الإمارات عاصمة عالمية للعطاء.. خارطة إنسانية تعزز ريادتها

في خطوة لترسيخ ريادتها الإنسانية، ناقشت الإمارات خارطة لتعزيز استدامة عطائها الخيري، وذلك خلال الاجتماع الثاني لمجلس الشؤون الإنسانية الدولية لعام 2025.
وعُقد الاجتماع برئاسة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
وناقش الاجتماع التوجه الإستراتيجي لقطاع المساعدات الخارجية، إضافة إلى مناقشة تقرير المساعدات الخارجية لعام 2024 وبعض البرامج لتمكين الكوادر في القطاع الإنساني.
ويتولى مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، وأنشئ في يناير/كانون الثاني 2024 مسؤولية الإشراف على منظومة الشؤون الإنسانية والخيرية على مستوى العالم، إضافة إلى إشرافه على إعداد المبادرات الخيرية وتنفيذها.
يأتي عقد الاجتماع فيما تتواصل مبادرات الإمارات الإغاثية العابرة للحدود والقارات لنشر الخير في العالم.
مبادرات عابرة للقارات
مبادرات ملهمة وحملات عطاء غير مسبوقة، تجوب العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا تمضي عبرها الإمارات بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لتخليد نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسير على دربه في العطاء وتقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية للمحتاجين في مختلف دول العالم.
وخلال الفترة الحالية، تكثف الإمارات جهودها لمكافحة العطش الذي يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل لشبكات المياه والصرف الصحي.
جهود إنسانية تتواصل في إطار عملية "الفارس الشهم 3"، التي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والتي تواصل جهودها على مدار الساعة لدعم الشعب الفلسطيني، منذ إطلاقها في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
أيضا تواصل سفينة "خليفة" للمساعدات الإنسانية الثامنة ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإبحار متجهة إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيدًا لإدخال شحنتها من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في إطار الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات للأشقاء الفلسطينيين.
وتُعد سفينة "خليفة 8" أكبر سفينة مساعدات إنسانية ترسلها دولة الإمارات حتى الآن، حيث تبلغ حمولتها الإجمالية 7166 طنًا من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة.
ومن غزة إلى أوكرانيا، حيث أكدت دولة الإمارات خلال مشاركتها في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا لعام 2025، الذي عُقد في روما خلال الشهر الجاري التزامها الثابت لدعم أوكرانيا، بما في ذلك تقديم مساعدات إنسانية مهمة، وإنشاء 20 مركزاً لرعاية الأيتام.
يأتي هذا جنبا إلى جنب مع جهود الإمارات في الوساطة التي توجت بإبرام 15 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024 تم بموجبها إطلاق 4132 أسيرا، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
وامتداداً لجهود الإمارات الإنسانية على مستوى العالم، دشنت عيادات الإمارات المتنقلة للقلب قبل أسبوع حملة للكشف المبكر عن الأمراض القلبية في قرى باكستان وتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية للمسنين والنساء والأطفال تحت إشراف أطباء الإمارات وباكستان من منتسبي برنامج القيادات ألإنسانية الشابة .
يأتي هذا المشروع استكمالاً لمسيرة 25 عاماً من الجهود الطبية التطوعية الإماراتية في باكستان، ضمن العيادات الإماراتية الباكستانية الميدانية والذي استفاد من خدماته أكثر من مليون مريض ومراجع في باكستان، تحت إشراف فرق طبية إماراتية وباكستانية مشتركة.
مساعدات تتواصل ضمن مبادرات عدة تعزز موقع دولة الإمارات الرائد على خارطة الدول الأكثر عطاءً حول العالم.
خارطة شاملة
وفي إطار الحرص على تضافر جهود كافة الجهات والمؤسسات المحلية المعنية لتنفيذ المبادرات والمشروعات والبرامج الإنسانية والتنموية المتنوعة في مختلف دول العالم، انطلاقا من الرسالة الحضارية للدولة نحو مواصلة مسيرة التنمية والازدهار، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورسخها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رسم الاجتماع الثاني لمجلس الشؤون الإنسانية الدولية لعام 2025، خارطة إنسانية وتنموية شاملة لتنفيذها خلال الفترة المقبلة.
وبذلك تواصل دولة الإمارات رسالتها الإنسانية في تنمية المجتمعات المُحتاجة والصديقة حول العالم، ووضع الحلول التنموية المستدامة للكثير من التحديات المُلحة في مختلف المجالات الحيوية ذات الأولويات العالمية، حسبما أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
وشدَّد على ضرورة تنفيذ البرامج الإماراتية الإنسانية والتنموية بما يتماشى مع الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، وبما يتسق مع الأهداف الإنمائية المستدامة العالمية، لاسيما ما يتعلق بما يلي:
- توفير الفرص التعليمية.
- دعم الأنظمة الصحية.
- مكافحة الأمراض.
- القضاء على الفقر والجوع.
- دعم تحقيق الأمن المائي والنمو الاقتصادي.
- الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي.
ونوه الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان إلى أن ما نفذته دولة الإمارات من مشروعات عدّة في مختلف قارات العالم يؤكد الدور الإماراتي العالمي الرائد في المجالين الإنساني والتنموي.
تعزيز الريادة
وأكد الاجتماع عددا من الأهداف من شأنها تعزيز ريادة الإمارات في العمل الإنساني واستدامته ومنها:
- ترسيخ العطاء الإماراتي كنموذج رائد في المساعدات والتنمية الدولية.
- الحفاظ على كرامة المجتمعات وتعزيز ازدهارها.
- مواصلة نهج الإمارات الراسخ نحو تسخير الإمكانيات والقدرات والموارد والعلاقات للوقوف مع المجتمعات الصديقة والمحتاجة.
-العمل مع الشركاء لتحقيق أثر مستدام لصالح الإنسانية.
- دعم الابتكار، وتكامل برامج المساعدات الخارجية لتوفير المزيد من الفرص الاقتصادية.
-بناء شراكات طويلة الامد في التنمية الدولية، وتعزيز التواصل المؤثر والفعال في العمل الإنساني.
تطوير مهارات العمل الإنساني.. مبادرات عدة
وناقش الاجتماع عدة مبادرات تستهدف تطوير مهارات العاملين في المجال الإنساني وصقل خبراتهم، بما يسهم في تحقيق أهداف الإمارات في هذا الصدد.
من أبرز تلك المبادرات، "برنامج استشراف العمل الإنساني" الهادف إلى تمكين القيادات من مختلف المستويات الوظيفية، من خلال بناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم عبر تزويدهم بأحدث العلوم والمستجدات المعرفية والتقنية في مجال العمل الإنساني والتنموي، على نحو يتماشى مع الأولويات الوطنية، ويعزز ممكِّنات العاملين والمختصين في المؤسسات الإنسانية المانحة والجمعيات الخيرية من أداء الأعمال المؤسسية، وتخطيط وتنفيذ المبادرات والمشروعات والبرامج الإنسانية والتنموية المتنوعة في مختلف أرجاء العالم.
أيضا تناول الاجتماع دعم مجلس الشؤون الإنسانية والتنموية لبرنامج ماجستير الآداب في الأعمال الإنسانية في "أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية"، وبما يتماشى مع توجهات المجلس في إطار تعزيز القدرات التخصصية للعاملين في المؤسسات الإنسانية ذات العلاقة، لاسيما وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، حيث يهدف برنامج الماجستير إلى صقل مهارات المنتسبين في عملية صنع القرار، وإدارة فرق العمل متعددة الثقافات، والتمكن من إدارة برامج الأعمال الإنسانية، إضافة إلى فهم الدراسات التنموية والأعمال الإنسانية في سياق العلاقات الدولية والقانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية، والأولويات العالمية في المجالات الإنسانية والتنموية.
عاصمة الإنسانية
مبادرات تستهدف تعزيز ريادة الإمارات في مجال العمل الإنساني. يتزامن معها مبادرات إغاثية سجلت عبرها دولة الإمارات اسمها كأحد أسرع دول العالم استجابة للكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية والتي استحدثت خلالها حلولاً مبتكرة في تنفيذ مهامها لتترك بصمتها الإنسانية أثراً طيباً في حياة الملايين حول العالم.
وأسهمت المبادرات الإنسانية للإمارات وقيادتها في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، وذلك سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضمن مبادئ الأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش والسلام التي تتبناها دولة الإمارات وتساهم في تعزيز نشرها على المستوى العالمي.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024 ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أمريكي)، بمتوسط 6.8 مليار درهم سنويا على مدار 53 عاما متواصلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI5IA== جزيرة ام اند امز