وطن بأكمله سيعمل خارج متطوعا راغبا في الخير ليثبت أن عام الخير إنما هو برواز يشع نورا لصورة حقيقية رسمتها وترسمها أنامل الإمارات
مع بداية كل عامٍ جديد تنطلق في دولة الامارات العربية المتحدة مبادرة تبقى فصولها حية مزهرة على مدار السنة ، ونحن في سنة 2017 على موعدٍ مع مبادرةٍ تشع بالعطاء والإنسانية ، وتؤكد على منهجٍ ثابتٍ وراسخ ، خطه الراحل المُخلد في قلوبنا ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب ﷲ ثراه ، خطُ الخير والعطاء ، وتقديم يد العون والمساعدة ، وطرق أبواب الإحسان والخير أينما كانت ، والشعور بالآخر حيثما وجد ، ومهما كانت ظروف حياته ، عام الخير مبادرة أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ، وأعلن عنها صاحب السمو الشيخ ﷴ بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراءحاكم دبي رعاه ﷲ .
والخير وضع حجره الأساس الإسلام ، وأمرنا به الله ﷻ في القرآن الكريم حيث قال جل في علاه : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ . [ التغابن: 17 ]
وحثنا عليه نبينا محمدٍ ﷺ في أحاديث كثيرة إذا يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه : يَا بْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تَبْذُلِ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ وَإِنْ تُمْسِكْهُ شَرٌ لَكَ وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى [ مسلم عن أبي إمامة ]
فكم من أجرٍ عظيم يرتفع به الإنسان مراتب في الدنيا ، ومنزلةً رفيعةً في الآخرة ، فالخير على المستوى الشخصي يعود على الإنسان بالفضل والنعم الكثيرة ، ويقيه شراً لا يدرك من أين يأتيه ، فما بالك عندما تنهض دولةٌ بأكملها قيادةً وأجهزةً حكومية وخاصة وشعب في عمل الخير والسعي في أوجه بذله واستحقاقه ، فلاشك أن الخير سيعود على هذه الدولة ، وسيبارك ﷲ فيها ، ويحفظها ويقيها صروف الأيام والسنين .
عام الخير مبادرة تحمل في طياتها محاور عديدة ، ستقوم من خلالها وتقف على قدميها شامخة ، ترتكز على العمل التطوعي الذي هو صفةٌ ملازمة لأبناء الإمارات ، حيث سيصقل هذا المحور فكرة التطوع ، وينميها لتَدُّر فائدتها على أكمل وجه ، ولعل المحور الرئيس الذي يشترك مع محور التطوع هو محور المسؤولية المجتمعية وترسيخها في القطاع الخاص ، ليكون هذا القطاع مساهماً قوياً في هذه المبادرة ، مما سيعود بالنفع والخير عليه وعلى الوطن والمواطن وبالتالي على الصديق والشقيق ، وفي محورها الثالث ستركز هذه المبادرة ، على الأجيال القادمة في ترسيخ مفهوم خدمة الوطن ، وبالتالي ضمان استمرار عجلة الخير والإحسان في وطن الخير والعطاء ، ومما لا شك فيه أن مبادرة عام الخير ستجد تفاعلاً لا مثيل له بإذن ﷲ من الجميع ، مواطنين ومقيمين وزائرين لهذه الأرض الطيبة ، فهكذا تعودنا أن نشارك قيادتنا تطلعاتهم ونظراتهم واستشرافهم للمستقبل ، وأما حكامنا وقادتنا وشيوخنا فهم سباقون لفعل الخير دائماً وأبداً ، وحبلهم في ذلك متين ، لم ينقطع بعد رحيل القائد المؤسس ، بل توثق وأشتد ، حتى غدى ميدان الخير والبذل ميدان تسابقٍ فيما بينهم ، أيهم يسبق الآخر في الخير والعطاء .
وسيبقى الخير خط سير تسلكه الإمارات حكومة وشعباً ، لأننا في دولة سلامٍ وتسامحٍ ووسطية ونحب للآخرين ما نحب لأنفسنا ، ولربما نرى تفاعلاً مع هذه المبادرة في دول العالم المختلفة ، لأن مبادرة عام الخير ليست مجرد شعار نتغنى به ، بل هي منهجية عمل ستأخذ عمرها عاماً كاملاً ، في سبيل بذر الخير الذي بنباته تسعد الإنسانية وتفرح قلوب البشرية ، ولعل أهم ما يميز هذه المبادرة ويجعلها محل اهتمام ومشاركة وتفاعل ، أنها تضم الجميع وتدفع بالجميع من قطاع الحكومي وقطاع خاص وشعب ويسبقهم في ذلك كله حكومةٌ وقيادةٌ رشيدة نحو وطن يكون نواة الخير في العالم .
فوطن بأكمله سيعمل خارج متطوعاً راغباً في الخير ، ليثبت أن عام الخير إنما هو بروازٌ يشع نوراً لصورةٍ حقيقية رسمتها وترسمها أنامل الإمارات لأبنائها وللمقيمين عليها ولزائريها ، ولدول العالم أجمع في السراء والضراء ، فالإمارات لها قلبٌ يفز فرحاً ، إن وجد للخير سبيلاً ، وما تلبث حتى تسير نحوه بقوةٍ ، يقودها في ذلك الشعور النبيل وحب الآخرين .
عام الخير ليس بغريبٍ على الإمارات وأهلها ، فبصمة العطاء الإماراتية في كل بقاع العالم من مشرقها إلى مغربها تشهد وتزخر ، وكما تفاعلنا نحن كشعب ، مع مبادرة عام القراءة وغيرها من المبادرات ، فإننا سنختم عام القراءة بفتح كتابٍ يزخر بالعطاء والبذل في سبيل ﷲ ثم الوطن ثم الرئيس ، وسنبقى نقرأ وندعوا ﷲ ﷻ أن يعيننا على فعل الخير ويتقبله منا ، يحفظ لنا وطننا عاماً بعد عام ، وسننتظر عاماً آخر نربط به مبادرةً جديدة بالقراءة وعمل الخير .
وطني ليس كمثلك وطن ..
وطني أنت نبراس العطاء ..
دمت للإنسانية رمزاً خالداً أيها العظيم .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة