لستُ من الشعراء ولا الموهوبين في فنون المديح، حتى يمكنني التغزل في مكارم "ديار زايد الخير"، دولة الإمارات العربية المتحدة.
وإن كان ماء المديح لا يضاهي ثبات الواقع الإماراتي الذي لا يكف عن الإنجازات في مجالات الحياة المختلفة.
فمنذ بزوغ فجر الاتحاد في 1971م . ودولة الإمارات تُذهل العالم بازدهار وتقدم، مواكبةً لكل علم جديد وسبّاقة نحو كل خير وكل رفاهية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، فقد بذر الآباء المؤسسون لهذه الدولة الفتية بذرة الخير والنماء المستدام.. عطاء أرض طيبة لأهل خير يحرسونها ويرعونها ويؤدون حقها في كل يوم تطلع فيه شمس.
لقد أخذت دولة الإمارات على عاتقها النهوض بأبنائها وأن تكون عونا لإخوتها في البلاد العربية الشقيقة، وهذا ليس توجها جديدا على "عيال زايد"، بل هو أصل أصيل فيهم، فقد بدأ هذا النهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث استقطب الخبراء والعلماء والمفكرين للإسهام في نهضة دولة الإمارات منذ قيام اتحادها حتى يومنا هذا، ولم يبخل بمساعدة كل من طلب العون، سواء عربي أو غير عربي، حتى صار نهج العطاء الإنساني إماراتي الطبع.. لذا صارت الإمارات قِبلة الشباب العربي وغير العربي، بما قدمته وتقدمه من انفتاح عالمي وتطور تكنولوجي وعلمي في مختلف المجالات.
فتحت دولة الإمارات أبواب الاستثمار في العنصر البشري وتنمية مقدراته وتطوير وصقل مهارات كل طاقة طموحة.. والأمثلة على هذا المنهاج الإماراتي أكثر من أن تُحصى، ولعل بالأمس القريب شهدت الإمارات ختام حدث عالمي هو "إكسبو دبي 2020"، والذي أذهل العالم على مدار 6 أشهر، حيث أقيم المعرض الدولي الشهير لأول مرة على أرض عربية وشرق أوسطية، مستقبلا كل ثقافات شعوب الأرض، وقد أوصل رسالة ناصعة الوضوح بإمكانات هذه الدولة العريقة المتجددة، القادرة على استيعاب كل جديد بمجهودات أبنائها، حيث وجدنا تنظيما شديد الدقة، وقيادة وإدارة للتفاصيل بمهارات متطوعين من أبناء الإمارات في مجالات مختلفة، وصولا إلى درجة عالية من الإبداع والابتكار ومثالية التنظيم لحدث بهذه الضخامة.
شهد "إكسبو دبي" تنوعا في فعالياته، عمل على تنفيذه 134 فريقا من 95 جنسية، انصهرت جهودهم كفريق عالمي واحد لإطلاق حدث كوني رائد في دولة تحتضن على أرضها 200 جنسية، جميعها يتمتع بالأمان والسلام والعيش الكريم.
والحديث موصول عن إنجازات الإمارات، فقد سبق "إكسبو دبي" إنجازات إماراتية في مجال الفضاء والاقتصاد والذكاء الاصطناعي، وغيرها من مضامين التقدم والتطوير والحداثة.
لا بد هنا من الإشارة إلى أن دولة الإمارات بهذه الخطوات الوثَّابة والإنجازات المرموقة وصلت إلى مصاف العالم المتقدم، متبنيةً سياساتٍ اقتصادية واجتماعية وثقافية تسهم في تطوير أبنائها، باعتبارهم ثروتها الأهم.
وبعد انتهاء ملحمة "إكسبوا دبي" أصدرت القيادة الإماراتية قراراً سيغير مستقبلها ومستقبل الشعوب العربية والمنطقة، إذ وجهت تشكيلة متنوعة من التأشيرات، ستسهم في جعل الإمارات بوابة ومتنفسا لكل إنسان مفكر مثقف مبدع ومخترع، كل في مجاله.
لقد كانت دول أوروبا وأمريكا دائما أمل المتلهفين من أبناء الشرق، ليهاجروا إليها وينعموا بحياة الرفاهية والخدمات الفائقة، لكن دولة الإمارات حققت لأبنائها وأمتها العربية كل ما ينعم به الغرب المتقدم على أرضها الطيبة.. فكل قادم إليها يجد من الإبداع والابتكار وحسن الإدارة ما يلبي طموحه وأكثر، حيث التعليم المتطور والخدمات الصحية ذات المستوى الفائق، وفرص العمل والاستثمار بلا حدود وبتسهيلات غير مسبوقة، مع تقدير كبير لكل موهوب مبدع في مجاله من خيرة العقول.
تأشيرات الإمارات هذه تفتح الباب واسعا أمام كل طاقة شابة مؤهلة لمزيد من التطور.. هنا على أرض الإمارات الأحلام لا تبقى أحلاما.. بل تتحول إلى واقع يقودك إلى مزيد من الفرص والآفاق التي بلا حدود.
هكذا غيّرت دولة الإمارات بوصلة الحالمين بغد أفضل إلى وجهتها، فلم تعد أوروبا وأمريكا الفردوس الموعود لأبناء الشرق، بل هنا الفردوس صار ممكنا على أرض الإمارات، مع جيل جديد تسلّح بالعلم والابتكار والتكنولوجيا الحديثة، في ظل بيئة تنمية مستدامة ترحب بأهل العلم والموهبة، لتفيد البشرية بهم وليكونوا مشاعل نور نحو مزيد من التقدم والرقي الإنساني.
لقد صارت الإمارات بالفعل قِبلة شباب العرب والعالم.. وذلك بفضل رؤى مستنيرة لقيادة حكيمة لا تدخر جهدا في سبيل رفعة وطنها وأبنائها..
هنا يتساءل المرء: ماذا أريد أكثر من ذلك؟!
عيش آمن.. وعمل مضمون.. واستثمار رابح.. ورفاهية يحكمها الإبداع، وتعايش ثقافات ندر أن يوجد في عالمنا الذي يعج بالصراعات، واستقرار اقتصادي يتنامى ويزداد تنوعا.. هذا ما حرصت دولة الإمارات على توفيره لأبنائها ولزائريها والمقيمين على أرضها.. فيما لا تزال تطلعاتها في ازدياد.. لا يوقفها سقف.
إن الإمارات تحصد ثمرة جهود كبيرة لقيادتها وإيمان شعبها بها والوثوق بما يُعدُّ لهم من غد مشرق قوامه العمل والعلم، تم غرس بذوره الخصبة على مدار عشرات السنين، ولن يتوقف شعب الإمارات عن حصد ثمار مجهوداته، ما دام يريد الخير للجميع ويمد يد العون لكل محتاج على هذا الكوكب، بغض النظر عن لونه وعرقه ودينه.
لا مديح يفي الإمارات وقيادتها وشعبها، بل إن الإبداع هو الذي يجب عليه أن يتغزّل في هذا البلد الذي يُحيّي كل عقل خادم للبشرية وكل يد محبة تمتد بالسلام.. وكل فكرة تؤدي بنا إلى بشرية أكثر سعادة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة