانية.
كما أعلن عن مشروع تاريخي جديد سيرى النور قريباً وهو "الموسوعة العربية"؛ والتي قدّمها للأمة العربية ليخدم تاريخها بسرد لأحداث تبدأ منذ سنة 550 قبل الميلاد؛ بتوثيق يستحقه العرب.
إنجاز ثقافي عالمي
وفي إنجاز ثقافي بارز يضاف إلى رصيد دولة الإمارات على الساحة الدولية، تم اعتماد بحثين علميين من إصدارات دار المحيط للنشر في الفجيرة ، للنشر ضمن المكتبة الرقمية الرسمية لمؤتمر “MONDIACULT 2025” التابع لمنظمة اليونسكو، الذي يعد أكبر تجمع عالمي للسياسات الثقافية بمشاركة أكثر من 195 دولة ونحو 500 مؤسسة ثقافية من مختلف أنحاء العالم.
وتناول البحث الأول بعنوان “النخلة تلوّح، والخوارزمية تنصت”، سردية إماراتية للسلام في عصر الذكاء الاصطناعي، فيما تناول البحث الثاني بعنوان “تمكين السلام من خلال الثقافة والذكاء الاصطناعي”، رؤى وممارسات من الخليج العربي.

تقدير دولي
على صعيد التقدير الدولي المتنامي للإمارات وكفاءاتها ورموزها، تسلم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تكريماً خاصاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مايو/أيار الماضي، وذلك بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو.
جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس تحت شعار "اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة".
وفي إنجاز تاريخي غير مسبوق ضمن جهود الإمارات لصون لغة الضاد، أعلن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي سبتمبر/أيلول 2024، اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء من طباعته بعد عمل مضني على مدار 7 سنوات، مشيرا إلى أنه يعتبر إنجازاً كبيراً للأمتين العربية والإسلامية، لأن اللغة هي فخرُ الأمة، وحاملة معارفها وتاريخها وحضارتها.
ويعد "المعجم التاريخي للغة العربية" الأول من نوعه في العالم العربي والذي يضم 127 مجلداً ويوثق تطور المفردات والمعاني اللغوية عبر العصور ويهدف إلى الحفاظ على الهوية اللغوية وتعزيز ارتباط الأجيال بلغة أجدادهم.
أيضا على صعيد ذي صلة بالتقدير الدولي للإمارات ورموزها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الشهر الماضي تعيين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرةً للنوايا الحسنة للتعليم وثقافة الكتاب تقديراً لجهودها العالمية في دعم النشر والتنمية التعليمية.
ويجسّد تعيين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرةً للنوايا الحسنة لليونسكو للتعليم وثقافة الكتاب رؤيتها الراسخة بأن الكتب والتعليم يشكلان الأساس لبناء مجتمعات منفتحة ومبدعة قائمة على المعرفة.
