في 19 أبريل الماضي فجّر تنظيم "داعش" الإرهابي سيارة مفخخة قرب معسكر لواء طارق بن زياد بمنطقة جنوب غرب ليبيا، دون وقوع إصابات.
وجاء الرّد الرسمي على التفجير في 26 من الشهر نفسه بشنّ عملية كاسحة في جنوب سبها.
وبالتزامن مع ذلك، ظهر الإرهابي التونسي أسامة العريفي على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً في تصريحات أنه كان في مصراتة يعمل على تنفيذ اعتداءات في بلاده.
وفي ذات التصريح، اغتنم الإرهابي الفرصة ليؤكد أن زعيم "داعش"، الرويسي الملقب أبو زكريا التونسي، الذي يُفترض أنه قتل سنة 2015، لا يزال على قيد الحياة.
وفي إثيوبيا، بالإضافة إلى مراقبة النشاط الإرهابي المعتاد لحركة الشباب الإرهابية في الصومال، ألقى جهاز المخابرات والأمن الوطني الإثيوبي في 23 أبريل/نيسان الماضي القبض على 34 من عناصر حركة الشباب الصومالية -التابعة لتنظيم القاعدة- بعدما حاولوا مهاجمة العاصمة أديس أبابا ومدن أوروميا وحتى الأقاليم الصومالية.
ومع هذه الاعتقالات تتكشف خطط "القاعدة" في التوسع إلى كل من كينيا وإثيوبيا.
وفي نيجيريا اعتقلت المخابرات العسكرية جندياً لتعاونه مع إرهابيي تنظيم "داعش" في غرب أفريقيا.
وتتواصل التحقيقات للكشف عن إمكانية تورط مزيد من الجنود في عمليات التجسس لصالح التنظيم الإرهابي.
وفي 12 أبريل/نيسان الماضي هاجم إرهابيون خمسة جنود في بنين بمنطقة بندجاري، ما أسفر عن مقتل الجنود الخمسة.
وفي 26 من الشهر نفسه، شنّ الإرهابيون هجوماً ثانياً على مركز شرطة مونسي، قرب الحدود مع النيجر.
من ناحية أخرى، يبدو أن توجو وغانا مستهدفان من قبل الجماعات الإرهابية، التي تقوم بتجنيد المقاتلين الشباب هناك.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 شاب غاني ينشطون في جماعات مثل "أنصار الإسلام" في بوركينا فاسو ومالي، أو جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في مالي.
وتموّل الجماعات الإرهابية الناشطة في شمال غانا وتوجو نفسها إلى حد كبير من خلال استغلال مناجم الذهب في المنطقة، على غرار مالي والنيجر وبوركينا والسودان وكوت ديفوار وغيرها.
وفي بوركينا فاسو والنيجر، أبلغت السلطات في 25 أبريل/نيسان المنصرم عن نتائج العملية المشتركة المسماة "تانلي 3" -التحالف- والتي تم تنفيذها طوال شهر أبريل/نيسان على حدود البلدين.
وأفادت السلطات بأنها تمكنت من القضاء على أكثر من 100 إرهابي وتدمير ثلاثة معسكرات.
وقد لجأ الإرهابيون مجدداً إلى اختطاف الأجانب، حيث اختطفوا راهبة أمريكية -83 عاماً- في 5 أبريل/نيسان الماضي، بالإضافة إلى مواطن بولندي في 27 من الشهر نفسه.
وفي الحالة الأخيرة، تم التأكيد أن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة لتنظيم "القاعدة"، هي المسؤولة عن عملية الاختطاف.
وفي 24 أبريل/نيسان الماضي، شنّت كتيبة "ماسينا"، التابعة لـ"القاعدة" في منطقة الساحل، ثلاث هجمات متزامنة (مركبات انتحارية) في سيفاري وبافو ونيونو بدولة مالي، ما أسفر عن مقتل 6 جنود وإصابة 20 شخصاً.
وخلال ذات الهجوم، قُتِل 11 إرهابياً.. وأجبر الضغط، الذي يمارسه الجيش المالي والعمليات في بوركينا فاسو والنيجر الإرهابيين على الابتكار في هجماتهم، ومن المحتمل جداً أن يستخدموا أساليب جديدة في العمليات القادمة.
ومن المستبعد جداً أن يتخلّى تنظيما "داعش" و"القاعدة" عن أي شبر من الأراضي التي سيطرا عليها في مالي لسببين.. الأول أنهما احتلا هذه المنطقة الاستراتيجية لسنوات، ما يوفر لهما دخلاً مالياً يمنعهما من التفريط فيها بسهولة.
والسبب الثاني هو أنه إذا تأكدت النيجر وبوركينا فاسو من نجاح وفعالية استراتيجية مكافحة الإرهاب في دولة مالي، فإن هذين البلدين سيعتمدان الأسلوب نفسه، ما يتسبب في خسائر فادحة لكل من "داعش" و"القاعدة".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة